بعد أسبوع على العودة للمدارس.. أطفال سوريا يعترفون "نذهب إلى المدرسة مجبرين"!!

أسبوع مضى على عودة الطلاب السوريين إلى مدارسهم.. التي استقبلوها بطرق مختلفة مجمعين على أن المدرسة الشيء الذي سينهي راحة الصيف ورخائه.. وسيعيدهم إلى الدراسة...
أسباب كثيرة تدفع الأطفال والشباب في سوريا لارتياد المدارس.. عدا عن القوانين التي تفرض عليهم ذلك.. ورغبة الأهل.. إلا أن تسلية من نوع آخر يجدها الطلاب في مدارسهم ومع رفاقهم يومياً تكون الدافع الأهم لنهوضهم في الصباح والتوجه غلى مدارسهم مع كتبهم المدرسية.. التي ترافقهم مجبرين...
التعامل مع الأساتذة.. أكثر ما يثير مخاوفهم... والتعرض للعنف المدرسي.. سواء بالكلام أو بالضرب.. تشكل أحد الهواجس التي يفكر فيها الطلاب في سوريا خاصة في المدارس الحكومية.. كون الطالب في المدرسة الخاصة وإن كانت من الدرجة الثانية.. لا يقدم على ضرب من يدفع له راتبه في آخر الشهر..
"عودة الشتاء".. ولقاء الأصدقاء!!
الطفلة لمى في الصف السادس استبدلت مفهوم العودة للمدارس بعودة فصل الشتاء، والتي رأت من خلال كلامها أن الحر في الصفوف غير المجهزة هو اسوء ما في الموضوع، وأنها تحب في المدرسة فقط أنها تلتقي اصدقاءها لكنها تكره الدروس والتسميع.
محمد في الصف الثالث أجاب عن سؤاله "هل تحب المدرسة؟"، نعم أحبها.. لكن بعد ثوانٍ غير رأيه ليخبرنا أنه يذهب للمدرسة مجبر، ويخاف من الأساتذة الذين يضربونه، وهنا يتدخل شقيقه محمود صف ثامن ليقول: "الأساتذة لا يكتفون بالضرب فقط، بل هناك أساتذة يشتموننا ويقللون أدب معنا وهذا أمر لا نحبه، فالأستاذ عندما يضرب ننسى الألم أما عندما يشتمنا فإننا لن ننسى لأننا نخجل أما رفاقنا".
"نفضّل أن نُضرب على ان نُشتم"
في مكان آخر وبعيداً عن محمد ومحمود يرى فادي في الصف التاسع أن الأستاذ الذي لا يملك شخصية حازمة هو "مصيبة" أكثر من الأستاذ الذي يستخدم العنف، فالأستاذ "الضعيف الشخصية" كما يصفه فادي "يشتت الطلاب حيث تعم الفوضى في الدرس ولا نفهم شيء، خاصة أنا في صف شهادة واريد ان أنجح هذا العام".
ويضيف فادي أن الضرب لا يستخدم في مدرسته كونه في مدرسة خاصة ولكن "الأساتذة يلجؤون للسب والشتيمة وهذا أمر يجده بأنه يسبب إهانة للطالب".
لانا بالصف العاشر في مدرسة خاصة بباب توما أخبرتنا ان هناك عدد من الحالات التي تطاولت بها الطالبات على الأساتذة، وأن هذا ليس أمر جيد ولكن المعلمة عندما "تقلل ادب مع الطالبة، فإنها سترد بالتأكيد".
وتؤكد لانا "أنا لا أحب المدرسة (ولا شوي) لكن أصدقائي هنا لذلك نحن نتسلى سويا، أعرف أنه من المؤكد اني يجب أن أدرس لكن طريقة التدريس سيئة".
"الحر العدو اللدود في المدارس غير المجهزة"
هيا طالبة في مدرسة حكومية في الصف الثاني أخبرتنا أنها تحب المدرسة.. لكن الطقس "شوب".. ووجود أكثر من 30 طالب بنفس الصف من دون وجود مروحة حتى يزيد الأمر سوءاً.. لذا فهي تريد انتهاء الصيف بسرعة أو التوقف عن الدوام حتى يعود "البرد"...
وتزيد هيا أن الصف عادة ما تنتشر فيه روائج كريهة تجعل الأمور سيئة جداً.. وان المعلمة التي تحاول تهدئة الطلاب لا تنجح عادة مما يجعل الصف في حالة فوضى عارمة..
"المدارس النموذجية.. نموذج يحتذى به في العودة إلى المدارس"!
عهد وشهد شقيقان في الصف السادس والرابع بإحدى المدارس "النموذجية" التابعة لمدرسة عالمية... يريان أن المدرسة شيء مسلي وأنها استمرار لنشاطاتهما الصيفية مع اصدقائهما.. لكن الدوام بوقت مبكر هو امر مزعج.. وأن التحضير للامتحانات هو أكثر ما يضايقهما خلال العام...
أجوبة كثيرة تشابه معظمها حصلنا عليها من خلال لقائنا بأطفال وطلاب من مختلف المراحل وفي مدارس متعددة... بدأت معظمها بجوابٍ جاهز: أدرس لأكبر وأصبح ناجح.. لكن الأطفال وبعد دقائق قالوا رأيهم بصراحة... وعبروا عن الحقيقة بجملةٍ واحدة "نذهب للمدرسة مجبرين"!!
راما الجرمقاني – شام نيوز