بعد ان كان من حلفائه.. غورباتشوف ينقلب على بوتن ومدفيديف

قالت صحيفة نيويورك تايمز ان ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس سوفياتي، بعد أن كان أحد الداعمين لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أصبح الآن من منتقديه، ويتهمه بزعزعة الديمقراطية الروسية الوليدة عن طريق تحييد المعارضة السياسية في البلاد.
ويقول غورباتشوف إن بوتين يظن أن الديمقراطية تقف في طريقه، ويعيب على بوتين والرئيس ديميتري ميدفيديف انهما يعتقدان أنهما لا يستطيعان العيش بدون تسلط.
ويقول غورباتشوف: "أخشى أنهم قد وقعوا أسرى للفكرة القائلة بأن هذا البلد الصعب المراس لا يمكن أن يحكم إلا بالدكتاتورية".
وتتركز مخاوف غورباتشوف على قرار بوتين عام 2004 عندما كان رئيسا بتغيير طريقة تعيين حكام الأقاليم من الانتخاب إلى التعيين، وإن تلك المخاوف قد تجسدت الشهر الماضي عندما أعفى الرئيس الروسي ميدفيديف عمدة موسكو المخضرم من منصبه، وعين أحد أعوان بوتين محله.
انتقادات غورباتشوف ليست بالجديدة ولكن حدتها قد تصاعدت في الآونة الأخيرة، حيث تعتقد الصحيفة أن غورباتشوف يظن أنه وضع روسيا على أعتاب الطريق إلى الديمقراطية الفاعلة، وأن بوتين يقف في طريق بلوغها إلى ذلك الهدف.
![]() |
ولم يصدر أي تعليق علني من بوتين أو ميدفيديف على اتهامات غورباتشوف، إلا أن الصحيفة تقول إن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتن قال بحذر واضح "إننا نكن عميق الاحترام للسيد غورباتشوف، وبلا شك نحترم وجهات نظره، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أننا نتفق معها".
وعزا بيسكوف فشل أحزاب المعارضة في تحقيق مكاسب تذكر في روسيا إلى فقر برنامجها السياسي وافتقار قادتها إلى الشعبية. وتقول الصحيفة إن هذا الأمر ينطبق على غورباتشوف نفسه، فوضعه في المجتمع الروسي غير مستقر، ولا يحظى بشعبية كبيرة، حيث يلومه الكثيرون على إقحام البلاد في فوضى اقتصادية عارمة في تسعينيات القرن الماضي.
وتقول الصحيفة إن غورباتشوف انخرط في النشاطات السياسية المعارضة للحكم في روسيا، وحاول المساعدة في تشكيل حزب سياسي معارض، إلا أن عقبات قانونية حالت دون ذلك. ومن جهة أخرى، فإن غورباتشوف شريك في صحيفة نوفايا غازيت أشهر صحف المعارضة في روسيا، وجدير بالذكر أن العديد من صحفيي الجريدة كانوا قد تعرضوا للقتل أو الإصابة.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول إن غورباتشوف لم يعلن بعد المرشح الذي يفضله لرئاسة روسيا في انتخابات عام 2012، في الوقت الذي يفكر فيه بوتين مليا في العودة إلى الرئاسة. وكان بوتين قد تقلد منصب رئيس الوزراء بعد أن فشل في التنافس على فترة رئاسية ثالثة.
![]() |
NEWYORK TIMES