بدء انتخابات مجلس الشورى المصري وسط اقبال ضعيف

بدأت اليوم الاحد انتخابات مجلس الشورى المصري في ثاني خطوة لتسليم السلطة للمدنيين من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لكن أعدادا قليلة من الناخبين توجهت الى لجان الانتخاب على خلاف الطوابير الطويلة التي اصطفت خارج اللجان في بداية انتخابات مجلس الشعب في تشرين الثاني.
وتأتي انتخابات مجلس الشورى بعدما حقق الاسلاميون مكاسب كبيرة في انتخابات المجلس الادنى للبرلمان في نوفمبر.
وقال شاهد عيان في مدينة دمياط التي تقع على ساحل البحر المتوسط ان عمليات الادلاء بالاصوات انتظمت في لجان الانتخاب بالمدينة لكن بعض اللجان لم يدخلها ناخبون بعد نحو ساعة من فتح أبوابها.
وينتخب المصريون 180 عضوا للمجلس الذي يتكون من 270 مقعدا وسيعين رئيس الدولة حين انتخابه في يونيو حزيران باقي الاعضاء. وبالنسبة للاعضاء المنتخبين فان الثلثين ينتخبون بنظام القوائم الحزبية المغلقة وينتخب الباقون بنظام المنافسة الفردية.
وستجرى الانتخابات على مرحلتين. وتشمل المرحلة التي بدأت يوم الاحد 13 محافظة هي القاهرة والاسكندرية وأسيوط والبحر الاحمر والدقهلية والغربية والفيوم والمنوفية والوادي الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء ودمياط وقنا.
ويقول مصريون كثيرون انه كان واجبا الغاء مجلس الشورى الذي ليس له اختصاصات تشريعية واضحة والذي استخدمه الرئيس السابق حسني مبارك في منح حصانة برلمانية لحلفاء سياسيين له ورجال أعمال مقربين منه.
وشغل الاسلاميون أغلب المقاعد في مجلس الشعب الذي يتكون من 508 مقاعد منها عشرة عين المجلس الاعلى للقوات المسلحة شاغليها. ويسعى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وحزب النور وهو تجمع أحزاب سلفية الى تحقيق مكاسب جديدة في مجلس الشورى.
وقال شهود في مدينة الاسكندرية التي تقع على البحر المتوسط ان لجانا فتحت أبوابها متأخرة ما بين نصف ساعة وأكثر من ساعة بسبب حضور الموظفين المعينين بها متأخرين.
والموعد المحدد لفتح اللجان أمام الناخبين هو الثامنة صباحا (السادسة بتوقيت جرينتش) ويستمر الادلاء بالاصوات لمدة 11 ساعة. وتجرى الجولة الاولى من كل مرحلة على مدى يومين بينما تجرى مرحلة الاعادة في يوم واحد.
وكان مقررا اجراء انتخابات مجلس الشورى على ثلاث مراحل كانتخابات مجلس الشعب لكن احتجاجات نشطاء تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا للمدنيين جعلت المجلس يقصر فترة انتخاب الغرفة العليا للبرلمان.
وكانت انتخابات مجلس الشعب هي أول انتخابات برلمانية بعد اسقاط مبارك في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني من العام الماضي. وكانت أكثر الانتخابات نزاهة منذ نحو 60 عاما.
وحصل حزب الحرية والعدالة على 47 في المئة من المقاعد في مجلس الشعب.
وبموجب ترتيبات الفترة الانتقالية سيكون الاعضاء المنخبون في البرلمان بمجلسيه مسؤولون عن اختيار جمعية تأسيسية من 100 عضو تقوم بوضع دستور جديد للبلاد بدلا من الدستور الذي ساعد مبارك على البقاء في السلطة 30 عاما. وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة علق العمل بهذا الدستور الذي وضع قبل أكثر من أربعين عاما.
وكان من المعتاد في عهد مبارك ضعف الاقبال على انتخابات مجلس الشورى لاتساع الدوائر وعدم معرفة كثير من الناخبين بالمرشحين ولاقتناع ناخبين كثيرين بأن الانتخابات تزور لمصلحة المرشحين الذين كان يريد مبارك وأجهزته الامنية وصولهم للمقاعد.
وقال شاهد ان أيا من الناخبين لم يدخل لجنة مدرسة قنا الابتدائية المشتركة بمدينة قنا في جنوب البلاد حتى الساعة العاشرة والربع بينما اقترع عدد قليل من الناخبين في لجان أخرى.
وقال شاهد في مدينة الاسكندرية ان ناخبين اشتكوا من تغيير صناديق الاقتراع لتصبح بلاستيكية بعد أن كانت زجاجية في انتخابات مجلس الشعب.
وأضاف "بعض الصناديق الجديدة معتمة ولا يمكن رؤية ما بداخل."
ويقول الشهود ان ناخبين يدلون بأصواتهم في لجان الانتخاب بمساقط رؤوس مرشحين انطلاقا من اعتبارات الجيرة أو العصبيات الاسرية
شام نيوز - رويترز