بورصة الدراما السورية 7

تباينت آراء النقاد والصحفيين السوريين حول مسلسلات هذا الموسم، ففي حين رأى بعضهم أن الكوميديا السورية نعتعصرها الذهبي، من خلال فشل مسلسلات ابو جانتي وبقعة ضوء، ونجاح ضيعة ضايعة، رأى البعض الآخر أن مسلسل أبو جانتي حقق نجاحاً غير مسبوق ورفع أسعار السيارات القديمة.
وفي حين نفى المخرج نجدت أنزور أن يكون جزءاً من أي حملة ضد النقاب أكد أن المسلسل مكتوب منذ سنتين وأنه شخصياً ضد قرار منع النقاب كلياً.
وناقش راشد عيسى مسلسل تخت شرقي في جريدة السفير في حين رأى كاتب في صحيفة دنيا الوطن الصادرة في غزة أن باب الحارة مشروع رؤية قومية عربية.
نجدت أنزور: لا أخاف التهديدات ولست جزءاً من حملة على النقاب
نفى المخرج نجدة اسماعيل أنزور أن يكون مسلسل (ما ملكت أيمانكم) الذي يعرض حالياً على الفضائية السورية وقناة المستقبل جزءاً من حملة ضد النقاب، وقال: لست موظفاً عند أحد ولا أتقاضى راتباً من أي جهة.
وأكد انزور لتشرين: أن نص المسلسل مكتوب منذ سنتين، وهو أمر معروف للكثيرين، والتأخر في تصويره جاء لأسباب إنتاجية ومالية بحتة.
وأوضح: إن تصوير مشاهد المسلسل في باريس حيث تخلع ليلى (سلافة معمار) نقابها وحجابها، جاء قبل اتخاذ الحكومة الفرنسية قرارها بمنع النقاب في الأماكن العامة، وبالتالي قبل أي قرار محلي يصب في سياق مشابه في إشارة واضحة إلى قرار وزارة التربية بنقل المنقبات خارج ملاكها الوظيفي.
وقال انزور: (أنا ضد منع النقاب كلياً لكني مع التعقل في ارتدائه إذ لا يجوز أن يتحول إلى حاجز بين فتاة ومدرستها مثلاً أو إلى ثغرة ينفذ منها الإرهاب).
وكان المسلسل تعرض لهجوم عنيف فور عرض مشاهده الترويجية بدعوى الإساءة للدين الإسلامي، ومن المتوقع أن يشتد الجدل الدائر حوله بين مؤيد ومعارض في الشارعين السوري والعربي.
وفيما ذكرت تقارير صحفية سابقة بأن مخرج العمل تعرض لتهديدات بالقتل عبر مواقع الكترونية متشددة، بيّن انزور أن آراء بعينها يتعامل معها البعض بمثابة الفتوى (لكني لست خائفاً فهناك قانون ودستور وولي أمر).
ووصف انزور الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بالقامة الإسلامية الكبيرة التي يحترمها لكنه يعتقد أن (رؤيته) لا دور لها في الموضوع، ولا تنسجم مع رسالة المسلسل وغايته.
ومن المعروف أن المفكر والداعية البوطي أعلن غضبته على المسلسل وناشد الفضائيات بإيقاف عرضه قبل أن يعلق دعوته ويؤجل الإدلاء برأيه النهائي لما بعد الانتهاء من عرض المسلسل، وذلك بعد لقاء جمع المخرج والشيخ مصادفة.
وانتقد انزور تدخل رجال الدين في الثقافة والفن متسائلاً عن حدوده وغايته ، لكنه رحب بكل نقد واقعي ومفيد للعمل، مبدياً استعداده للتراجع وتصحيح أي خطأ والاعتذار عنه في حال وجوده.
واتهم انزور صراحة بعض المتضررين في التلفزيون السوري بالوقوف خلف التسريبات الخاطئة إلى وزارة الأوقاف (وهي سابقة خطيرة) تهدف إلى التلطي خلف الغيّار على الدين لمواجهة المسلسل.
وتمنى انزور على الدكتور البوطي أن يتابع العمل بنفسه، وألا يعتمد في موقفه على رأي لجنة مهما بلغت ثقة الشيخ بآرائها، مشيراً إلى وجود لجنة أخرى شكلها وزير الأوقاف لتقييم العمل ووضع تقريرها حوله بحسب ما أخبره الدكتور البوطي .
وتغوص دراما (ما ملكت ايمانكم) في زواريب المدن، وتحمل نماذج مترامية الانتماءات والأحلام والأمنيات والمغريات بحياة المال والأعمال.
واستغرب انزور ما تناقلته بعض المواقع الالكترونية عن خلاف مفترض بين مسؤولين اثنين حول عرض المسلسل على الفضائية السورية أو منعه، وقال: هذا الكلام غير صحيح أبداً فلا أحد يُجبر التلفزيون على عرض أو منع مسلسل بعينه.
