ايران تنقل عمليات التخصيب إلى مواقع آمنة اذا اقتضت الضرورة

نقلت وكالة مهر للأنباء عن البريغادير جنرال غلام رضا جلالي القائد بالحرس الثوري الإيراني قوله إن إيران قد تنقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى مواقع أكثر أمنا اذا اقتضت الضرورة.
ولم يذكر التقرير تفاصيل لكن إيران أجرت استعدادات لنقل التخصيب لدرجة نقاء أعلى إلى منشأة تحت الأرض قرب مدينة قم المقدسة لحماية النشاط النووي الحساس بشكل أفضل من أي هجمات عسكرية.
وأسفر الجدل حول برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني عن فرض القوى الغربية عقوبات اقتصادية مشددة على إيران وتقول إسرائيل والولايات المتحدة إنهما لم تستبعدا الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية في اقناع طهران بتعليق أنشطتها النووية الحساسة.
ونقلت وكالة مهر عن جلالي قوله 'اذا تطلب الامر سننقل مراكزنا لتخصيب اليورانيوم الى أماكن أكثر أمنا'.
وتشتبه قوى غربية في أن إيران تحاول تصنيع أسلحة نووية. وتنفي إيران ذلك وتقول إن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف فقط لأغراض سلمية مثل توليد الكهرباء ولاستخدامات طبية.
وتقول إسرائيل إن إيران المسلحة نوويا ستمثل تهديدا لوجودها. ويعتقد بشكل كبير أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
ولمح تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني الى أن إيران سعت للمعرفة اللازمة لصنع قنبلة ذرية حتى عام 2003 على الأقل.
وتمكنت إيران من تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة وهي نسبة تقول دول غربية إنها أكثر مما تحتاجه الطاقة النووية السلمية. لكن درجة النقاء بنسبة 20 في المئة غير كافية لصنع قنبلة.
وزاد من المخاوف الغربية تجاه دوافع إيران قول طهران في حزيران إنها ستنقل انشطة تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى من محطة التخصيب الرئيسية قرب مدينة نطنز بوسط البلاد إلى منشأة فوردو الموجودة في قلب جبل بقاعدة عسكرية سابقة.
وفي الشهر الماضي قال تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران ركبت أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في فوردو وإن المواد النووية نقلت إلى هناك مما يشير إلى احتمال بدء التخصيب قريبا في هذا الموقع. وتقول إيران إن ردها على أي عمل عسكري سيكون 'مؤلما'.
وقال جلالي رئيس الدفاع المدني الإيراني 'لو كان الامريكيون والاسرائيليون قادرين على مهاجمة منشآتنا النووية وتوجيه ضربة لها لأقدموا حقا على هذه الخطوة'.
وصرح برويز سروري وهو عضو محافظ في البرلمان الإيراني يوم الاثنين بأن ايران العضو في (أوبك) تعتزم إجراء مناورات عسكرية قرب مضيق هرمز في الخليج حيث يمر نحو 30 في المئة من صادرات النفط الخام في العالم.
لكن متحدثا باسم الخارجية الإيرانية نفى تصريحات النائب الإيراني قائلا إن هذا رأيه الشخصي ولا يمثل الرأي الرسمي لإيران.
لكن مسؤولين إيرانيين حذروا في الماضي من إغلاق مضيق هرمز الحيوي كإجراء انتقامي في حالة تعرض المنشآت النووية الإيرانية لهجوم.
وأدت مخاوف من البرنامج النووي الإيراني وتهديدات بإغلاق ممرات الشحن الحيوية إلى ارتفاع أسعار النفط اكثر من دولارين الثلاثاء لتحقق بذلك أعلى ارتفاع منذ أواخر تشرين الثاني في تناقض حاد مع التراجع في أغلب الأسواق المالية الأخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمنبراست ان 'الجمهورية الاسلامية كررت اكثر من مرة ان اغلاق مضيق هرمز ليس على جدول اعمالها لانها تؤمن بان الاستقرار والهدوء امران لا غنى عنهما لتمكين دول المنطقة من التقدم على طريق التنمية'.
وقدم مهمنبراست هذا الايضاح بعد تردد شائعات عن تدريب عسكري ايراني على اغلاق مضيق هرمز رفعت اسعار النفط في السوق العالمية وخاصة في نيويورك حيث اغلق برميل الخام الامريكي الخفيف (سويت لايت كرود) على اكثر من مائة دولار بارتفاع يزيد عن 2 بالمئة. ويمر معظم الانتاج النفطي للسعودية ودول الخليج النفطية وايران عبر مضيق هرمز الذي يفصل الخليج عن المحيط الهندي.
ونجمت هذه الشائعة عن تصريح لنائب ايراني نقلته وكالة انباء يؤكد فيه ان الحرس الثوري سيجري مناورات على اغلاق المضيق دون المزيد من الايضاحات.
وبعد ذلك تم سحب هذا التصريح الذي لم يؤكده اي مسؤول او وسيلة اعلامية اخرى.
ويتولي 'البسدران' او الحرس الثوري، مسؤولية الامن في الخليج. وقد اشارت قوات النخبة الايرانية هذه اكثر من مرة الى امكانية اغلاق المضيق اذا ما تعرضت ايران لهجوم او منعت من تصدير نفطها بحريا.
واتهم مهمنبراست اسرائيل والولايات المتحدة بـ 'محاولة عسكرة الاجواء في المنطقة بتوجيه تهديدات' محذرا من 'اثارة ردود فعل احادية' في ايران من قبل 'اشخاص ليس لديهم مسؤوليات رسمية ولا يمثلون وجهة نظر الحكومة مثل برلمانيين'.
شام نيوز - وكالات - القدس العربي