بمن يلوذ الزوج «ضحية» عنف المرأة ؟

ظهر خبر على شاشات الهواتف الخليوية ومواقع الإنترنت يفيد بأن صاحب فندق في مدينة درعا السورية، يقدّم غرفة «مجاناً» لاستضافة الرجال المتشاجرين مع زوجاتهم، ريثما يُحلّ الخلاف. ويشترط الفندق إبراز علامة من مخلّفات الشجار (أو الخلاف) مع الزوجة كـ «كدمة أو كسر». ويبرر صاحب الفندق «فعلة الخير» هذه بحرصه على تفادي الضحايا أماكن أخرى قد تؤجج الفتن بين الأزواج المتخاصمين.

 

لا يخلو الخبر من طرف، مع أن مسألة العنف الأسري ليست كذلك، وأكان صحيحاً أم ملفّقاً، يطرح موضوعاً لا يُلتفت إليه كثيراً، ويتعلق بملاذ أو ملجأ الزوج في حال خصام أو شجار مع زوجته، أكان هو الجاني عليها أم المجني عليه.

 

إلى من يلجأ الزوج وهو في حال خصـــام شــديد مع زوجته، أمه، أخيه، أخته، صديقه... الى الطــبيب النفسي، الشرطة، ام الى رجل الدين...؟ أم يبقى وحيداً ويلوذ بمكان ما. وهنا، يُطرح السؤال: إذا وجد فندق كهذا، فهل يقصده زوج «ضربته» زوجته، وطردته من المنزل؟

 

هل من ذَكَر يقبل أن يدق باب «الفـــندق»، حاملاً يداً بيد، وعلى عينه اليــسرى «دمغة» زرقاء داكنة، ويقول بصوت مرتجف: «أريد غرفة». فيجـــيبه النادل: «آسف، يجب أن تحجز واحدة قبل شـــهر على الأقل». قد يدغدغ هذا الموقف مخيلة نساء يعانين الأمرّين من أزواجهن أو آبائهن أو إخوانهن... ومنـــهن من يأملن في أن يأتي ذلك اليوم في ذلك الفندق...

 

... وحتى يحين ذلك الموقف، تتعرّض امرأة من كل ثلاث نساء لعنف جسدي في محيطها الاسري في سورية (أ ف ب)، كما جاء في دراسة أعدتها «الهيئة العامة لشؤون الأسرة» في سورية و «صندوق الأمم المتحدة للسكان»، حول «العنف الأسري ضد المرأة». وركزت الدراسة على العنف القائم على أساس الجنس داخل محيط الأسرة وشملت خمسة آلاف امرأة كعيّنة من شرائح المجتمع السوري.

 

وخلصت الدراسة إلى أن أشكال العنف السائدة هي، بالترتيب: الصفع والضرب واللكم، يليها العض وشد الشعر والأذن، ثم الضرب بالحزام والعصا. أما المسبب بالعنف فهو أولاً الأب ثم الأخ يليه الزوج. وغالباً ما يؤدي العنف إلى أذى على المستوى الجسدي من كسور في الأطراف أو الأضلاع، ورضوض وتورم وكدمات وجروح ونزيف خارجي. وقالت الدراسة إن المرأة في المدينة أقل تعرضاً للعنف منها في الريف، وكذلك ترتفع نسبة العنف في البيئة الأقل تعلماً.

 

وتحدّثت الدراسة عن أشياء كثيرة أخرى... كما لو أنها تصف أوضاعاً في بلدان كثيرة أخرى، فهذا الأمر لا ينحصر في سورية فحسب، بل يمتد إلى كل موطئ قدم لذكر وأنثى معاً، بدليل المعالجات الواردة هنا.

 

تبقى الإشارة إلى أن صاحب الفندق، يبقي غرفة للمتشاجرين مع زوجاتهم مفتوحة في شكل دائم، لربما يأتي يوم ويغص بـ «النزلاء».

 

 

الحياة