وحيا انزور وزارة الإعلام المعنية الوحيدة بالموضوع لرفضها وقف بث المسلسل لما للخطوة من انعكاسات سلبية على الناس والحراك الثقافي في البلد.
ويأمل أنزور أن يسهم عرض (ما ملكت أيمانكم) في تقليم أظافر الرقابة واتساع هامش الحرية في تناول ونقد المحرمات كالدين والجنس و السياسة والفساد.
يذكر: أن مسلسل (ما ملكت أيمانكم) للكاتبة هالة دياب يتناول عدداً من المواضيع بجرعات جرأة عالية متخذاً من المجتمع السوري منطلقاً وركيزة، ويحكي قصص ثلاث سيدات (عليا وليلى ونادين) ليعرض من خلالهن الصراع بين الدين والرغبة الجنسية المكبوتة والقيم الثقافية والعادات الاجتماعية، وفيه يذهب انزور لأول مرة إلى الأمام بالزمن حتى عام 2018 (لأننا نخاف المستقبل والأيام الآتية ونمشي في نفق طويل آخره ضبابي غير واضح) على حد قوله.
وكشف انزور أن أحداث المسلسل ستتصاعد بدءاً من الحلقة العشرين لكنها تتضح أكثر وتسهم بتقليص عدد المعترضين خاصة على الخط الديني رغم ذهاب الشخصية الرئيسة توفيق (مصطفى الخاني) بعيداً في التحليل لنفسه ما يحرمه على غيره واستغلاله حاجات عائلات رفاقه المقاتلين لإشباع رغباته الجنسية وصولاً إلى القتل العمد.
وقال أنزور: إن هذا الخط تحديداً تمت كتابته بإشراف لجنة استشارية، وتم تخليصه من مشاهد قاسية ومؤلمة من الجائز أن تفهم خطأ.
واستذكر: لا يخفى على أحد ما عانته مجتمعاتنا بسبب التشدد والتطرف وفتاوى القتل رغم سعة الإسلام الحنيف للأرض ومن فيها حتى قيام الساعة لكن ثمة من لا يتسع صدره لعرض شيء من الحقائق المُخالفة.
ويرى أنزور أن الذل الذي تتعرض له الطبقة المتوسطة في المسلسل من خلال عائلة (نادين) هو تجسيد للواقع المعاش إذ ليس من مهمة الدراما طرح الحلول أو التبشير بها.
ويبدو أن أنزور الذي التقط أنفاسه مؤقتاً يستعد لجولات أخرى من معارك النقد الفكري والفني لمسلسل تربع على عرش السجال لهذا الموسم الدرامي وبلا منافس.
إياد عيسى
المصدر: جريدة تشرين
طرح مشكلات سن اليأس وتأخر زواج الفتيات وعدم الإنجاب
«تخت شرقي»: حوارات ذكية وفقدان السياق
خابت محاولات المرء في لملمة خيوط وخطوط المسلسل التلفزيوني «تخت شرقي» (إخراج رشا شربتجي). ورغم الجهد الذي بذله صناع العمل في شارته الأولى في تصنيف الشخصيات في أطر شبه نقابية، من قبيل: «أطباء تخت شرقي»، ثم مدرسيه، وشبابه وصباياه.. فلم يفلح العمل في إقناعنا بوجود سياق ما، أو موضوع يندرج فيه المسلسل.
من الواضح أن طريقة في الكتابة اعتمدت سابقاً في المسرح السوري، بدأت تأخذ طريقها إلى الدراما التلفزيونية. وهي كتابة لوحات ومشاهد متجاورة على أنها عمل مسرحي واحد. ويسوغ ذلك عادة بالقول ان الشخصيات كلها تعاني خللاً في التواصل، أو الضياع أو سواه.
لا شك أن الكاتبة يم مشهدي نجحت في تقديم حوار ذكي على ألسنة بعض شخصيات العمل، وتحديداً تلك التي يلعبها قصي خولي، ومكسيم خليل وسلافة معمار اللذين يعيشان حكاية حب. والنقاش كله يدور بينهما من موقع الشاب الشرقي والبنت ذات النشأة الغربية. وعلاقتهما قدمت بصورة جريئة أدت إلى حذف بعض المشاهد على بعض الفضائيات العربية. لكن من غير المفهوم ما الذي يريده العمل من شخصية يعرب (قصي خولي)، الذي يبدو محور العمل (على الأقل بسبب مشاهده الكثيرة، وتعليقاته الذكية، ولا مبالاته المحببة).
يطرح العمل مشكلات عديدة: سن اليأس وعلاقة زوجية بلا إنجاب، وصبايا مهملات يسعين إلى الزواج في مكان آخر.. لكن تلك القصص، على أهميتها، تبدو من دون سياق، وكأن بإمكانها أن تنضم إلى مسلسل آخر. نبحث عن السياق في عنوان المسلسل، «تخت شرقي»، وهو الذي يتكئ على مصطلح موسيقي، ولكن ليوحي بشيء آخر وهو السرير، متضمناً معنى الجنس. وبذلك لا يصح «التخت» عنواناً للعمل.
