بسام كوسا: الدراما السورية مبنية على الصدفة وليس لديها استراتيجية واضحة

انتقد الفنان السوري بسام كوسا بشدة الدراما السورية معتبراً ِأنها مبنية على الصدفة ومرتجلة، وأنها من الممكن أن تنهار في أي وقت، مشيرا إلى أن الدراما السورية ليست لها أي استراتيجية واضحة، ولا نعرف ماذا سنقدم بعد سنتين.
وقال كوسا -في مقابلة مع برنامج "هلا وغلا" على قناة "أبو ظبي" الإماراتية مساء الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول-: "لم أعمل مستشارا فنيا لأصالة، وما تردد عن أنها قامت بإجراء بروفات لأداء فيلم سينمائي تحت إشرافي ليس له أساس من الصحة، ولم أتفق على التمثيل معها في أحد الأفلام".
وأضاف "أصالة من المطربين الذين أحب صوتهم، وقد تردد أن أصالة ستدخل تجربة سينما، وصرحت بأنها من الممكن أن تستشيرني في أداء الشخصية، ولكن البعض حرّف الكلام بطريقة مختلفة".
وأكد الفنان السوري أن زوجته سر تميزه ونجاحه المستمر طوال مسيرته الفنية الطويلة، مرجعا حصوله على جائزة "الموريكس دور" لأفضل فنان عربي متفوقا على نجوم كبار أمثال المصري يحيى الفخراني؛ إلى دعمها ومساندتها له في كافة مراحل حياته الفنية.
وأوضح كوسا أن زوجته جعلته يهرب من كل شيء خاص بالفن (من حفلات ومقابلات ومعجبات) إلى البيت، معتبرا أنه يدين لها بفضل كبير، خاصة وأنها تحملت معه كثيرا في بداية حياتهما، وعانت معه الكثير من الظروف الصعبة.
وأشار إلى أنه لن يفرض على أولاده مهنة الفن، وأنه سوف يتركهم لاختيار المهنة الأصلح لهم؛ لأن مستقبلهم يخصهم أولا وأخيرا، إلا أنه شدد على أنه سوف ينصحهم إذا وجدهم يتخبطون.
وشدد الفنان السوري على أن الدراما في بلاده مبنية على الصدفة ومرتجلة، وأنها من الممكن أن تنهار في أي وقت، مشيرا إلى أن الدراما ليست لها أي استراتيجية واضحة، ولا نعرف ماذا سنقدم بعد سنتين.
وقال كوسا لا توجد خطوط عريضة تحدد مسار الدراما، فعندما نعمل مسلسلا تاريخيا، فالكل يقلده، وعندما نعمل مسلسلا كوميديا أو اجتماعيا يتم تقليده أيضا؛ حيث أصبحنا بلا هوية فنية.
لا مقارنة بدريد لحام
وطالب بوجود استراتيجية ترسم مسار الدراما خلال الفترات المستقبلية، مشددا على ضرورة وجود تنسيق كامل بين صناع الدراما لتقديم مواضيع جديدة ومعالجة المستجدات والظواهر الجديدة.
ورفض الفنان السوري مقارنة نفسه بمواطنه النجم دريد لحام؛ لأنه علامة مميزة وله خط مستقل يتفوق فيه على الجميع، مشيرا إلى تفوقه في الدراما والكوميدي على كل منافسيه في العالم العربي.
وأوضح كوسا أنه لم يتمنَّ أن يعمل لنفسه خطا أو مدرسة مثل لحام، خاصة وأن كل فنان له بصمته، ويقوم بمشواره، ولا أحد يختصر الدراما السورية التي هي بانوراما كاملة اسمها مسيرة فن.
وكشف عن أنه يتلقى دور البطولة في أعمال كثيرة؛ إلا أنه دائما ما يرفض، لأنه لا يجد نفسه فيها، ولا يستطيع أن يقوم بمثل هذه الأدوار، لافتا إلى أنه كان يرى غيره قادرا على أن يلعب الدور بطريقة أفضل.
وشدد الفنان السوري رفضه التام لتقديم أي سيرة ذاتية مهما كانت؛ لأنه لا يمكن أن يتم تقديم الشخصية مجردة، لافتا إلى أن هذا الأمر سبب رفضه القيام ببطولة مسلسل عن قصة الملحن بليغ حمدي.
وأوضح أن نص المسلسل لم يعجبه، رغم أنه لم يقرأه؛ حيث أوضح أن معظم السير الذاتية التي قدمت في الدراما العربية أظهرت الجانب الجيد لأصحابها فقط، مشيرا إلى أنه يرفض هذا الأمر، لأنهم كانوا بشرا لديهم عيوب، ويخطئون، لكن مثل هذه الأمور لا تُعرض في الشخصية.
ورأى الفنان السوري أن مسلسله الأخير الذي عرض في شهر رمضان "وراء الشمس" ساهم بشكل كبير في التخفيف على ذوي الاحتياجات الخاصة، وحافظ على كرامتهم.
وشدد كوسا على أن المسلسل طرح ظاهرة ذوي الاحتياجات الخاصة بموضوعية، ولم يحاول إثارة الشفقة تجاههم، بل أوضح حقيقة أن كثيرين منهم قادرون على القيام بدور فعال في المجتمع، في حدود إمكانياتهم، وخاصة المصابين منهم بمرض التوحد.