بدء أعمال المسح الجيوفيزيائي في مدينة الرفنية المفقودة

من بقايا آثار الرفنية

بدأت البعثة الألمانية السورية المشتركة أعمالها المسحية الجيوفيزيائية والطبوغرافية في مدينة الرفنية الأثرية بحماة للموسم الحالي بتحديد بعض النقاط الأثرية المهمة بالموقع.

وأوضح إبراهيم عباس مدير البعثة الميداني أن أعمال المسح تعتبر استكمالاً لأعمال مسحية نفذتها البعثة سابقاً بهدف تحديد بعض التوضعات الأثرية في المدينة ووضعها ضمن الخارطة الأثرية التي ستسهل أعمال التنقيب المستقبلية من خلال تحديد التوضع الأثري الدقيق .

وبين عباس أن البعثة الأثرية تستخدم جهازا جيو راداريا متطورا يقوم بإرسال إشارات إلى أعماق 4 أمتار في باطن الأرض لتحسس التوضعات الأثرية بدقة منوها بان طاقم عمل البعثة يقوم بنقل هذه المعلومات إلى حواسب لمعالجتها على شكل بيانات وصور وتحميلها على الخارطة الأثرية.

وأشار مدير البعثة الميداني إلى أن أعمال المسح تستمر لمدة 21 يوماً بالمدينة وتقسم إلى قسمين الأول يقع على تقاطع طريقين يعودان للعصر الروماني وهي المنطقة الرئيسية التي تمتد من منطقة المقالع في القسم الشمالي إلى منطقة وادي العين في الجنوب على امتداد 1400 متر وعرض 750 متراً والقسم الثاني يقع على مقربة من عين التنور على مساحة 16 هكتاراً .  

ويعد اكتشاف مدينة الرفنية أهم اكتشاف أثري سوري منذ عقود إذ كانت مجهولة الموقع منذ غياب فعاليتها الحضارية في العصر البيزنطي قبل 1500 عام.
وقد ورد اسم "الرفنية" في الكثير من النقوش والوثائق التاريخية الرومانية التي تتحدث عن أضخم مدينة رومانية حصينة في الشرق تتجمع فيها الجيوش الرومانية القديمة لإجراء التدريبات استعداداً لفتح الشرق، فمنها انطلقت الغزوات الرومانية باتجاه مصر والمغرب العربي وظلت هذه المدينة مفقودة حتى قامت بعثة أثرية سورية ألمانية بمساعدة تقنيات مسح متطورة تحديد توضعها بعد أن استمرت عمليات المسح لعدة سنوات في منطقة "بعرين بحماة".

وقال عباس: «لم نتوقع أن تكون المدينة الأثرية على هذا الامتداد الضخم ، وهي مسجلة لدى أثار "مصياف" على أنها بقعة أثرية متوسطة المساحة بمعنى لا تتجاوز الهكتار في حين كشف المسح الأولي الذي قمنا به أن مساحتها تفوق الثلاثة هكتارات على أقل تقدير لذا يمكن القول أنها تضاهي بمساحتها وقدمها التاريخي مدينة "أفاميا" الأثرية وهذا طبعاً أعظم اكتشاف أثري سوري في الألفية الثالثة».