بوتين يوجه خطاباً تاريخياً للعالم

خاص - شام إف إم
أعلنت روسيا ضمها أربعة أقاليم أوكرانية وهي لوغانسك ودونيستك وخيرسون وزاباروجيا إلى الاتحاد الروسي، بعدا إجراء استفتاء على الانضمام إلى موسكو.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلال حفل ضم المناطق الأربع في الكرملين، وجه حديثه إلى سلطات كييف وأسيادها في الغرب قائلاً: "الناس الذين يعيشون في لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون سيكونون مواطنينا إلى الأبد".
من جانبه وصف أستاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبد الله خطاب الرئيس الروسي خلال الحفل بالتاريخي حيث أعلن عودة المناطق إلى روسيا، مستذكراً خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، عندما أعلن ولادة عالم جديد وسيطرة الليبرالية الجديدة.
وأوضح أبو عبد الله خلال حديثه لـ "شام إف إم" أن كل المفاوضات التي أُجريت والحديث السياسي لن يفيد بشيء دون القوة، وهو ما فعلته موسكو لمواجهة القوة الغاشمة الغربية التي تعتدي على الشعوب والدول وتغير خرائطها، وهو ما يطلق عليه "القوى العابرة".
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن بوتين يدرك منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، أن الغرب يكذب في كل خطوة ويسعى للتوسع شرقاً وتطويق روسيا عكس ما كان يعلن، فلجأ إلى تزويد كييف بالسلاح والمخابر البيولوجية على مدى أعوام، واغتيال المواطنين الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وغيرها من الاستفزازت الغربية التي تهدف إلى استعمار روسيا وإجلاءها وهذا لن يحدث.
وعما يتم تداوله حول رغبة بوتين بعودة الاتحاد السوفييتي، لفت أبو عبد الله إلى مقولة "من لم يحزن على تفكيك الاتحاد السوفييتي هو بلا قلب، ولكن كل من يريد عودته كما كان هو بلا عقل"، مؤكداً أن الرئيس بوتين يريد إعادة روسيا إلى الساحة الدولية ولكن ليس بالصيغة نفسها، إنما إعادة عظمة روسيا كدولة متعددة القوميات وتحتضن الكنسية الأرثوذوكسية وتصدّر القيم والتقاليد الروسية إلى العالم، لتسقط أحادية القطب الذي أسسته الولايات المتحدة دون رجعة.
العالم الجديد اليوم يتوسع ويحتاج إلى خطاب قيّمي ثقافي وتعدد في الأقطاب ليس فقط من الناحية الجيواقتصادية أو الجيوسياسية، بل أيضاً من ناحية القيم، فالرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسيكي ليس حاكماً لأوكرانيا، والدعم يأتي من الولايات المتحدة وأوروبا، بالتالي الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" غير ممكن لأنها دولة غير مستقرة، و20% من أراضيها لم تعد موجودة خاصة الجزء الذي يتحدث اللغة الروسية.
من جهة أخرى أشار الدكتور أبو عبد الله إلى أن حلف "الناتو" أكد مرات عدة أنه لن يصطدم مع موسكو، لأن الحرب هي بين روسيا والولايات المتحدة، وزيلنسكي ليس إلا أداة أمريكية في هذه الحرب، واليوم بقرار بوتين ضم الأقاليم انتهت هذه المرحلة، وبالتالي أي اعتداء على أراضي الروسية المستردة سيكون الرد الروسي بطريقة مختلفة تماماً، قد تصل إلى مرحلة التهديد باستخدام السلاح النووي.
وخلال المرحلة الثانية من العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا سيطرت موسكو على بحر أزوس ولم يعد لأوكرانيا وجود عليها، ما يرجح عقد جولة مفوضات في السعودية، التي إذا كتب لها النجاح قد تؤدي إلى توقف الحرب في سورية خاصة أن الملفين السوري والأوكراني مرتبطان، وإذا لم يكتب النجاح لهذه المفاوضات، فالمرحلة اللاحقة ستستخدم فيها أسلحة جديدة، خاصة مع طلب روسيا التعبئة الجزئية.
وختم أبو عبد الله حديثه بالإشارة إلى أن أمريكا تخوض حرباً للحفاظ على أحادية القطب والحفاظ على الهيمنة الغربية على العالم، فتسعى للوقوف ضد كل الدول التي تخرج عن عباءتها وتسعى أن تكون حرة وفي مقدمتها روسيا والصين وإيران.