بدء العروض الجماهيرية لمسرحية "كلاكيت" على مسرح الحمراء

يطرح عرض كلاكيت الذي قدم أمس على مسرح الحمراء أسئلة كبيرة من خلال حكاية بسيطة فيها انعكاس لوجع إنساني كونه جاء على هيئة بوح بضرورات إطلاق ملكات الإنسان ومبادراته كسراً للقيود الجافة والفجة.

واتخذ مخرج العرض ومؤلفه تامر العربيد حكاية رزوق في الغابة للبلغاري خاتيوف لإنشاء نص درامي أعده للخشبة معتمداً على مجموعة من الخطوط الدرامية بحيث جرى انتقاء الممثلين من خلال قراءة إخراجية للنص ظهرت من خلالها أسلوبية أظهرت على مدار أكثر من ساعة ونصف جهدا تأمليا مشتركا بين المخرج والممثلين على الخشبة حيث تم اختيار الشخصيتين الرئيسيتين غالب وسعيدة اللتين قام بأدائهما كل من الفنانين عبد الرحمن أبو القاسم وجيانا عيد.

وابتعد العرض عن الكتل الكبيرة في المسرح حيث جاء هذا الخيار من قراءة خاصة لأسلوبية تقديم مسرحية كلاكيت ناهلاً من الحكاية التي بدت في ظاهرها واقعية إلا أنها نحت باتجاه أسلوب الغروتيسك أي المبالغة في المعالجة والطرح.

واعتمد العربيد على مجموعة من الراقصين لإبراز الخط الفني للوصل بين عدة لوحات درامية قام الممثلون بأدائها على الخشبة حيث ساهم الجهد الجماعي المبذول في التنويع على أدوات الممثل من حيث إبراز قدرات هذا الأخير في حشد طاقة وجدانية وكلامية في آن معاً.

وبالغ العرض في القيمة الاستعراضية المسرحية المتمثلة باستخدام الدخان بكثافة كبيرة تواترت معها الإضاءة بشكل مزعج للجمهور إلى حد ما وشملت مبالغات في تكريس خلفيات راقصة وراء بطلي المسرحية بتكرار الحركات ذاتها بين كل اسكتش وآخر معوضاً بذلك عدم ترابط اللوحات وضياع القصة الأساسية بين الفقرات المتتالية.

وجاء الفلاش باك الذي يعيد البطل إلى أيام طفولته بصورة دخيلة على العرض بحيث لم تحقق هذه التقنية ميزة الذاكرة المرئية توازياً مع الواقع الراهن إلا من خلال مبالغات شكلية أرادها المخرج للتعويض عن خلل جوهري في كتابة النص الأصلي وإعداده للخشبة بصورة وقال العربيد إن عمله استعراض حقيقي للهم ووجع الإنسان بشكل عام والإنسان العربي بشكل خاص فكلاكيت هي البحث عن مشروعية العيش وممارسة الحياة لكل فرد في مكانه مع العلم أن عنوان العرض مستمد من تقنية الصورة في السينما والتلفزيون إلا أنه يقدم جملة تقطيعات مسرحية وفق مونتاج وفره عنوان العرض كلاكيت.. أول آخر مرة.

وأوضح العربيد أن مقياس العمل المسرحي هو الصدى الآني للعمل وهذا ما تم تلمسه من خلال تواصل الجمهور مع كلاكيت أثناء تقديمه لأول مرة في مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر من خلال تعبيره عن هموم الجمهور الحياتية والمعيشة اليومية وفق صيغة إبداعية حاول من خلالها تقليص المسافة بين الخشبة والصالة.

يذكر أن مسرحية كلاكيت موسيقا محمد هباش إضاءة عبد الحميد خليفة تمثيل عبد الرحمن أبو القاسم.. جيانا عيد.. محمود خليلي ..جمال العلي.. رمضان حمود.. فاتن العلي.. وسيم الرزاز.. جول الحلو.

 

شام نيوز - سانا