برلسكوني يقر بالهزيمة الجديدة: لا يمكنني تجاهلها ..الإيطاليون يودعون النووي.. وبرلسكوني

مذّلة أخرى ألحقها الإيطاليون أمس برئيس وزرائهم سيلفيو برلسكوني بعدما اقترعوا بكثافة غير مسبوقة على ثلاث قضايا أساسية في البلاد..

وفي هذا الاقتراع رفضوا أولاً أي عودة للطاقة النووية، ورفضوا ثانياً خصخصة المياه، وثالثاً رفضوا الحصانة القضائية لبرلسكوني الملاحق بقضايا أخلاقية ومالية. ‏

ولم يملك برلسكوني إلاّ الرضوخ لإرادة الناخب الإيطالي والإقرار بهزيمته قائلاً: إن الإقبال الكبير على المشاركة (75%) في الاقتراع دليل على رغبة شعبية لا يمكن تجاهلها بالمشاركة في القرارات المتعلقة بمستقبل البلاد. ‏

وحسب نتائج الاستطلاعات الأولية فإن 75% من الناخبين صوتوا بـ«نعم» لإبطال قوانين حكومة برلسكوني حول الملفات الثلاثة الآنفة الذكر.. وهذه النسبة هي أكثر بكثير من نسبة الـ50% المطلوبة لإلغاء تلك القوانين. ‏

ولم تسجل هذه النسبة من الاقتراع في إيطاليا منذ 16 عاماً. ‏

وكان برلسكوني أقر بهزيمته بشكل غير مباشر قبل نشر نتائج الاقتراع، وقال: إن رفض الإيطاليين سيعد فشلاً جديداً له بعد الهزيمة التي مني بها ائتلافه في الانتخابات البلدية قبل 15 يوماً.
 

ورأت صحيفة «ال كوربيريه ديلاسير» في افتتاحياتها أمس الأول أن موقع حكومة برلسكوني سيضعف كثيراً لأن رفض الايطالي سيظهر أن رئيس الوزراء فقد التواصل مع البلاد وهذه مشكلة تعني كل الائتلاف الحاكم وليس برلسكوني وحده. ‏

وأثار الإعلام البريطاني مسألة عدم الإجماع داخل معسكر برلسكوني حول القضايا الثلاث: النووي والمياه والحصانة، مشيرة إلى أن كلاً من رئيس بلدية روما جياني أليمانو، ورئيسة منطقة لاتسيو، ريناتا بولفيريني أدليا بصوتيهما في الاقتراع ضاربين عرض الحائط بتوصيات رئيسهما بعدم التصويت. ‏

والأسوأ هو أن أومبيرتو بوسي زعيم رابطة الشمال وحليف برلسكوني الرئيس قال: إنه يأمل في المشاركة مع الناخبين في الاقتراع. ‏

وظهرت تصدعات في اتفاق برلسكوني مع رابطة الشمال إذ رأى بوسي أن الكافالييري فقد قدرته على التواصل مع الناس على التلفزيون. ‏

وتقول الصحيفة أيضاً: إن تعبئة الأوساط الكاثوليكية من الأسباب الأخرى التي تثير قلق برلسكوني. ‏
والخميس أشار البابا بنديكتوس السادس عشر إلى كارثة فوكوشيما النووية محذراً من تقنية متطورة لا تكون في نهاية المطاف مضبوطة. ‏

ونتائج الاستفتاء حول هذه النقطة ستكون رمزية بما أن الإيطاليين تخلوا عن الطاقة النووية بعد استفتاء أول في 1987 إثر كارثة تشرنوبيل، وقبل أسابيع أعلن برلسكوني أنه يتخلى عن مشروع بناء محطات نووية اعتباراً من 2014 لتشغيلها في عام 2020. ‏

ولكن باستثناء اللجان التي كانت تعارض القانون المؤلفة من مواطنين عاديين أكثر من سياسيين محنكين قال رجال دين: إن المياه هبة من الله وبالتالي فهي ملك للجميع. ‏

 

شام نيوز. تشرين