يسجل للعمل أيضاً، إلى جانب حواراته الذكية، اهتمامه بخلق مناخ تعيش فيه الشخصيات. فنرى بعض مشكلات الشارع السوري حاضرة في الخلفية، من دون أن تكون موضوعاً للنقاش. منها مشكلة أزمة المازوت، أو الازدحام على باصات النقل العام، أو أزمات المستشفيات وقلة جاهزيتها.
وإذا كانت هذه المشكلات لا تحتمل الجدل في العمل، فإن هناك مقولات على السنة بعض الممثلين، يصعب أن تمر من دون نقاش، بل إن وجودها يفترض إطلاقاً مقبلاً للنار (حسب المقولة المسرحية الشهيرة: إذا وجدت بندقية في أول العرض يجب أن تطلق في آخره). فماذا يعني اتهاماً كبيراً يساق على لسان «يعرب» وهو في طريقه لحضور معرض للفن التشكيلي، حين يقول «أحس أنها صالات تبييض أموال». هكذا من دون نقاش ولا تفسير ولا ضرورة! وحين نعلم أن الصالات الفاعلة لا تزيد عن ثلاثة، بإمكاننا أن نعرف بالتحديد من المقصود؟ لسنا بالطبع في معرض نقاش وضع الصالات، ولكن أي تفسير درامي لاتهام كهذا؟
بهذا المعنى، ينطوي «تخت شرقي» على شيء من الاعتباطية، برغم محاولته في أن يقول شيئاً ما، يتطلب جهداً لمعرفته.
راشد عيسى
المصدر: جريدة السفير- بيروت
الكوميديا السورية تنعي إليكم عصرها الذهبي
غادة بشور وأمل عرفة في مشهد من «بقعة ضوء»«أبو جانتي ملك التاكسي»، و«بقعة ضوء 7»، و«صبايا 2»... هذه السنة، غرقت المسلسلات الكوميدية في السطحية والتكرار ونأت عن نبض الشارع. وحده «ضيعة ضايعة 2» كسب الرهان!
في رمضان الحالي، تبدو الدراما السورية على وشك مغادرة زمنها الجميل. صحيح أنّ صنّاعها برعوا في الأعمال التاريخية والاجتماعية، لكن تألّقهم الأساسي كان في مجال الكوميديا. هذا العام، يبدو الوضع مختلفاً. نظرة سريعة إلى الأعمال الكوميدية تؤكّد أنّ كل المسلسلات مجرّد أجزاء جديدة لأعمال سابقة: «ضيعة ضايعة 2»، و«صبايا 2»، و«بقعة ضوء 7»، و«أبو جانتي ملك التاكسي» المقتبس عن لوحة من «بقعة ضوء».
ويعاني أغلب الكتّاب الكوميديين المشكلة نفسها، وهي محاولة الإفادة من نجاح أي عمل عبر تقديم أجزاء جديدة. النجاح الجماهيري والمردود المادي يدفعان الكاتب إلى تكرار التجربة، وإن كان مستوى الجزء الجديد أقلّ من الأجزاء السابقة.
طبعاً هناك استثناءات. مثلاً، تمكّن الجزء الثاني من «ضيعة ضايعة» من تحقيق نجاح كبير. ويعود ذلك إلى عوامل عدة، من النص الذي يسهّل عمل المخرج الليث حجو، وصولاً إلى التتر الذي يغنّيه علي الديك. ويبدو هذا الأخير أكثر الفنانين تعبيراً عن البيئة الساحلية التي تدور فيها أحداث القصص الطريفة. إلى جانب صوت المذيع التلفزيوني محمد السعيد الذي يشرح عن الضيعة النائية (أم الطنافس الفوقا).
ضيعة ضايعة
ويبقى العامل الأبرز في نجاح العمل هو الأداء التمثيلي الممتاز لكل من باسم ياخور ونضال سيجري ومعهما هذه المرة محمد حداقي. فيما نجحت كاميرا الليث حجو في تصوير مشاهد جميلة ومحترفة، وخصوصاً في الحلقة التي قرّر فيها أهل الضيعة الخروج بتظاهرة صغيرة للتنديد بالفقر والجوع، فتواجههم جحافل من قوات الأمن لتقمع تظاهرتهم على بساطتها.
ذهب سامر المصري إلى تلميع صورة السياسيين... ومغازلة الخليجيين!
