بانياس الجولانية تكشف عن كنوزها الأثرية

شام نيوز- تيسير أحمد
بدأت مدينة بانياس في الجولان السوري المحتل تكشف عن أسرارها الخبيئة، بعد أن توصلت البعثات التنقيبية الأوروبية والأميركية فيها إلى المدينة الرومانية والبيزنطية، وإلى المدينة العربية الإسلامية، حيث بينت آخر المكتشفات أبعاد المعابد الوثنية الثلاث المقامة عند النبع، وأساسات الكاتدرائية البيزنطية التي ظلت قائمة إلى حدود القرن الثامن الميلادي. كما كشفت التنقيبات عن سور المدينة الإسلامية وأحد أبراج القلعة التي بنيت في العصر الفاطمي، ورممها الظاهر بيبرس.
وتبرز هذه المكتشفات الجديدة- على الرغم من أنها مخالفة للقنوان الدولية ولمعاهدة جنيف الرابعة، الخاصة بامانطق المحتلة- حجم مدينة بانياس الجولانية المترامي الأطراف وموقعها كجسر للعبور من دمشق إلى فلسطين، تظهر التنوع الحضاري الكبير في الأبنية ومدارس العمارة اليونانية والرومانية والعربية الاسلامية، وهي بذلك تؤكد جميع النصوص التاريخية ونصوص الرحالة العرب والمسلمين الذين زاروها في فترات زمنية مختلفة.
وتحتل مدينة بانياس الجولانية أهمية كبرى في تاريخ المسيحية إذ كانت تسمى في العصر الروماني قيصرية فيليبي حيث زارها السيد المسيح، ووقف عند نبعها وقلد القديس بطرس الرسول مقاليد السلطة الكنسية، حسب الإنجيل المقدس.
مخطط لمدينة بانياس واهم مواقعها الأثرية
تقع بانياس عند الأقدام الجنوبية الغربية لجبل حرمون (الشيخ)، وفي زاوية ملتقى واديي خشبة في الشمال، وسعار في الجنوب، مع نهر بانياس، وعلى بعد (18) كم شمال غرب مدينة القنيطرة، حاضرة الجولان، و (15) كم جنوب شرق مرجعيون في لبنان، و(37) كم شمال بيت صيدا، و(6.5) كم غرب بحيرة مسعدة (رام، فيالا)، وعلى ارتفاع (320) متراً فقط، فوق سطح البحر.
استمدت بانياس اسمها من الإله الوثني "بان" وهو إله الرعاة، والغابات، والحيوانات البرية، والجبال عند الإغريق، وعرفت بأسماء أخرى، خلال فترات من تاريخها، فقد أطلق عليها فيلبيوس بن هيرودوس اسم قيصرية، تكريماً للإمبراطور طيباريوس، وأضاف إلى هذا الاسم اسمه، تمييزاً عن قيصرية الساحل الفلسطيني، فصارت تعرف باسم قيصرية فيليبي.
وكذلك أطلق أغريبا الثاني اسم نيرونياس عليها، تكريماً للامبراطور الروماني نيرون، وحصلت على لقب " المدينة العظيمة" و " مدينة الله" مع تأسيس أبرشية بانياس، وقيام أسقف عليها.
نازفة الدم البانياسية
وقد أورد المؤرخ يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة نصاً يتحدث عن تمثال رفعته نازفة الدم البانياسية إذ يقول "ولدت نازفة الدم، التي أبرأها يسوع في بانياس، يقولون إن بيتها ما زال يرى في المدينة والنصب التذكارية المدهشة للفضل الذي منحها إياه مخلصنا ما تزال قائمة. فعلى بوابة بيتها، وعلى حجر مرتفع، ينتصب تمثال نحاسي لامرأة على ركبتيها المنحنيتين ويدها ممدودة أمامها كمن يتوسل. ومقابل هذا هناك تمثال آخر لرجل منتصب مصنوع من المادة ذاتها ملفوف بعباءة باحتشام ويمد يده إلى المرأة. ويقولون إن هذا تمثال المسيح وقد بقي حتى أيامنا هذه، ـ وقد رأيناه نحن أنفسنا عندما كنا نقيم في المدينة". (يوسابيوس، الكتاب 6، الفصل 18).
وقد شاهد الإمبراطور يوليان الجاحد هذا التمثال، فأمر بتحطيمه، وذكر الحجاج أن نبتة طيبة كانت تنمو بجانب هذا التمثال، ويعتقد البعض أن هذا التمثال كان يمثل ايسكولاب الطبيب الشافي، فانتقل تفسير الشفاء من ايسكولاب المخلص، إلى يسوع المخلص.
وفيما يلي صورلبعض الأبنية الأثرية المكتشفة حديثاً في بانياس الجولانية