بنت الحارس

ديانا جبور - بلدنا
البارحة، استعدت أحداث فيلم الميوزيكال (بنت الحارس) للعبقريين الأخوين رحباني، وفيه تقوم فيروز بإثارة القلاقل ومعها قلق ومخاوف رجال البلدة لكي يتراجعوا عن قرار إعفاء أبيها من وظيفة الحارس، رغبة منهم في ضغط النفقات، وقد استتبّ الأمن، ولم تعد هناك حاجة إلى وظيفة لا طائل منها، لكن دوام الطمأنينة يعني نزول أسرة الحارس إلى فئة أدنى اجتماعياً وسلطوياً واقتصادياً، ما يدفع بالفتاة الملائكية المظهر والصوت إلى القيام بالسرقة والتشليح والابتزاز..
أعادني إلى أحداث الفيلم حوارٌ بُثّ أمس مع الناطق باسم الخارجية السورية، وفيه يطالب الأطراف ذات الشأن بأن تختار بين إحدى مهمتين، إما أن تكون إطفائية، أو مشعلة حرائق، فمن المتعذر القيام بالدورين في آنٍ معاً.
لكن ماذا لو كان الإطفائي مهدّداً بالطرد من التوظيف إن لم يتوفر على حرائق يقوم بإطفائها؟ ألن يرضى بحرائق تشتعل بفعل فاعل، فإن لم يتوفّر فسيتبرّع بهذا الدور.
جهات عربية ودولية عديدة تسلّلت إلى الشأن السوري، أو تسللت إلى المشهد العالمي عبر الإسهام في صياغة السيناريو السوري بذريعة العنف الدائر في سورية، وكلاهما، وإن انكفأ تحت ضغط التوافق الدولي الحالي على حلّ سلمي، أوغيّر التكنيك أو التكتيك (إنساني بدل حربي ورومانسي بدل التشويق)، لن يسلّم أويستسلم؛ بل سيعمل على إذكاء الحريق السوري ليتابع دوره المركب: إشعال الحرائق لإطفائها.
أظن، وبعض الظن إثم، (لكنّ الإثم يأتي من الواقع وليس من التفسير) أن ضراوة الآتي ستتفوّق على ما سبق، وستأخذ أشكالاً أدهى وأكثر أفعوانية، لاسيما أنّ نبرة الثقة المفرطة بدأت تتسلل إلى الكثير من التصريحات والتحليلات (على نسق "خلصت" التي أطربنا بها محللون، فإذا بهم يطرنبون بها)، والثقة تخلق طمأنينة مورطة (من مأمنه يُؤتى الحذر).
ما أقوله ليس من باب التهويل وإدمان التشاؤم، لكن ليجبني أحد عن دلالة مشاركة ممثّل عن الفاتيكان في مؤتمر اسطنبول اليوم حول سورية، ما يعني ـ إن صحّ خبر هذه المشاركة ـ أننا سنكون أمام خطاب دولي جديد سينسف سياسات سابقة عليه تجاه الأقليات في سورية.
على أيّة حال، لأن يسعى الآخر إلى النفخ في كور النار أمر مفهوم ومتوقّع، المهم ألا نتورّط في إعطائه الذريعة، وألا تكتفي غيومنا بالصواعق؛ بل تمطر ماءً يطفئ ما اشتعل، وما يربض تحت الرماد.
لكن ماذا لو كان الإطفائي مهدّداً بالطرد من التوظيف إن لم يتوفر على حرائق يقوم بإطفائها؟ ألن يرضى بحرائق تشتعل بفعل فاعل، فإن لم يتوفّر فسيتبرّع بهذا الدور.
جهات عربية ودولية عديدة تسلّلت إلى الشأن السوري، أو تسللت إلى المشهد العالمي عبر الإسهام في صياغة السيناريو السوري بذريعة العنف الدائر في سورية، وكلاهما، وإن انكفأ تحت ضغط التوافق الدولي الحالي على حلّ سلمي، أوغيّر التكنيك أو التكتيك (إنساني بدل حربي ورومانسي بدل التشويق)، لن يسلّم أويستسلم؛ بل سيعمل على إذكاء الحريق السوري ليتابع دوره المركب: إشعال الحرائق لإطفائها.
أظن، وبعض الظن إثم، (لكنّ الإثم يأتي من الواقع وليس من التفسير) أن ضراوة الآتي ستتفوّق على ما سبق، وستأخذ أشكالاً أدهى وأكثر أفعوانية، لاسيما أنّ نبرة الثقة المفرطة بدأت تتسلل إلى الكثير من التصريحات والتحليلات (على نسق "خلصت" التي أطربنا بها محللون، فإذا بهم يطرنبون بها)، والثقة تخلق طمأنينة مورطة (من مأمنه يُؤتى الحذر).
ما أقوله ليس من باب التهويل وإدمان التشاؤم، لكن ليجبني أحد عن دلالة مشاركة ممثّل عن الفاتيكان في مؤتمر اسطنبول اليوم حول سورية، ما يعني ـ إن صحّ خبر هذه المشاركة ـ أننا سنكون أمام خطاب دولي جديد سينسف سياسات سابقة عليه تجاه الأقليات في سورية.
على أيّة حال، لأن يسعى الآخر إلى النفخ في كور النار أمر مفهوم ومتوقّع، المهم ألا نتورّط في إعطائه الذريعة، وألا تكتفي غيومنا بالصواعق؛ بل تمطر ماءً يطفئ ما اشتعل، وما يربض تحت الرماد.