لكن ما حصل مع «ضيعة ضايعة 2» لا ينطبق على الجزء السابع من «بقعة ضوء». ما إن بدأ عرض المسلسل هذا العام حتى اكتشف المشاهد أنّه مجرد استنساخ باهت للأجزاء السابقة، مع اعتماده على الأساليب ذاتها في تقليد اللهجات البدوية والمصرية من دون التركيز على مضمون معيّن. كما يتناول بطريقة سطحية بعض الظواهر في المجتمع السوري. مثلاً تصوِّر إحدى اللوحات لقاءً تلفزيونياً بين المذيعة التي تلعب دورها نبال الجزائري، ومجموعة من الضيوف يجسّدهم محمد حداقي، وجيني إسبر، ومحمد الأحمد، وأدهم مرشد. ويبذل هؤلاء قصارى جهدهم لتقديم أي مادة تغري المشاهد بلا جدوى. أما الجزائري فتحاول تقليد مذيعات التلفزيون السوري بتواضع. هكذا يتّضح أن الهدف من كل هذه اللوحة هو السخرية من أخطاء التلفزيون الرسمي وبدائية عمله...
أما مسلسل «صبايا» في جزئه الثاني فيبدو أن عناصره تسير على مستوى واحد. هكذا التقت سطحية النص الذي كتبه مازن طه وزوجته نور الشيشكلي، مع وجهة نظر المخرج فراس دهني وموهبته في اختيار البيوت الفخمة، والشوارع النظيفة للتصوير. وما زاد الطين بلة أداء الممثلات اللواتي لم يفوِّتن فرصة لترسيخ لقب «فاتنات الدراما السورية» الذي أطلقته عليهن محطة «روتانا خليجية» المنتجة للعمل. وفي زحمة عرض الأزياء والجمال، يغيب عن بطلات العمل التركيز على طريقة الكلام ومخارج الحروف التي جاءت خاطئة عند بعضهن مثل كندة حنا وجيني إسبر.
رغم كل ما سبق، يبقى الانحدار بمستوى «بقعة ضوء»، و«صبايا» أفضل بألف مرة من الصورة النهائية التي خرج بها «أبو جانتي ملك التاكسي» مع سامر المصري. بذل هذا الأخير كل جهوده لتفصيل الدور على قياس مواهبه المتعددة. وسبقت العمل موجة ترويجية تمثّلت في بث أغنية الشارة التي يؤديها المصري نفسه على عشرات الإذاعات العربية. هكذا، توقع المشاهد أن يكون على موعد مع فتح جديد في الكوميديا السورية.
وبالفعل، قدّم العمل في حلقاته الأولى وجبة مسلية ومضحكة إلى حد ما، ليحصل على نسب مشاهدة عالية. لكن سرعان ما اكتشف المشاهد بعد حلقات عدة أن النجم السوري لم يمارس حقه المشروع بتفصيل العمل على مقاسه وغناء الشارة والتفرد ببطولة عمله، بل سيزيد على ذلك حقوقاً لا ندري إن كانت من وظائف الدراما أصلاً. إذ حاول المصري تلميع صورة المسؤولين. ويظهر في إحدى الحلقات وهو يصطدم بسيارة أحد المسؤولين، فينزل من سيارته وينهال على مرافقي المسؤول بالشتائم من دون أن يتفوّه هؤلاء بكلمة، بل يُعجب المسؤول بالسائق ويصبح صديقه. الصورة سريالية طبعاً. إذ غالباً ما تحصل في الشارع السوري حوادث مشابهة لكن نتائجها تكون مختلفة كلياً. ولن يكتفي المصري بهذا الحد، بل سيستغل الفرصة لتوطيد علاقته بالمحطة السعودية المنتجة «روتانا خليجية»، عندما يلمّع صورة أحد الشيوخ الخليجيين أثناء زيارته دمشق حيث يوزّع كرمه على الجميع. حتى الساعة، يبدو غير مفهوم لماذا تحاول الدراما السورية تجاهل ظواهر عدّة في المجتمع يمكن أن تمثّل مادة دسمة ومضحكة للمشاهد.
تجريب وتطويل
لا يكفّ مخرج مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي» محمد زهير قنوع عن التجريب في طريقة تعاطيه مع المشاهد. حتى لو كان تجريباً كيفيّاً. وفي مسلسله الجديد، يعتمد أسلوب مونتاج جديد يقلّل من انسجام المشاهد مع العمل (إن حصل هذا الانسجام). من جانب آخر، يفترض سامر المصري أن مُشاهده قادم من مجاهل قارة نائية لم تكتشف العالم بعد، فيصادق تارة أحد اللصوص الذي حاول سرقة منزله، ويوزّع طوراً أموله وممتلكاته على الفقراء، متبرّعاً بحلّ مشاكل ركابه الاجتماعية والمادية. ولا يجد النجم السوري مشكلة في التطويل الذي يغرق فيه العمل، فيقضي أيامه بالغناء دامجاً اللغتَين العربية والإنكليزية.
