بوتين: نقف ضد أي دولة تعتمد نظرية الفوضى وزرع الفتن.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التطورات العالمية الحالية تتطلب من روسيا إجراءات حاسمة لافتا إلى أن الأعوام القريبة القادمة ستكون أعوام انعطاف بالنسبة إلى روسيا والعالم بأسره الذي يلج عصر التغيرات الجذرية لافتا إلى أن العالم يتعزز بتعددية أقطابه.

وقال الرئيس بوتين في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية نقلتها قناة روسيا اليوم "إننا ندرك وبجلاء أن الأعوام القريبة القادمة ستكون حاسمة وربما حتى أعوام انعطاف ليس بالنسبة لنا فقط بل وعمليا بالنسبة إلى العالم بأسره الذي يلج عصر التغيرات الجذرية وربما حتى عصر الهزات".

ولفت الرئيس الروسي إلى أن ميزات العصر الحالي هو عدم وجود دولة قادرة في العالم على حل القضايا الدولية على حدة وخاصة الاقتصادية منها وقال "ربما كان يبدو للبعض أن العالم تحول إلى عالم أحادي القطب لكن لا أحد يفكر كذلك اليوم ويفهم الجميع أن العالم تعزز بتعددية أقطابه".

وأكد بوتين أن روسيا تقف ضد ممارسة أي دولة "لعبتها على حدة عبر الاعتماد على نظرية الفوضى الخلاقة وزرع بذور الفتن والفوضى" وأن موسكو تصر على بذل جهود مشتركة موحدة من أجل توحيد الدول والمناطق في العالم.

وأشار الرئيس بوتين إلى أن تجربة العقدين الاخيرين تدل على ذلك مشيرا إلى وجود اهتمام للتكامل والتضامن فى أمريكا وأوروبا وآسيا وقال "هذه العملية تتطور وعلينا الا ننفصل عنها بل على العكس علينا أن نستخدم كل امكانياتنا وامتيازاتنا مع جيراننا من رابطة الدول المستقلة الذين لديهم هذا الاهتمام بمسيرة التكامل والتضامن حيث يدور الحديث الآن مثلا عن تطوير منطقة التجارة الحرة بين الدول الأعضاء فى رابطة الدول المستقلة وسنسير فى طريق التضامن والتكامل الوثيق ويدل على ذلك الاتحاد الجمركي بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان حيث بدأنا بإنشاء الاتحاد الأوروآسيوي الاقتصادي وسننجز هذه المهمة".

ولفت بوتين إلى أن تطور العالم يغدو غير منتظم أكثر فأكثر وقال "تنضج الظروف لحدوث نزاعات جديدة ذات طابع اقتصادي وجيوسياسي واثنى وتشتد المنافسة للحصول على الموارد وهي منافسة ليست بهدف الحصول على المعادن والنفط والغاز فقط بل على الموارد البشرية بالدرجة الأولى وقدرات البشر الذهنية".

وتابع الرئيس الروسي "إن هناك من يندفع قدما إلى الأمام وهناك من يتخلف عن الركب ويفقد حتما استقلاليته ويتوقف ذلك ليس على القدرة الاقتصادية فقط بل قبل كل شىء على إرادة كل أمة وطاقتها الداخلية" لافتا إلى أن إرادة التغيير والتطور تأتي من الشعب نفسه مؤكدا أن روسيا دولة سيادية ومؤثرة في العالم وعليها أن تتطور بثبات وتحافظ على هويتها.

وحذر بوتين من التدخل الأجنبي في السياسة الروسية قائلا "إن التدخل المباشر أو غير المباشر في عمليتنا السياسية الداخلية غير مقبول.. وأن الروس الذين يتلقون المال من الخارج يجب منعهم من العمل السياسي".

وأضاف الرئيس بوتين "يجب علينا أن نكافح أي احتمال لوجود التطرف والانفصالية بكل الوسائل والتدخل الخارجي أمر غير مقبول بأي شكل كان وأي ناشط أو سياسي يحصل على الأموال من الخارج ويخدم هذ الأمر لا يمكن أن يكون مواطنا لدولة روسيا لأن وحدة روسيا أولوية وعلينا مكافحة نزعة الانفصال".

وأكد بوتين أن الإرهاب والإجرام ليس له مكان في السلطة الروسية داعيا كل الأحزاب إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة مع ضمان حقوق المواطن وتعزيز البنى التحتية.

وشدد بوتين على التزام روسيا بضمان الديمقراطية وفق تجربتها وتقاليدها الخاصة بها وليس وفق معايير مفروضة من الخارج موضحا ان الديمقراطية هي سلطة الشعب الروسي بتقاليده الخاصة وهي أيضا امتثال للقوانين المعمول بها واحترامها للقواعد والمعايير السارية في المجتمع الروسي.

وأشار بوتين إلى خططه فى مجال اصلاح وتحديث الصناعة وكل فروع الاقتصاد والقوانين المجتمعية وقال "مهمتنا بناء روسيا غنية مزدهرة ولا يمكن تحقيق الرفاهية بوجود مشكلات فى المجتمع" مبينا ان القدرة العسكرية هي ضمانة أمن روسيا.

وأكد الرئيس بوتين أن الاقتصاد الروسي اظهر قدرته على النمو بوتيرة عالية فى ظل وجود أزمة مالية عالمية موضحا أن "صندوق الاحتياطي الروسي" وصل إلى مستوى يحمي الشعب الروسي من أي أزمات داعيا إلى ضمان حقوق المواطن وتعزيز البنى التحتية والبحث عن أسواق اقتصادية جديدة في مجالات عدة.

ولفت بوتين إلى أن كل قومية في روسيا مصدر قوة وجمال لها داعيا إلى مواجهة التحديات وعدم السماح بظهور جيوب إثنية في البلاد مؤكدا ضرورة أن تصون روسيا نفسها كأمة وأن تحافظ على هويتها الروحية والقومية.

لافروف: اعتراف الولايات المتحدة "بالائتلاف السوري المعارض" يخالف بيان جنيف

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف أن اعتراف الولايات المتحدة //بالائتلاف السورى المعارض// يخالف الاتفاقات التي نص عليها بيان جنيف والتي تقضي بإطلاق حوار سوري شامل بين ممثلين عن الحكومة من جهة والمعارضة من جهة أخرى.

وأعرب لافروف في مؤتمر صحفي في ختام محادثاته مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشيك في موسكو اليوم عن استغرابه من هذا الاعتراف وقال "إن الولايات المتحدة قررت باعترافها /بالائتلاف السورى المعارض/ الرهان على الانتصار العسكري للمعارضة".

وأكد لافروف أن موسكو ستطلب من واشنطن توضيحات بشأن تصورها للوضع وخطواتها اللاحقة على خلفية هذا الاعتراف وأضاف "من الطبيعي إننا سنتوجه إلى زملائنا الأمريكيين لتدقيق كيف سيتصرفون وفق هذا الإعلان" موضحا أن ذلك يشكل بالنسبة لروسيا منعطفا غير متوقع .

وأشار لافروف في الوقت ذاته إلى أن الجانب الأمريكي أبدى خلال المشاورات الأخيرة في جنيف تفهمه لضرورة تهيئة الظروف للحوار السوري الشامل بمشاركة الحكومة.