بالخط العريض.. محطات فضائية لاغتيال الحقيقة!

 

محي الدين المحمد . تشرين

 

بكل صفاقة قطعت الجزيرة والعربية ومحطات الفتنة الفضائية بثها وقائع المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية وليد المعلم.

عندما تم عرض شريط يصور الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها العصابات المسلحة في حماة وجسر الشغور وغيرهما من أماكن استباحتها العصابات المسلحة المدعومة من بعض دول الجوار ومن جهات خارجية، ومن تلك المحطات التي تفرد الساعات الطوال لنشر صور يرسلها المسلحون لجرائم يقترفونها ويلصقون التهمة بالجيش السوري والقوى الأمنية..

فالمهم لدى تلك الفضائيات هو نشر المزيد من نزيف الدم السوري، وتبرئة المجرمين من فعلتهم، ونشر صور لتجمعات محدودة لمحتجين تتم مضاعفة أعدادهم بالخدع البصرية المعروفة لدى كل من يعمل في الوسائل السمعية والبصرية، ضاربين عرض الحائط بحق الإنسان في معرفة الحقيقة والوصول إلى المعلومة الصحيحة.. ‏

لقد كان الارتباك واضحاً على المذيعين نتيجة الصدمة التي خلقتها الصور المريعة التي ظهرت على شاشاتهم قبل أن تأتيهم الأوامر بقطع البث ومن الجهة ذاتها التي تمارس العدوان الإعلامي والسياسي وتؤجج التحريض الديني والطائفي، حيث قطع هؤلاء عهداً على أنفسهم أن يكونوا متطرفين في عدائهم لسورية، وفي تبنيهم للأجندات الأمريكية - الاسرائيلية التي تمارس الانتقام في السياسة والاقتصاد وفي التحريض على القتل معاقبةً لسورية التي وقفت مع قوى المقاومة في المنطقة في وجه المشروعات المشبوهة لأمريكا ولإسرائيل، وأجهضت ولادة الشرق الأوسط الجديد الذي حاولوا فرضه خدمةً لأغراضهم المشبوهة، بكل مايحتويه من تقسيم وتقطيع وتفكيك لمكونات الأرض والشعب.. ‏

 

إن الجزيرة والعربية وغيرهما من محطات الفتنة التي تدّعي الموضوعية والحرص على الوصول إلى الحقيقة والرأي المستقل ظهرت خلال الأزمة السورية، من دون رتوش، ناطقاً رسمياً باسم البنتاغون وباسم القواعد العسكرية الأمريكية المنصوبة على بعد أمتار من مكان بث تلك المحطات الفضائية المعولمة.. تلك القواعد الأمريكية التي تشرف على نهب الثروات وعلى السيطرة المحكمة على مصادر الطاقة، وتملي على قادة تلك الممالك والإمارات مايجب اتخاذه من مواقف سياسية، حتى ولو كانت تلك المواقف تضرّ مصالح مواطنيهم ومصالح الأشقاء ودول الجوار.. ‏

 

المواجهة لم تعد إعلاميةً وسياسيةً واقتصادية، وإنما باتت مواجهة وجود مع أمريكا واسرائيل والأذناب المرتبطين بهما.. وشعبنا يعي هذه الحقيقة ولقد نزل ولايزال ينزل بالملايين إلى ساحات الوطن مرة تلو الأخرى ليؤكد أنه جاهز لخوض هذه المواجهة، وهو واثق بالنصر لأنه يتسلح بقوة الحق على هؤلاء المتلطين وراء الأضاليل والأكاذيب وتشويه الحقائق بغض النظر عن قوة هؤلاء.. ومَنْ يقرأ التاريخ البعيد والقريب سيتأكد من قدرة هذا الشعب على التصدي لأعداء الداخل والخارج وردّهم على أعقابهم خاسرين.. أذلاء. ‏