وسام كنعان
المصدر: جريدة الأخبار - بيروت
"أبو جانتي ملك التاكسي" يحصد شعبية واسعة ويرفع أسعار سيارة قديمة
سامر المصري يصبح شاغل السائقين والناس
حظي المسلسل السوري (أبو جانتي ملك التاكسي) بنسبة مشاهدة عالية بين جمهور المشاهدين السوريين، ونال شعبية واسعة في أوساط سائقي سيارات الخدمة الذين اعتبروه عملاً يخصهم، ويعبّر من خلالهم عن هموم وقضايا الناس، لكن اللافت أن هذا العمل منح شعبية لسيارة قديمة يعود صنعها لعام 1983، وهي السيارة موديل لانسر التي يستخدمها السائق، وأدى إلى رفع أسعارها في سوق السيارات المستعملة!. فيما أصبح ملك التاكسي (سامر المصري) شاغل السائقين والناس.
العقيد وسيارة التاكسي
كشفت أحداث الحلقة الثامنة من مسلسل (باب الحارة) في جزئه الخامس أن (العكيد) أبو شهاب قد قتل في ظروف غامضة، بعد أن عثرت الشرطة على جثته، وتعرف إليها (وائل شرف) العكيد الجديد لحارة الضبع. وفي حين أراد مخرج (باب الحارة) أن يخرج ظل أبو شهاب من المسلسل، والذي بقي حاضراً منذ غيابه، فإن سامر المصري الذي لعب هذه الشخصية باقتدار وحقق من خلالها شعبية واسعة في سوريا والبلاد العربية، فاجأ الجمهور السوري بظهوره بشحمه ولحمه سائقاً لتاكسي في شوارع دمشق ليروي للناس حكايات الناس!. كما ظهر المصري في بطولة مسلسل شامي هو (الدبور) في شخصية جديدة لقبضاي تعرض للظلم والاضطهاد، وقد عاد إلى الحارة ليزيل آثار الظلم، وليعيد اعتباره كصاحب حق. وإذا كان موسم العروض الدرامية الرمضانية قد أصبح ساحة للحكايات المتقاطعة، فإن الشخصيتين اللتين يقدمهما سامر المصري في (أبو جانتي) و(الدبور) تتقاطعان مع حكايات أخرى، وتأخذان الكثير من نقاط مسلسل (باب الحارة) لتسجلا نقاطاً عديدة من النجاح لصالحهما.
أفكار بسيطة
نجاح مسلسل (أبو جانتي ملك التاكسي) يطرح سؤالاً عن أسباب ذلك؟. وفي الإجابة عن هذا السؤال، يعتبر بطل العمل سامر المصري أن جمالية العمل تنبع من فكرة التاكسي التي تعطي صورة عن دمشق، أما الركاب، فيمثلون شرائح مختلفة من المجتمع، ويرى المخرج زهير قنوع أن قصة العمل بسيطة وشعبية، وهو يقدم الكوميديا الهادفة من خلال سائق التاكسي، والحكايات التي تصادفه خلال عمله، وما ينجم عنها من مواقف فارقة.
وعبر ثلاثين حلقة شاهد منها الجمهور حتى كتابة هذه السطور عشرين حلقة، فإن المحور الأساسي للعمل يتركز على (العكيد) أبو جانتي والمشكلات التي يتعرض لها مع الناس، أو التي يرويها له الناس، ولا تنبع المواقف الطريفة من هذه الحكايات فقط، بل ومن التدخل الإيجابي لأبي جانتي، ومسارعته للتفاعل مع أصحاب الحكايات والمشكلات بالأفعال وليس بالأقوال وحسب. وهكذا أمكن للجمهور أن يشاهد نماذج لهموم النساء والفقراء والأغنياء والرياضيين وأصحاب المهن الحرفية في جو من الكوميديا الرشيقة البعيدة عن التهريج أو الابتذال.
وقد أمضى سامر المصري ثلاث سنوات في الإعداد لهذا المسلسل وكتابته بالمشاركة مع رازي وردة، وهو استلهمه من لوحة قدمها في الجزء الثالث من مسلسل (بقعة ضوء) وحققت نجاحاً كبيراً، فطوّرها حتى أتعبته وأمتعته. وعن هذا الجانب يذكر الفنان الكوميدي أيمن رضا أن سامر المصري ذكي، وقد عمل ببساطة واستمتع بالإعداد والتمثيل في هذا المسلسل، لذا ليس غريباً أن ينجح العمل ويستمتع به المشاهدون.
غنائيات العكيد
يشارك سامر المصري في (أبو جانتي) عدد من نجوم الكوميديا السورية الأوائل، وهم أيمن رضا وأندريه سكاف وفادي صبيح وشكران مرتجى وسامية الجزائري وتاج حيدر وحسام تحسين بك، إضافة إلى الممثل الكبير خالد تاجا. ويشكل كل نجم من هؤلاء محوراً كوميدياً خاصاً داخل العمل يتقاطع مع المحور الرئيسي الذي يجسده المصري.
