بعد ان كانت وسيلة نقل اساسية في القطاع..

على مدى عقدين من النزاع والفقر وعدم الاستقرار , أثبت الحمار أنه وسيلة المواصلات المعتمد عليها في قطاع غزة.
فعندما كان هناك نقص في الوقود كان الحمار هناك. وحين حظر استيراد السيارات الجديدة بسبب الحصار الإسرائيلي كان الحمار هناك.
غير أن الحمار في غزة يواجه الآن مصاعب شتى: "لقد انخفضت الأسعار من ألف دولار للحمار إلى أقل من 300 دولار"، يصرخ فادي بدوان احد التجار في غزة..
ويلقي التجار والفلاحون اللوم في ذلك على شيء واحد.. "إنها التوك توك الملعونة"، يقول بدوان، "إنها تدمر أعمالنا".
التوك توك هو الوافد الجديد على غزة، وهو في حقيقته دراجة نارية مثبت إليها عربة.
وقد تم تهريب الآلاف من عربات التوك توك صينية الصنع إلى غزة عبر الأنفاق من مصر. وتراها الآن موجودة في جميع أنحاء القطاع.
"أبيع نحو 10 إلى 15 توك توك شهريا"، يقول سامر نجم، واحد من عشرات بائعي التوك توك الذي بدأوا التعامل بهذه التجارة في العام الماضي.
يقف نجم أمام محله جنوبي القطاع ينظر بإعجاب إلى صف من هذه العربات تلمع تحت أشعة الشمس، يقول إنه مقابل 1500 دولار يمكنك أن تشتري منتجا يتفوق على الحمار بشكل باهر.
"فهي نظيفة، يمكن الاعتماد عليها، وأنت غير مضطر لإطعامها، وفوق ذلك كله هي أسرع بكثير".
ويمكن أن ترى التوك توك بوضوح في شوارع غزة محملة بالبضائع وهي تمر في لمح البصر مخلفة الحمير وراءها.
في مخيم جباليا للاجئين بالقرب من مدينة غزة أصادف عطالله عزيز دربور وقطيعه من الحمير.
في معظم الأيام يسافر دربور بحميره مسافة 20 كيلومترا، يبيع ويقوم بتوصيل منتجات التنظيف. دخله عدة دولارات يوميا.
يقول دردور "أنا وأسرتي نعتمد بشكل كامل على الحمير كوسيلة لتحصيل دخلنا".
إلا أنه رغم أن الحمار قد خدمه خلال الحرب ومشاق الحياة الصعبة، إلا أنه يقول إنه لا مانع لديه من مقايضته بالتوك توك إذا ما تمكن من توفير المال اللازم.
ويكمن سر نجاح الحمار في غزة في إمكانية الاعتماد عليه تحت أقسى الظروف. فهو السلحفاة مقابل الأرنب أو التوك توك.
إلا أن السؤال بعد سنوات من الآن هو: هل يثبت التوك توك أنه يتمتع بنفس قدرة الحمار على الصمود؟".
شام نيوز - BBC