بعد ما “ضبوا الشناتي “…..الليث حجو يرسو بشخصياته على جزيرة “الواق واق”

شام اف ام - نيفين الهندي:
جرت الرياح بما لا تشتهيه أحلام شخصيات مسلسل “الواق واق” لترميهم على شاطئ مهجور في جزيرة نائية ، بعدما هربوا من بلادهم و حاولوا اللجوء إلى وطن جديد.
غير الليث حجو اسم المسلسل من “ الجزيرة” إلى “الواق واق” قاصدا تلك البلاد البعيدة التي لم تطئها قدم إنسان كتعبير قريب من “الهفى” تلك الكلمة المستخدمة في القاموس السوري للمعاني الفكاهية.
يحمل العمل بعداً سياسياً كوميدياً من خلال شخصياته التي ترمز لأفكار و مؤسسات موجودة بالمجتمع العربي، تحاول شخصياته الهروب من الفساد الموجود في بلادهم و يسعون لتشكيل مجتمع خالٍ من الظلم و المحسوبيات على أرض الجزيرة المهجورة لكنهم يجدون أنفسهم يعيدون أخطاء مجتمعهم نفسها.
وقال كاتب المسلسل ممدوح حمادة لـ”شام اف ام” أن سبب لجؤه إلى الترميز و إنشاء مجتمع افتراضي يعود إلى “أن المجتمع في كل الأعمال الفنية افتراضي ما عدا تلك التي تؤرخ وتوثق”، ومن بين “أعمالي بشكل عام فإن الغالبية تحاكي الواقع” على سبيل المثال "بطل من هذا الزمان" ، "مبروك" ، "مشاريع صغيرة" ، "قانون ولكن" وغيرها الكثير.
أما في الواق واق “فنحن نفترض لغاية في نفس يعقوب كما يقولون، اخترعنا أرضاً يمكن الحياة عليها و جمعنا فوقها أشخاص من مشارب مختلفة لكي نختبر مدى قدرتنا على بناء مجتمع سليم خال من عيوب المجتمع الذي هربنا منه”، ولهذا السبب فإن الافتراض أولا والإسقاط ثانيا هما أمران ضروريان، وليس المبرر لهما تمرير مقولات او رسائل معينة.
كاميرا الليث حجو دارت و لم تتوقف رغم الصعوبات.
اختار مخرج العمل مدينة “عين إبراهيم” على الحدود الجزائرية التونسية لكونها ملائمة لملامح الأرض التي رسمها الكاتب في مخيلته، وعلى الرغم من صعوبة المناخ تابع حجو تصوير العمل في غابة بوجود ١٧ ممثل يختصرون العالم.
ليس فقط المناخ كان صعباً و إنما أيضاً إمكانية تحقيق تطابق بين الصفات النفسية و الفيزيولوجية للشخصيات حيث أفاد كاتب العمل أنه لا علاقة للكاتب بعمل الماكييره، ففي معظم الاعمال تقوم الماكييرة او الماكيير باقتباس التفاصيل من النص نفسه.
وأضاف هناك بعض الكتاب يكتبون مواصفات الشخصية ويتطرقون الى بعض التفاصيل المتعلقة بالماكياج، “أنا شخصياً أنفذ بعض الرسوم التي أتخيل فيها الشخصية ولكن هذه الرسوم غير ملزمة وإنما هي فقط لمساعدة المختص في أخذ فكرة أكثر عن الشخصية، كون الكاتب يتخيل على الورق، بينما الماكيير بين يديه مادة حية هي الممثل”.
العمل الذي تنتجه شركة “إيمار الشام “يحتاج ديكور خاص حسب مشاهدات البعض، وأظهرت الصور التي التقطت للممثلين في موقع التصوير شخصيات العمل بطابع غريب، بينما ظهر بعضها طبيعي و يشبه الأشخاص العاديين في الحياة فنجد “المارشال عرفان “ الذي يجسد شخصيته الفنان رشيد عساف عسكري يحمل معه هزائمه و كل الحالة العربية المنكسرة .