ويعتبر نجم الكوميديا أيمن رضا أن دوره في مسلسل (أبو جانتي) من أهم أدواره، مشيداً بما تتمتع به شخصيات العمل من بساطة و(كاراكترية)، وبالحرية التي تعامل بها مع شخصيته، فهو قد اختار شكلها وتعمد أن تكون بشعة، كي يخرج قدراته التمثيلية. واختصر أيمن رأيه في العمل بقوله: إنه البساطة عينها، أي البساطة دون أي تعقيد.
وجديد العكيد (أبو جانتي) في هذا المسلسل أنه فاجأ الجمهور بغنائياته، فقد استثمر موهبته الغنائية التي يجهلها المشاهدون فسجل بصوته شارة المسلسل، وهي من كلماته، وألحان فادي مارديني، كما حفلت الحلقات العشرون التي عرضت حتى الآن بالعديد من المواويل التي أطلقها المصري وباللغتين العربية والإنجليزية، وهي تحمل الكثير من الطرافة، وتكشف مجدداً عن موهبة المصري الغنائية، حيث لا يخفي العكيد أنه سجل مجموعة أغنيات خاصة سيقدمها في دار الأوبرا بدمشق، وهي تنتقد بعض الظواهر الاجتماعية، كما سبق له أن سجل أغنية لسوريا، وأخرى من كلماته وألحانه عن شخصية (أبو زهدي).
ويعرض (أبو جانتي ملك التاكسي) الآن على أربع محطات هي قناة روتانا خليجية، وقناة الدنيا السورية، وقناة الجماهيرية الليبية، والقناة الأولى السورية. ويعكف سامر المصري على كتابة الجزء الثاني، ليكون ضيف رمضان القادم، وقد أعطاه نجاح العمل شعبياً دافعاً إضافياً كي ينجز الجزء الجديد منه.
سائقو التاكسي سعداء
عبر عدد من سائقي التاكسي في شوارع دمشق عن سعادتهم بهذا المسلسل الذي يتحدث عنهم، وعن الناس من خلالهم، ويرى (أبو عبد الله) أن أبو جانتي أقام جسراً من التواصل بين الناس وسائقي التاكسي، ومنح السائقين قيمة اجتماعية يستحقونها. أما أبو خالد فيرى أن مسلسل (أبو جانتي) جميل، وهو يتابع حلقاته منذ أول رمضان، ويقول: لقد أعطى المسلسل صورة جميلة عن السائقين، ولاحظ أن أبو جانتي الطيب يبدو كثير الفضول والتطفل في بعض الأحيان، لكنه يبقى (خفيف الدم ومهضوم). أما السائق الشاب أبو سعيد فقد قال ضاحكاً: أنا سعيد لأنه صار للسائقين مسلسل خاص بهم، يجعل الناس تغير نظرتها السلبية لهذه المهنة المتعبة. ويقول السائق أحمد المحمود: بعد أن شاهدت حلقات من المسلسل أقول لكم: لو لم أكن سائق تاكسي لأردت أن أكون كذلك.
عمار أبو عابد
المصدر: جريدة الاتحاد- أبو ظبي
" مسلسل باب الحارة " مشروع رؤية قومية عربية
عندما يعجز الإنسان عن تحقيق آماله وطموحاته على مستوى الواقع ، يلجأ إلى المتخيل الفردي أو إلى المتخيل الجماعي الشعبي ، ويفسح له المجال ، للتحليق عاليا في أجواء من الصور و الأخيلة الجميلة.
وما مسلسل باب الحارة إلا نموذج من نماذج هذا الأمل في تحقيق مشروع قومية عربية ، الذي استحال تحقيقها على مستوى الواقع فلجأ طاقم الإنتاج و الإخراج و الممثلين ، لتحقيقها على مستوى المتخيل ، للتعبير عما يخالجهم من متمنيات اصطدمت مع أهداف ومصالح جهات أخرى محلية وإقليمية ، ودولية ، فنقلوا هذه الأحلام من مستوى الواقع إلى مستوى الأشرطة السينمائية و التلفزيونية .
إن أول عتبة تواجهنا عند دراسة مسلسل باب الحارة ، هي عتبة العنوان الذي يبهر المشاهد بشكله السميائي العريض ، الذي يحيل إلى دلالة سميائية أخرى ، تشير إلى عظمة وقوة سكان حارة الضبع .
هذا الاسم الذي يرمز بشكل إيحائي إلى هذا الحيوان المفترس الخطير ، الذي لا يميز بين اللحم الطري و اللحم النتن ، كما أن عنوان المسلسل كتب باللون الأحمر القاتم ، الذي يشير إلى لون الدم ، لون المواجهة والمغامرة الشرسة ، دون حساب لعواقب هذه المغامرة ، وخاصة عندما يتعرض أهل حارة الضبع لهجوم من أي عنصر خارجي غريب عن الحارة .
