بضائعهم بسيطة ومنتجاتهم يدوية...سوق داغستاني في دمشق

عرباتهم ذاتها وملامح وجوههم الباردة نفسها لم تتغير، وصلوا هذا العام إلى دمشق بعد عودتهم من الحجاز، وتأديتهم فريضة الحج هناك محاولين الحصول على بعض الأموال لمتابعة المشوار والوصول إلى بلادهم البعيدة براً.
هم مجموعة من الحجاج القادمين من داغستان اعتادوا كل عام القدوم إلى السعودية عبر الطرق البرية بواسطة سيارات كبيرة تمنحهم إضافة إلى القدرة على التنقل مكاناً مريحاً للنوم ومستودعاً واسعاً لبضائعهم الكثيرة التي تتنوع وتختلف مع اختلاف محطاتهم والبلاد التي يطؤونها.
عدد من هذه السيارات توقفت هذا العام وككل عام في منطقة الزاهرة حولت المكان خلال أيام قليلة إلى سوق شعبي امتلأ بالـ«بسطات» والباعة وأيضاً بالمشترين والزوار، وقدموا بضائعهم التي غالباً ما تكون مواد غذائية من منشأ روسي أو داغستاني وأيضاً منتجات يدوية محلية وأخرى إيرانية، أحد الباعة أكد لنا أن بضائعهم يحصلون عليها من البلاد العديدة التي يمرون بها وفي كل بلد يبيعون ما حملوا ويشترون بضائع أخرى، وعن مدة إقامتهم في دمشق أكد أن أغلبية الحجاج غادرت حالياً ولم يعد يوجد إلا ثلاث عربات من أصل عدة قدمت منذ نحو الأسبوعين وما بقي سيتابع مشواره في غضون أسبوع وسيكملون تسوقهم وتجارتهم في البلاد التي سيمرون بها.
المكان تحول كما ذكرنا إلى ما يشبه السوق التجاري ولم يعد يقتصر على هؤلاء الضيوف ليشمل العديد من السوريين ممن أتوا من مختلف المحافظات وآخرين من الصين وباكستان مقيمين أصلاً في دمشق ممن وجدوا في هذه الحركة التجارية فرصة لهم لكسب بعض المال وخاصة أن هذا العام شهد تراجعاً في عدد الداغستانيين كما أكد أحد الباعة هناك باعتبار أن عدداً كبيراً منهم لم يحصل على موافقات للحج من السفارة السعودية في بلادهم، وأضاف: إن بلاده تقدمت هذا العام بطلب إلى السعودية لزيادة حصة داغستان من الحجاح البالغة 8 آلاف شخص فقط، لكون عدد الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام يفوق الحصة الممنوحة لداغستان.
ولا يخلو سوقهم المؤقت هذا من بعض ملاحقات البلدية التي غالباً ما تغض الطرف عنهم وتقوم بناء على شكاوى الجوار بين الحين والآخر بدوريات قابلها هؤلاء الداغستانيون بإغلاق سياراتهم على ما تحوي من بضائع والاختباء فيها ليكون الحل بالنسبة للباقين الهرب من هذه الدوريات.
يذكر أن هؤلاء الحجاج يقطعون مسافة تبلغ خمسة آلاف كيلومتر من بلدهم إلى مكة، برحلة برية طويلة.
الوطن