بماذا نجيب أسئلة الأطفال المتعلقة بالحرب؟

رزان حبش – شام إف إم
من الطبيعي أن يعاني الجميع من الحروب وآثارها، إلا أن هناك فئة من المجتمع تعاني بشكل أكبر وترى الأمور بطريقة أضخم، وهي فئة الأطفال، فهم لا يحللون الأوضاع ولا يعرفون كل ما يحصل، ورغم ذلك فإنه لا يمكن فصلهم عن الواقع وعن ما يحدث من حولهم.
وقالت مديرة روضة الكون للأطفال عبير صاصيلا لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" إن عدم إخبار الأطفال بما يحصل، أو الكذب عليهم بشأنها واختلاق قصص مغايرة للواقع، هو أمر غير صحيح، بل يجب إخبارهم بذلك بشكل مبسط وسهل الفهم، كإيضاح مفهومي الخير والشر.
وأشارت صاصيلا إلى أن التمنع عن إخبار الطفل بما يحصل، وبالوقت ذاته هو يرى الأحداث أمام عينيه، فإن ذلك يدفعه إلى صناعة ما يُسمى بالخيال المرضي، أي أن يملأ فراغ القصة بما ينسجه خياله.
ويمكن إضفاء نوع من الأمل على الرواية عند إخبارها للطفل، كأن نقول له إن هذه الحرب مؤقتة وسيكون له دور إيجابي فيها، فمثلاً يمكن تشجيعه على الدراسة ليصبح طبيباً ويعالج الجرحى الذين من الممكن أن يكون قد شاهدهم على التلفاز أو حتى على أرض الواقع.
كما لفتت مديرة الروضة إلى أن مهمة بناء هذه القصص والأحداث عند الطفل لا تقع على عاتق الأم والأب فقط، بل يجب أيضاً على كوادر الروضات والمدارس الابتدائية أن يعملوا على ذلك أيضاً.
حيث اقترحت صاصيلا أن تقيم الروضات على سبيل المثال مسرحية حول التعليمات التي يجب القيام بها في حال حدوث تفجير أو عدوان، وأن يكون قالب المسرحية كوميدياً.
فيما دعت صاصيلا الأهالي إلى التخفيف من سماع الأخبار على الدوام، وتقليل الأحاديث حول الحرب في المنزل، وفي حال سماع أصوات دوي انفجارات يمكن ممارسة بعض الألعاب التفريغية الحركية مع الأطفال، أو الهوايات التعبيرية كالرسم والغناء وغيرها.
العمل على رفع معنويات الأطفال في هذه الفترات غير المستقرة مهم جداً وله تأثير كبير وواضح عليهم، ويمكن أن يتم ذلك من خلال نشاطات متنوعة والتي مهما كانت بسيطة فإن أثرها كبير.