و مما يزيد من عظمة وقوة العنوان ، المقطع الموسيقي الذي انتقاء المخرج بدقة متناهية ، لأنه يلائم حركية المشاهد وشراستها ، فكانت الأصوات الكورالية ، والمقاطع الموسيقية على السلم الموسيقي العالي (grave) الذي أعطى للمقدمة ما تستحقه من العناية ، لشد انتباه و اهتمام المشاهد من أجل متابعة مركزة تساير أحداث المسلسل طيلة ثلاثين حلقة .
إن عتبة العنوان بأيقونيته الكتابية الكبرى، والصخب الكبير الذي تحدثه الأصوات المرافقة للمقطع الموسيقي ، علامات تمهد المشاهد لمتابعة مسلسل ضخم وكبير، من حيث مكانة الممثلين و أدوارهم ، و الحمولة السياسية و الدلالية التي يريد المخرج إيصالها إلى المشاهد العربي ، بأسلوب إيحائي يميل إلى الترميز ، وضرب الأمثال بأشكال حكائية شعبية .
إن المشاهد العربي البسيط يتعامل مع المسلسل من زاوية ضيقة ، يتعامل مع المشاهد على أساس أنها تصوير لمشاهد و مقاطع من الحارة الشامية في مطلع القرن العشرين إبان فترة الاستعمار ، بينما المشاهد العضوي الذي يقرؤ ما وراء الأحداث ، يهتم بما توحي به هذه المشاهد من دلالات ترميزية ، يستشفها من خلال هذه المشاهد التي تنهض على مستويات مختلفة ، لإعطاء صورة لخطاب ضمني ، مضمر تتضمنه المشاهد التلفزيونية.
فحارة الضبع أولا هي إحدى حارات الشام ، التي اعتاد الشاميون تسمية حاراتهم بأسماء حيوانات شرسة ، للدلالة على شراسة أهلها عندما يتعرضون لأي اعتداء ، وفي نفس الوقت هم كرماء عندما يلجؤ إليهم كل من يحتاج إلى مد يد المساعدة ، فتجدهم سباقين إلى تقديم المساعدة المادية و المعنوية ، و هذا ما لاحظناه من خلال مواقف العقيد ( أبي شهاب ) ، الذي كان يتعامل بأسلوبين أسلوب القوة عندما يحتاج الموقف إلى القوة و الصلابة ، كما يعتمد أسلوب اللين عندما يدفعه الموقف إلى إتباع أسلوب اللين .فكان ذكيا يعتمد سياسة العصا و الجزرة ،بأن يتخذ الموقف المناسب في المقام المناسب ..
وحارة الضبع تسير ضمن قانون محلي ، يناقشه سكان الحارة في المضافة ، التي تعتبر بمتابة برلمان محلي ، يضم رمزا دينيا متمثلا في الشيخ عبد العليم ، الرجل التقي ،و هو الرمز الديني الذي تتكتل حوله كل الفرق الدينية و السياسية ، فكان بالنسبة للحارة المرجع الذي تنتهي عنده كل الاحتمالات وخاصة عندما يزكي مواقفه بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية.
ونلاحظ بأن السلطة الدينية لا تتغير بتغير أحداث المسلسل ، لكن سلطات أخرى تتغير بتغير الشخصيات ، فتجد السلطة العسكرية التي يمثلها أبو شهاب ثم بعد ذلك معتز ، وهذه السلطة العسكرية التي تتخذ شكل نظام الفتوة بالمعنى الايجابي الذي يدافع عن المظلوم ، وتستظل تحتها كل فئات المجتمع .
والمتتبع للمسلسل يلاحظ بأن هذه الرموز العسكرية ، المتمثلة في العقيد ( وهو اسم يحيل إلى دلالات موجودة في واقعنا السياسي العربي ) رغم غيابها في السجن ، أو الهروب ، أو الموت ، لا تؤثر على السير العادي للحياة في الحارة ، لأن العقيد بالنسبة لسكان حارة الضبع يكون مجرد رمز فقط ، قد تسير الحياة السياسية بدونه إن دعت الضرورة ذلك ، وهذا هو الدلالة المقصدية من المسلسل ، وهو التأكيد على أن الدول العربية يمكنها أن تستمر وتكون قوية دون رموز ، وذلك عندما تكون متحدة و متلائمة ، وهذا يظهر من خلال مواجهة سكان حارة الضبع للدرك الفرنسي ، وصد هجوماته المتكررة دون حضور العقيد أبو شهاب ، بل أكثر من هذا هو أن المسلسل بقي قويا يجذب اهتمام المشاهدين رغم خروج أبطال رئيسيين منه إنجاز اللاحق من الأجزاء .
و مظاهر الوحدة العربية تظهر من خلال مساعدة الشعب الفلسطيني ، بالمال و النفس و العتاد ، فكانت الأسلحة ، تهرب عن طريق الأنفاق من حارة الضبع إلى الحارات المجاورة ، ثم بعد ذلك إلى الغوطة ، ففلسطين ، من خلال قنوات متنوعة ، عبر الحارات المجاورة أو عبر شق أوحفر الخنادق و القنوات .
