باحث روسي: سورية مستهدفة والتشويه الإعلامي يحرف الحقائق

نشر ليونيد ايفاشوف رئيس أكاديميات المشكلات الجيوسياسية الروسية مؤخرا تحليلا تناول فيه ما يجري في سورية من منظور المراقب المحايد وتطرق إلى استهداف سورية والتشويه الإعلامي الكبير الذي يحدث في نقل ما يجري على أرض الواقع لحرف الحقائق عن مسارها الصحيح.
وقال ايفاشوف في تحليله الذي نشر على موقع الأكاديمية الالكتروني بعدما أجرى مقدمة حول تطور سورية دولة ومجتمعا متطرقا إلى التعايش السلمي الأهلي المتميز في سورية بين مختلف أطياف وشرائح الشعب السوري وإلى اهتمام القيادة السورية الكبير بالتعليم والمعارف العلمية وتحديث الإنتاج إن سورية حاولت بقدر الإمكان إتباع سياسة خارجية وداخلية مستقلة غير أن الطغمة المالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الساعية للسيطرة على العالم لم يعجبها هكذا استقلالية لذلك حاربتها عن طريق التكنولوجيا الحديثة واستخدام القوة العسكرية والمنظمات الدولية الإقليمية إضافة إلى تعبئة المرتزقة والمتطرفين ووحدات الاستخبارات.
وأكد الباحث الروسي أن الشعب السوري يتعرض لضغوط عسكرية متواصلة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو مشيرا إلى تمكن سورية بعد الأحداث الكبيرة التي ألمت بالمنطقة من الاستمرار في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وتقديم المساعدة للمقاومة الفلسطينية ودعم المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي واستقبال اللاجئين العراقيين كما اتبعت بإصرار سياسة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ايفاشوف إن السياسة الإستراتيجية للرئيس بشار الأسد وقيادة الدولة بشكل عام هي العمل لإصلاح الدولة والمجتمع ومنذ عام 2000 أولت الدولة اهتماماً كبيراً للمسألة الدفاعية ولأمن البلد وللوحدة السياسية والاجتماعية للشعب السوري وتوفير مسار مستقل لنهج التنمية مشيرا في هذا السياق إلى بعض المظاهر السلبية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية التي خلقت أرضية للمعارضة السياسية المدعومة مباشرة من الخارج.
ولفت ايفاشوف إلى أن الضغوط الخارجية والإقليمية المحيطة بسورية إضافة إلى الضغط العسكري الأمريكي القائم والمتواصل لم يسمحوا بالبدء بتنفيذ الإصلاحات لأن من أولى أهداف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل الإبقاء على العالم العربي مجزأ متصارعا ومتخلفا والحصول على الطاقة والوقوف في وجه أي نهضة ثقافية حضارية لذلك هي تقف في وجه أي برنامج إصلاحي قد تصبح سورية من خلاله نموذجا يقتدى لغيرها من بلدان المنطقة مشيرا إلى أن الحملة ضد سورية جاءت لأنها الدولة العربية الوحيدة في المنطقة التي تعارض علنا السياسات الأمريكية الإسرائيلية العدوانية وتحافظ على علاقات ود وصداقة مع إيران.
وقال ايفاشوف إنه في المرحلة الأولى من الحملة الأمريكية ضد سورية تم تنظيم القوى المعادية لسورية من الأخوان المسلمين إلى القوى المعارضة المقيمة في لندن وتنظيم القاعدة الموجودة تحت تصرف الولايات المتحدة والفاسدين الذين سرقوا البلاد وهربوا إلى الخارج بالإضافة إلى جميع أنواع المرتزقة والمقاتلين الذين تم فتح ممرات لهم عبر الحدود وجرى بشكل مواز تمويل تنظيمات انفصالية ومجموعات متطرفة موجودة على الأراضي السورية حيث جرت مواجهات مع المسلحين قرب الحدود وقامت الجماعات المعارضة في هذه المرحلة بحرب نفسية وإعلامية قوية وكانت قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الغربية تقريبا على مدار الساعة تبث الأحداث في سورية.
وقال الباحث الروسي: إن أولى الضحايا في الأحداث كانت من الشرطة والعسكريين حيث كان هناك من يطلق النار على التجمعات والشرطة وهذا كان بداية المرحلة الأولى من العملية.
وأضاف ايفاشوف إنه في هذه الأثناء كان في سورية وقام بإجراء مقارنة بين ما يجري على الأرض وما تبثه قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الغربية ووجد مثلا في حماة أن المعارضين نهبوا عددا من المحلات والبيوت واستشهد عدد من أفراد الشرطة وأن وسائل الإعلام المعادية لسورية صورت هذه الأفعال التخريبية على اعتبارها انتفاضة ضد النظام كما اعتبرت اعتقال المخربين على أنه قمع للحقوق السياسية وللحريات.
وتابع ايفاشوف حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات ضد سورية لكن التجربة ضد ليبيا علمت روسيا والصين محاصرة هذه المحاولات إضافة إلى طرح الرئيس الأسد خطة الإصلاح الشامل للدولة والمجتمع التي سبقت بعمقها وشموليتها مطالب المعارضة فإلى جانب إمكانية تعديل الدستور طرح اعتماد قانون جديد للأحزاب السياسية وسلسلة من القوانين الأخرى وألغى حالة الطوارئ وحل قضية تجنيس الأكراد المكتومي القيد وطرح مسألة إعادة هيكلة القوى الأمنية ونظام التعليم وقضية العمالة وغيرها الكثير.
وأشار إلى الحوار الواسع بين ممثلي مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته والأحزاب السياسية حول برنامج الرئيس الإصلاحي حيث تراجعت المواجهة السياسية التي عول عليها الأمريكيون وحلفاؤهم وحلت محلها الحياة اليومية العادية للسوريين ومناقشة مستقبل البلد والتف الشعب حول الرئيس الأسد وانطلقت المسيرات الجماهيرية الداعمة لبرنامجه الإصلاحي.
وأوضح ايفاشوف أن الأمريكيين والفرنسيين عندما رأوا الالتفاف الجماهيري حول الرئيس الأسد فقدوا أعصابهم حيث هرع السفيران الأمريكي والفرنسي إلى مدينة حماة ودعيا المعارضين بشكل قاطع إلى عدم الذهاب إلى الحوار مع السلطة والمشاركة في مناقشة برنامج الإصلاح ومواصلة التمرد كما هي الديمقراطية على الطريقة الأمريكية.
وخلص ايفاشوف إلى أنه ليس أمام الشعب السوري في المرحلة الحالية سوى النضال من أجل وحدة سورية أرضا وشعبا والوقوف أمام ما يحاك لهم وسيحققون النجاح في ذلك.
شام نيوز. سانا