بوتين: واشنطن تريد أتباعا لا حلفاء

اعتبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في بث تلفزيوني أجاب خلاله على أسئلة المواطنين أن بعض دول العالم تحاول تنحية روسيا جانبا من أجل السيطرة على الكرة الأرضية مشيرا في الوقت نفسه إلى أن روسيا في مركز الاهتمام الدائم من قبل البعض الذين لا يزالون يخافون من القدرة النووية الروسية التي تشكل عامل حساسية لهم.

وشدد رئيس الوزراء الروسي على أن بلاده تملك رؤيتها الخاصة وتمارس سياسة خارجية مستقلة الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة خطط بعض الدول الأوروبية موضحا أن الغرب ليس متجانسا وأن أصدقاء روسيا أكثر من أعدائها.

وردا على تصريحات للسيناتور الأميركي جون ماكين بأن الربيع العربي يقترب من حدود روسيا وأن بوتين سيواجه مصير القذافي أكد رئيس الوزراء الروسي أن تصريحات ماكين هي تعبير عن الخوف من روسيا.

وأوضح بوتين أن تصريحات ماكين تعزا إلى ماضيه ولاسيما أن يديه ملطخة بدماء الكثيرين من الأبرياء في فيتنام لافتا إلى أن ماكين لا يستطيع العيش من دون مشاهد مروعة مثل حادثة قتل القذافي مثلا ولاسيما أنه وقع بالأسر في فيتنام وتم احتجازه في حفرة.

كما حذر بوتين من محاولات لتقويض المجتمعات عبر ما يسمى بالثورات الملونة التي وصفها بأنها لم تلد من تلقاء نفسها.

وقال بوتين إن بعض المعارضين الروس شاركوا في ما اطلق عليه الثورة الملونة في أوكرانيا بصفة مستشارين للرئيس السابق فيكتور يوشينكو ويريدون اليوم نقل هذه الممارسة إلى الأراضي الروسية .

واعتبر بوتين أن انتقاد المعارضة الروسية للانتخابات النيابية الروسية التي جرت مؤخرا استهدف مسبقا تقويض الثقة بالانتخابات الرئاسية المقررة في شهر آذار القادم مشيرا إلى أن هذه الانتقادات الموجهة ذات طابع ثانوي وهدفت بالأساس للتشهير بالانتخابات الرئاسية القادمة واعتبارها مسبقا غير نزيهة والتشكيك بشرعية السلطة في روسيا.

وقال إن على المعارضة اعتماد أطر القانون والتشريعات السارية للحصول على السلطة مثل امتلاكها إمكانية الرقابة على سير الانتخابات ووضع كاميرا للرقابة على صناديق الاقتراع في جميع المراكز الانتخابية الروسية.

ولفت بوتين إلى أن الاستقرار يعني التطور المستقر وتطوير المؤسسات الديمقراطية وتحديث مجالات الحياة كافة داعيا المواطنين الروس الذين يحتجون في الشوارع إلى عدم توريط أنفسهم في تقويض استقرار روسيا والإعراب عن الاحتجاجات ضمن أطر القانون.

ووعد بوتين بأن يواصل التصدي لمحاولات التأثير على روسيا من الخارج في حال انتخابه رئيسا للبلاد مشيرا الى أهمية التصدي للصدمات الخارجية وقطع دابر أعمال المتلاعبين الذين يحاولون التغلغل في روسيا والتأثير على عملياتها السياسية الداخلية.

كما حذر بوتين الولايات المتحدة من الاستمرار في النظر إلى العالم المعاصر على أنه أحادي القطب مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية لا تبحث عن حلفاء وإنما عن أتباع حيث قامت بضرب أفغانستان والعراق دون استشارة أحد وأرغمت الآخرين على الانضمام إليها فيما بعد.

وقال بوتين إن الولايات المتحدة تنظر بعين الشك إلى قدرة روسيا النووية الصاروخية وهي ترتكب خطأ فادحا باعتقادها أنه يتوجب نزع هذه القدرة الصاروخية أولا وبعد ذلك النظر في إمكانية إقامة علاقات تحالفية مع روسيا معتبراً أن هذا يشكل مثالا للتفكير من عهد الحرب الباردة وهذا ما يمنع أوروبا من التعاون مع روسيا.

وشدد بوتين على أن روسيا دولة مستقلة وقوة قائمة بحد ذاتها في العالم وليست مجرد حلقة وصل بين الشرق والغرب موضحا في هذا السياق أنه توجد في روسيا جوانب ذات طابع أوروآسيوي ولكن هذه الجوانب تشكل عوامل لزيادة قدرة روسيا على المنافسة ولذلك فهي تدعو إلى إقامة اتحاد اوروآسيوي.

وأكد بوتين أن لروسيا الكثير من الحلفاء الحقيقيين في العالم الذين يؤيدونها بسبب اتخاذها مواقف مستقلة في الحلبة الدولية.

يذكر أن حزب روسيا الموحدة حصل على نسبة تأييد 32ر49 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات النيابية لمجلس الدوما.

وكان قرر بالإجماع ترشيح فلاديمير بوتين لخوض انتخابات الرئاسة القادمة.

 

 

شام نيوز - سانا