بوادر انشقاق في هيئة التنسيق

ارشيف

يعقد غداً في باريس لقاء خماسي بين شخصيات من الهيئة، فضلت الذهاب بصمت إلى اللقاء، وشخصيات من «الائتلاف» تضم هشام مروة وعبد الأحد اسطيفو، وأحمد رمضان الذي يعتبر أن «هيئة التنسيق» هي معارضة من صنع النظام السوري، ليكون هذا اللقاء الثالث من نوعه، والذي كما جرت العادة أن يخرج بأوراق لن توقع ولا تصلح أن تكون ضماداً لجريح سوري، إلا إن ساعد المجتمعون الخارجية الفرنسية في وضع ثقلها لصالح ضرب مشروع تجميع المعارضة في القاهرة، والعودة خطوة للوراء، لصالح مشروع فرنسي يقضي بأن لا اتفاق للمعارضة السورية من دون تواجد لـ «الإخوان المسلمين» ولا مبادرة إلا من «الائتلاف». الأمر الذي يقضي ضرورة، وكما كان طلب السفير الفرنسي فراك جيليه، تغيير مكان اللقاء المقبل للمعارضة السورية، وإلغاء فكرة القاهرة، والتي تعتبر أكثر العواصم قبولاً، اقليمياً ودولياً، لما صنعته من توازنات سياسية، والدولة التي لم يكن لها أي دور سلبي في سوريا ولم تكن طرفاً في النزاع القائم.

كيف لكتلة في «التنسيق» أن تفضل باريس على دبي مكاناً للقاء، علماً أن باريس ضغطت لالغاء مؤتمر للمعارضة أعدت له الهيئة في كانون الثاني العام 2013، واعتقلت أحد قياديي فرع المهجر، وألغت إقامة آخر لتقوم مؤخراً بإغلاق حساب مصرفي لأحد قياداتها بحجة أمنية.

في كلا السيناريوهين، فإن الوضع داخل «التنسيق» لا ينبئ بخير، فانقسام الهيئة على مشاريع سياسية (خريطة الطريق - القاهرة - باريس)، وانعكاساته التنظيمية، قد يفجر الهيئة ما لم يتم التدارك وعمل مراجعة سياسية داخلية لـ «هيئة التنسيق» وما تمثله من مشروع. وبكل تأكيد قد يرمي بالنقاط العشر المتفق عليها في القاهرة عرض الحائط لصالح جماعة تحاربها هي نفسها في باريس وتدعمها في سوريا!!

هل تسلب باريس الراية من القاهرة وتقع «هيئة التنسيق» ضحية اللاتنسيق؟!