وقد ساهم في تهريب الأسلحة كل من المسلمين و النصارى ، وكانت أم جوزيف النصرانية التي ساهمت بشكل كبير في مقاومة العدو ماديا و معنويا ، إلى درجة أن الدرك الفرنسي أحس بخطورة هذه المرأة المقاومة ، فاستغل بيتها كمخزن للأسلحة ، ومقر لمبيت الجنود .
وبين سكان حارة الضبع و المستعمر الفرنسي ، نجد مجموعة من المواطنين الذين كانوا يمثلون الطابور الخامس ، لما يقومون به من أدوار تجسسية استخباراتية ، وهم يتحركون انطلاقا من منظور ضيق ، قائم على المصلحة الشخصية و الربح المادي ( علاوات) أو كسب معنوي ( وظائف) في الشرطة أو في سلك الدرك .
لكن من حين لآخر يستيقظ الوعي القومي و الوطني ، وينهض ضد المستعمر ، ومن ثم ينحاز ليجد نفسه ضمن عامة الناس ، ويصبح مناضلا من موقع وظيفته ، مثل مانرى في مشهد الدركي (سمعو) الذي فر في النهاية من وظيفته العسكرية ، متوجها إلى الغوطة مساعدا لأصدقائه في الكفاح المسلح ، مستعينا بتجاربه في هذا المجال.
و الملاحظ من خلال تتبعنا لهذا المسلسل ، هو تصويره للوضع العربي المتأزم الذي تنعدم فيه صور الثقافة و العلم ، فلا نجد أثرا للمكتبات و لا للمدارس ولا للحديث عن الفكر و المعرفة ، باستثناء دور الدكتور الذي تعلم خارج الحارة ، وكان له دور إيجابي في الحركة الوطنية ، وذلك بعلاج المرضى و الجرحى ، ونقل أخبار المقاومين وخططهم الحربية التي كانت تعتمد أسلوب حرب العصابات .
و الفضاء الذي يتحرك فيه الأبطال ، هو فضاء يهتم بشيئين هما :البطن و الفرج ، وكأن الإنسان العربي لا هم له إلا هذين الأمرين ، ، وهذه المشاهد تدفعنا للحديث عن تيمة المرأة في المسلسل ، التي صورها المسلسل بأنها تلك المرأة المشتهاة ، المخلصة لزوجها في حضوره أو أثناء غيابه ، فهي المرأة التي تكنس و تطبخ و تلد ، وتسمع أوامر الرجل ( أنت تاج راسي ) بل هناك مشهد في المسلسل يبين المرأة وهي تغسل رجلي زوجها .
وهناك ظاهرة أخرى هي الزواج المبكر الذي يظهر عقلية الإنسان العربي المتعصبة ، التي ترى في الفتاة مصدر الفضائح لذلك وجب التخلص منها وتزويجها في سن صغيرة .
ولمواجهة المستعمر الفرنسي على المستوى الاقتصادي بين المسلسل كثيرا من الصناعات التقليدية المغرية كما نرى في النقوش التي تزين مضافة (أبو شهاب) ، هذه الصناعة التي تغني الإنسان العربي عن الصناعات العصرية الفرنسية ، وبهذه الوسيلة يمكن القضاء على الاقتصاد الفرنسي ، الذي يمول الحرب و الاستعمار.
و كان لبعض الصناعات التقليدية دور كبير في حماية ما يحتاجه سكان أهل حارة الضبع ، من أكل وشرب أثناء فترة الحصار ، التي اكتشف سكان الحارة كثيرا من الوسائل لتكسيرها ، مثلا بواسطة تمرير البضائع عبر السطوح ، أو حفر خنادق تحت الأرض و هذه إحالة إلى الخنادق التي اعتمدها سكان أهل غزة في فترات الحصار الإسرائيلي .
و في النهاية نقول : إن المتمعن في مسلسل باب الحارة في كل أجزائه ، يشعر بأن المخرج يوجه رسالة إلى المشاهد العربي ، مفادها أن قوة العرب في توحدهم ، وأن ضعفهم يكمن في تفرقهم . وهذه الرسالة القومية العربية ، تكلف بإيصالها إلى المشاهد ، كل أبطال وطاقم المسلسل ، من خلال نبرة الصوت السوري الجهوري ، ومن خلال رؤية وزاوية أيديولوجية يؤمن بها هؤلاء الأبطال .
فيشعر المشاهد العربي بأن لغة المسلسل ، تتضمن رؤية فكرية مستقبلية ، تؤسس لمشروع رؤية قومية عربية ، استحال تحقيقها على مستوى الواقع ، حاول المخرج تحقيقها عبر مسلسل تلفزيوني ، تنتهي هذه الوحدة بانتهاء حلقات المسلسل ، ليعود العرب مرة أخرى إلى الفرقة و الهوان ،بانتهاء المسلسل و انتهاء شهر رمضان.
محمد يوب
المصدر: دنيا الوطن- غزة