باريس وعواصم أوروبية تستبعد قراراً اتهامياً خلال أيام

استأثرت زيارة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالاهتمام السياسي، نظراً إلى أنه يتعذر فهمها، في التحليل السياسي، إلا في سياق المساعي المستمرة «السورية السعودية العربية الإقليمية» للتحضير لآليات ملاقاة القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري الذي تظهر التسريبات المتلاحقة صوابية قراءة قوى المعارضة السابقة له ولخلفياته واستهدافاته.

ولم يخف أردوغان «إمكان دخول أنقرة خلال الأيام المقبلة على خط مساعٍ ثلاثية إلى جانب سورية والسعودية».

وجاءت زيارة رئيس الوزراء التركي بعد نحو 24 ساعة من زيارة سريعة ومفاجئة لرئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي أمضى ساعات قليلة في بيروت لينتقل بعدها إلى باريس.

وتقاطع الموقف التركي مع تأكيد إيراني لوجود اتصالات إيرانية عربية وإيرانية تركية في شأن الوضع في لبنان، إذ أشار السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي إلى أن «هناك مشاورات إيرانية عربية وإيرانية تركية وإيرانية سعودية وإيرانية سورية عن الوضع في لبنان» ملاحظاً أن الوضع اللبناني يتقدم.

وقال مصدر واسع الاطلاع لـ«الوطن»: إن زيارة المسؤول التركي متصلة حتماً بالمساعي الجارية للحفاظ على الاستقرار اللبناني.

ومن ناحية أخرى، أوضح المصدر أن معلومات دبلوماسية مصدرها عدد من العواصم ومنها باريس على وجه الخصوص استبعدت صدور القرار في وقت قريب، مرجحة صدوره منتصف الشهر القادم ومشيرة إلى أن آليات عمل المحكمة الدولية تفرض على المدعي العام الدولي القاضي دانيال بيلمار تقديم القرار الاتهامي إلى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرنسين الذي تعود له الموافقة على القرار في حال رأى أنه ذو بنية قوية ويحوي أدلة صلبة صالحة لأن تقدم إلى المحكمة الدولية، أو يعيده إلى بيلمار في حال رأى أن الأدلة ضعيفة أو غير كافية. ولفت المصدر إلى أن هذه الآلية بحد ذاتها تحتاج إلى وقت.

إلى ذلك أبلغ مصدر دبلوماسي عربي في بيروت وكالة «فرانس برس» أن أردوغان الذي «تربطه علاقة صداقة قوية مع سعد الحريري سيلتقي (اليوم) وفداً من «حزب اللـه» ووفوداً من كتل سياسية أخرى في إطار المساعي الحميدة التي يبذلها».

ولفت أردوغان من بيروت إلى أن تركيا تقف على مسافة واحدة من الجميع من دون تمييز بين مذهب وآخر وبين طائفة وأخرى.

وأضاف: نحن في هذه المنطقة سنتحد، وسنكبر وسنصبح أحياء من أجل السلام والعدالة ومن أجل الاستقرار والهدوء سنتحد، من أجل الحق ومن أجل سيادة القانون سنكون كباراً، سنكون أحياء وسنعيش في وجه الظلم والظالمين، مؤكداً أن على «حكومة إسرائيل أن تدرك تماماً هذا، ويجب أن تدرك إسرائيل تماماً أنه عندما يستتب الأمن والسلام في المنطقة ستربح هي الأخرى من هذا السلام». وأوضح أردوغان أنه في حال نشبت الحرب، فإن «الخاسر لن يكون فقط أبناء هذه المنطقة، ولكن سوف تخسر إسرائيل أيضاً». وأشار أردوغان إلى أن «الهدف من زيارته توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين أنجزها الوزراء المختصون إضافة إلى موضوع التعاون الإستراتيجي الرباعي بين تركيا وسورية والأردن ولبنان».

 

 

شام نيوز- الوطن