بلير في مذكراته: تشيني أيد تغيير نظامي سوريا وإيران بالقوة

صورة ارشيفية

 

مع استكمال انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من العراق، كشف رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير بعض ما جرى في الإعداد للحملة العسكرية لإطاحة نظام الرئيس السابق صدام حسين وما كان يهدف إليه اليمين الأميركي، وعلى رأسه ديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش.

وأعاد بلير بدء الاستعداد للحرب الى مراحل التسعينات، ولم يُخل ذمة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي كان وضع البذور الأساسية للحرب خلال حملة القصف الجوي على الدفاعات العراقية في كانون الأول (ديسمبر) عام 1998، بعدما رفض صدام السماح لمفتشين دوليين استكمال بحثهم عن أسلحة للدمار الشامل ادعت بريطانيا والولايات المتحدة أن العراق يملكها.

وفي مذكرات بلير، التي صدرت أمس بعنوان "رحلة" أشار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الى أن شيني كان يريد إطاحة صدام وضرب سورية وإيران ومن ثم حزب الله وحماس اللذين حسب ما وصفهما "يحتميان بهما"، وأعرب عن اعتقاده بأن تشيني كان يريد بعد 11 أيلول (سبتمبر) "عالماً جديداً"، ولو تم تغييره "بالقوة وبسرعة".

وبعدما دافع عن قراره الاشتراك في الحرب وسرد مراحل الإعداد لها، من وجهة نظر شخصية، دافع عن ضرب إسرائيل المفاعل النووي العراقي في 1981. وقال إن صدام أصبح أكثر وحشية بعد إجباره على الانسحاب من الكويت التي احتلها في 1990 "ما حتم التعامل معه في أوجه مختلفة".

وتذكر بلير أن الإعداد لإطاحة صدام بدأ مع صدور "قانون تحرير العراق" عام 1998 وفي عهد كلينتون و "تم تثبيت الأمر مع خطاب "حال الاتحاد" في كانون الثاني (يناير) 2002 عندما أطلق بوش تعبير "الدول المارقة" التي عكست آراء المحافظين الجدد، وتشيني في طليعتهم. وربط فيه بوش كلاً من إيران وسورية والعراق وكوريا الشمالية، ما ثبت الرأي القائل إن "الولايات المتحدة عزمت على تغيير العالم وليس قيادته فقط".

واعترف بأن التخطيط الحقيقي للحرب، في الجانب البريطاني، وضع قيد التنفيذ بعد اجتماع عقده مع بوش في نيسان (أبريل) 2002 في مزرعته في كروفورد في تكساس، مشيراً الى انه خلال الإعداد للحرب أثار مراراً مسألة تأثير إطاحة صدام في العلاقات بين السنة، الذين ينتمي إليهم صدام، والشيعة في العراق الموالين لإيران، والانعكاسات في منطقة الشرق الأوسط. ولم ينس الإشارة الى انه شجع بوش مراراً على المساهمة بقوة في وضع حل لمسألة الشرق الأوسط ضمن أولوياته وبالتزامن مع ترتيبات إطاحة صدام.

يذكر أن مذكرات بلير بدأت تباع في الاسواق البريطانية أمس الأرربعاء ويتم بيعها في بريطانيا بنصف السعر الأصلي وتألفت من 736 صفحة احتل الحيز العراقي فيها الفصل 13 بين 22 فصلاً ومن الصفحة 371 حتى 479، حاول الحصول على "براءة ذمة" من العالم متحدثاً عن دور الصقور في الإدارة الأميركية وفي طليعتهم تشيني الذي قال (الصفحة 408) انه كان "يعتقد بأن الولايات المتحدة في حرب مع الإرهابيين ومع الدول المارقة التي تساندهم والحل الوحيد لدحرهم هو انتصار للولايات المتحدة عبر ضربهم ونشر الديموقراطية".

 

شام نيوز - وكالات