وعلى صعيد آخر فإن شخصية “الكابتن طنوس” التي يؤديها الفنان باسم ياخور تحكي شخصية كابتن داهية و خبيث و يتسبب بغرق السفينة و هو أول من يهرب منها و يمثل الفساد على حد تعبير الممثل.
وعند سؤال الكاتب ممدوح حمادة حول اختيار كاريكترات العمل قال إن اختيار الكاركتر يمر عبر عدة مراحل، وكل شخصية درامية لها خط سير لتطورها، وتشبه كثيراً الأشخاص الذين نتعرف عليهم في الحياة العادية .
وتابع حمادة، “في البداية لا نعرف عن هذه الشخصية سوى معلومات أساسية قليلة ثم نحاول صياغة سيرة أو تاريخ لها، علما أنه لن يظهر على الشاشة وإنما الغاية منه فقط مساعدة الممثل في تقمص الشخصية”.
وأضاف: “أنا شخصيا أعود لإجراء تعديلات كثيرة على الحلقات الاولى بسبب نضوج الشخصية التي لا تكتمل بشكل نهائي إلا عندما تصبح علاقتها بالكاتب (خوش بوش ) كما يقولون، لا يخجل منها ولا تخجل منه”.
حتى الرقابة لها ميزاتها..
أعمال الكوميديا السوداء في الغالب تواجه رقابة لما تحمله من أفكار نقدية بطريقة ساخرة لكن هذا لم يمنع الكاتب ممدوح حمادة من تمرير رسائله حيث قال” في الحقيقة، عندما اكتب لا أفكر بالرقابة، أبذل جهدي لكي تكون رسالتي مفهومة للمتلقي بغالبية مستوياته، وفي حال قررت الرقابة التدخل بالمنع او القص فإنها ستقدم خدمة كبيرة للعمل، حيث سيحوز على اهتمام أكبر من الجمهور لمعرفة سبب المنع، وهو سيعرف ذلك عبر مشاهدة العمل على شاشات أخرى غير خاضعة للرقابة”
وبين أن الجمهور سيتعاطف مع الكاتب سلفا في صراعه مع الرقابة والرقابة منبوذة أساسا، فـ”الرقابة خاسرة في جميع معاركها والعمل الأدبي أو الفني هو الرابح” على حد تعبيره.
و أما عن لجوء ممدوح حمادة إلى الكوميديا في النقد أكد أنه من المعروف، “أن السخرية كنوع أدبي مرتبطة ارتباطا عضويا بالنقد، وعملنا ينتمي الى فئة الأعمال الساخرة الذي يعتبر الكوميديا أداة من أدواته”، وبشكل عام فإنه “لا يزال لدينا لبس في موضوع المصطلحات يجعلنا نخلط أحيانا بين الأنواع المختلفة”، إضافة لكون الكوميديا لها القدرة على الوصول الأوسع للجمهور والتأثير بشكل أكبر.
نهاية العمل تؤثر كثيراً في الأثر الذي يتركه العمل في نفوس المتابعين و هو ما يطلق عليه حل العقدة حيث أكد كاتب العمل لـ”شام اف ام”، أن النهاية في مسلسل”الواق واق” مفتوحة، و أضاف ”انا أفضل هذا النوع من النهايات، أما نهاية العدم في “ضبو الشناتي” و”ضيعة ضايعة” كانت ملائمة لكل من العملين ليس بسبب رغبة لدينا في هذه النهاية و إنما الأسباب في كلا العملين تؤدي إلى النتائج التي وصلنا إليها أي الفناء.
و يذكر أن الثنائي ممدوح حمادة و الليث حجو قدموا مجموعة من الأعمال كان أولها” ضيعة ضايعة” بجزئيه الأول و الثاني و بعده جاء التعاون في مسلسل” الخربة “ثم في “ ضبو الشناتي” ليأتي مسلسل” الواق واق“ حاليا و الذي يصنف تحت الكوميديا السوداء .