بورصة الذهب في ارتفاع ... والبرازيلي هو البديل

 

سرعان ما وجد السوريون حلا بديلا لارتفاع الذهب الملحوظ عن طريق استبداله بالذهب البرازيلي المقلد الذي لا يمكن للمواطن العادي أن يلحظ الفروق الأساسية بينه و بين الذهب الأصلي ، و قد استطاع الذهب البرازيلي أن يحل عقدة الكثير من السوريين خاصة مع حلول موسم الأفراح و اضطرار بعضهم إلى الضحك على بعضهم الآخر و التفاخر " بطقوم  " من الذهب لكن بالنسخة البرازيلية ...!!

فمع توقعات وصول غرام الذهب إلى " 2000 " ليرة دون حساب تكلفة التصنيع ، باتت هذه الأسعار ترهق كاهل المواطنين من جهة ، وفرصة للبيع ما يملكون من جهة أخرى وحول ذلك تقول السيدة سهى /42 عاما / أنها سرعان ما قامت ببيع ما تملك من مجوهرات مع ارتفاع سعر غرام الذهب لكي تقوم بسد حاجات معيشية أخرى ، و اعتبرت سهى أن ارتفاع الذهب جاء لمصلحتها في الوقت الراهن لبيع ما تبقى لديها بسعر مناسب خاصة أنها لن تفكر في يوم من الأيام بشراء غرام واحد طالما أن بورصة الذهب في ازدياد .

وعلى صعيد آخر اضطر بعض الشبان إلى تأجيل أفراحهم و موعد زواجهم بسبب عدم قدرتهم على شراء " شبكة العروس " وهذا ما خفض من نسبة بعض الزيجات ببعض المناطق ، لكن استطاع البعض الآخر أن يحتال على الآخرين من خلال شراء الذهب البرازيلي ، حيث أضافت الشابة نادين / 20 عاما /  التي تزوجت مؤخرا :

اليوم يتحمل الشاب الكثير من المسؤوليات فمنذ اللحظة التي تقدم فيها زوجي لطلب يدي ، وهو يغدق علي بالهدايا لكن وعلى الرغم من قدرتنا على تحقيق الحلم الذي تحلم به كل فتاة من حيث الاحتفال وارتداء فستان العرس الأبيض إلا أن الفرحة لم تكتمل ، لأن زوجي لم يستطع أن يتحمل كل هذه التكاليف في هذا الوقت الذي تشتعل فيه الأسعار على مختلف الأصعدة ، لذا ولأني أرى أنه من واجبي أن أقف إلى جانبه  اقترحت عليه أن نقوم بشراء الذهب البرازيلي عوضا عن الذهب الأصلي لكي يقوم بتقديمه لي في يوم العرس ، و هذا ما حدث حيث توجهنا إلى تلك المحلات والتي باعنا فيه  عقدا من الذهب مع سوار بمبلغ 2000 ليرة سورية فقط بمقابل أنه لو اشترينا عقدا وسوارا من الذهب سيضطر إلى دفع 80 ألف ليرة و هذا الذي لا يمكن توفره في جيوبه حاليا ...و تابعت : أثناء حفل الزفاف و لكي لا يتنبه الحضور إلى أنه طقم برازيلي قام بإهدائي إياه في علبته وتم عرضه قليلا على شاشة التلفاز  ومن ثم إعادته بحجة أن الذهب لا يتناسب مع فستان حفل الزفاف ..!!

ومن خلال توجهنا إلى أسواق الذهب البرازيلي وجدنا أحد المحلات التي تبيع هذا النوع من الذهب في شارع الحمرا  حيث أشار صاحبه إلى أن هذا النوع من الذهب صار مطلوبا اليوم إلى حد كبير ومن مختلف الفئات و الطبقات ، و غالبا ما تأتي الزبونات لاختيار أنواعا مختلفة منها لاسيما أن أسلوب تصميمها يشبه إلى حد كبير تصميم الماركات المعروفة من الذهب مثل " طيبة " أو " فرفشة " و غيرها ، و قد تعرفت السوريات على هذا النوع من الذهب بعد دخوله إلى الأسواق السورية و انتشار إعلاناتها على الطرقات و على شاشات التلفزة ، و سرعان ما قام البعض بتقليدها و بسعر زهيد لكي تستطيع كل فتاة أن تستمتع بسوار أو عقد من الذهب حتى و لو كان مقلدا ..!!

أما السيدة هند / 35/ عاما و التي تعمل كمعلمة في أحد المدارس فقد أجابت  : " بات هناك العديد من المحلات التي تشبه محلات الذهب في الشكل الخارجي لكنها لا تبيع إلا الذهب البرازيلي ، و هي تضع أشكالا مختلفة من العقود و الخواتم و غيرها على النافذة الأمامية منها ، و قد جذبني هذا المنظر لاسيما أنها تتمتع بأسعار رخيصة و لايمكن للشخص العادي أن يفرق بينها و بين الذهب الخالص لا سيما أن الذهب البرازيلي يحمل أيضا " طبعة " على بعض قطعه ، لذا ما كان مني إلا التوّجه إلى تلك المحلات و شراء سوار ب 500 ليرة سورية ..!!

وعلى طرف آخر قال " أبو ممدوح " صاحب أحد محلات الذهب أنه لايوجد حركة شراء كبيرة و هي تقتصر فقد على الشبان أو الفتيات الذين يريدون الزواج ،وحتى هذه الفئة تقتصر على شراء طقم من الذهب و بعيار 18 في بعض الأحيان ، ونادرا ما يقوم  البعض الآخر بشراء الذهب بسبب ارتفاع أسعاره لذا غالبا ما يقوم البعض باستغلال فكرة ارتفاع سعر غرام الذهب و بيع ما يمتلكون وهؤلاء هم الأغلبية الساحقة من الزبائن .. "

 

و أما جورج صارجي رئيس الجمعية الحرفية للصاغة أضاف بأن العريس يلجأ اليوم إلى استعارة مجوهرات أمه و تلبيسه لعروسته لأن الشاب اليوم لم يعد قادر على شراء الذهب مع ارتفاع أسعاره ، فبعد ماكان يشتري الشاب 300 غرام فهو اليوم قد يشتري 30 غرام فقط و أقل قطعة قد تكلفه 4 أو 5 آلاف ليرة سورية ، و أضاف أيضا بأن الصين و الهند تستورد اليوم الذهب بكميات كبيرة لتعيد تصنيعه بثمن بخس رغم ان الصناعة السورية معروفة أيضا برخصها وهذا ما قد يضارب على الأسواق السورية .."

 

 

شام نيوز- رامان آل رشي