بعد فشل نتنياهو في إقناع صحافيين أميركيين بالتزامه بعملية السلام

قالت صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد إنه يبدو ان محاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيه ضربة لصالح اسرائيل في الإعلام الدولي قد فشلت هذا الأسبوع عندما فشل عن إقناع مجموعة من كبار الصحفيين الأميركيين بأن اسرائيل ملتزمة تجاه السلام.
وقد استضاف نتنياهو يوم الأربعاء الماضي مجموعة من كبار العاملين في صحيفة "نيويورك تايمز" لتقديم إيجاز شخصي في مكتبه في القدس. وكان الهدف هو جعل العالم يفهم أن الفلسطينيين، وليس المستوطنين، هم الذين يعرقلون المسيرة نحو السلام.
وتقول الصحيفة الاسرائيلية ان مستمعي نتنياهو لم يتجاوبوا مع أرائه على أي حال، كما أن المراسلين الأميركيين اغتنموا الفرصة للحصول على إيجاز مواز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقره برام الله.
وليس نتنياهو غريبا عن فن كسب جمهور وراء الأطلسي - فقد استخدم لغته الانجليزية الطليقة ذات اللهجة الأميركية حين كان في المعارضة ليؤثر بشكل قوي على شبكات التلفزة في الولايات المتحدة. ولكن في المناسبة الأخيرة يبدو أنه فشل في إنجاز المناظرة، ولم تحمل افتتاحية "نيويورك تايمز" يوم الجمعة التي جاءت تحت عنوان "يكفي تلاعبا" أي شكوك تجاه الجهة التي تتسبب في الجمود.
وكتبت الصحيفة :"نعتقد ان المسؤولية هي على نتنياهو ليعيد تحريك الأمور. المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتمديد تجميد البناء الاستيطاني الذي انتهى يوم 26 ايلول، لن يؤذي باي شكل المصلحة القومية الاسرائيلية".
وكان من رأي كاتب الافتتاحية أيضا أن نتنياهو أخطأ خطأ فادحا حين ازدرى عرضا من الرئيس اوباما بضمانات أمنية مقابل تمديد التجميد الاستيطاني.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها: "لقد قدم الرئيس أوباما عرضا كريما –ولعله كان باعتقادنا مبالغا فيه- إلى إسرائيل، حتى يقنع نتنياهو بتمديد التجميد. وقد اشتمل على ضمانات أمنية إضافية والمزيد من الطائرات الحربية والدفاعات الصاروخية والأقمار الصناعية. ومع ذلك فقد رفض نتنياهو، مصرا على أن اعضاء ائتلافه اليمينيين لن يوافقوا. ثم أضاف المزيد من الجدل من خلال اقتراحه بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية.
ويشعر العديد من الإسرائيليين من أن نتنياهو يضع الكثير من العقبات في طريق الاتفاقية ويطرح أسئلة غير ضرورية حول هوية إسرائيل"..
وليس هناك شك في ان رفض نتنياهو لعرض أوباما قد اثار غضب "نيويورك تايمز".. فقد جاء في المقال: "كفى لعبا.. على نتنياهو أن يقبل عرض أوباما ويكون مستعدا لتشكيل ائتلاف جديد إذا رفض ذلك بعض الاعضاء في حكومته". وألمح المقال إلى أن على نتنياهو اليميني أن يتجه إلى حزب الوسط "كاديما" بصفته شريكا للسلام.
وعلى عكس نتنياهو معسول اللسان، فإن عباس ليس معروفا بفن الإغواء عن طريق الخطابة. وقد تكون قدرته على الإقناع او قوة حجته هي السبب، فقد أحرز انتصارا على خصمه في التأثير على أهم قادة الرأي في الولايات المتحدة.
شام نيوز - جريدة القدس