بوغدانوف: عازمون على التوجه إلى جنيف وتسليح المعارضة يقوض جهود السلام

إلى أين وصلت الجهود الروسية لعقد مؤتمر جنيف؟ وهل سيشارك جميع فرقاء النزاع السوري في هذا المؤتمر العتيد؟ هل سيشارك من تصفهم موسكو باللاعبين الإقليميين المؤثرين وفي مقدمتهم إيران في هذا المؤتمر؟ هذه الأسئلة وأسئلة أخرى حصلنا على أجوبة عنها من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في المقابلة التي أجرتها معه "روسيا اليوم".
وإليكم نص المقابلة: مرحبا بكم سيادة نائب الوزير، إذن، آخر تطورات الموقف أن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستزود المعارضة السورية بالسلاح. هل يعني ذلك أن شركاءكم في مؤتمر جنيف الأمريكيين وضعوا حدا فاصلا لهذا المؤتمر بمعنى أنهم شطبوا كل الجهود السياسية المبذولة؟ نحن نواصل الاتصالات مع مختلف فصائل المعارضة ومع القيادة السورية. ونضع عقد المؤتمر في اولويات نشاطنا الدبلوماسي، ونعتزم العمل بنزاهة ووضوح مع الشركاء الأميركان على طريق جنيف. اما فيما يتعلق بالتصريحات الأميركية الاخيرة حول المزاعم بأن النظام في دمشق تجاوز الخطوط الحمر باستخدامه الاسلحةَ الكيمياوية وما نتج عنها من قرار تزويد المعارضة السورية بالسلاح، فاننا نرغب في معرفة هذا القرار من المصدر الاول. ذلك لان القضايا الجديةَ، التي من شانها التاثير على عملنا المشترك ينبغي ان يتم اتخاذها بصورة جماعية استنادا الى ادلة مقنعة. نحن الى الآن لم نحصل على هذه الادلة، بالمقابل كنا ابلغنا مرارا وتكرارا الجانب السوري بان استخدام الاسلحة الكيمياوية في النزاع امر مرفوض بشكل قاطع وخطأ قاتل وكارثي، ودائما تلقينا تاكيدات صارمة من الحكومة السورية بانها لم ولن تستخدمَ السلاح الكيمياوي مع تعليق ملازم - ان وجدت لدينا. وليس لدينا ما يدفع الى عدم تصديق الحكومة السورية. وهنا أوَدُ التذكير بان السلطات السورية طالبت في التاسع عشر من مارس/آذار الماضي الامم المتحدة بالتحقيق في استخدام المعارضة المسلحة للكيمياوي في قرية بريف حلب وقد ايدنا الطلب من منطلق ضرورة التحقيق العادل والسريع وارسال الخبراء والمختصين الذين يجب عليهم فحص الموقع. وللاسف فان سكرتارية الامم المتحدة التي قررت ارسال مراقبين وبدء التحقيق تراجعت بفعل ضغوط من بعض شركائنا الغربيين ولم تواصل التحقيق بذريعة فرضِ رَقابة دائمة. واليوم حين يتحدثون عن استخدام السلاح الكيمياوي قبل شهرين او ثلاثة، فانه يغدو من الصعب بعد هذه الفترة تصديقَ كل مايقال. لقد اجرينا مع الأميركان على مستوى الخبراء تحقيقا في مزاعم استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي ولم نحصل من الجانب الاميركي على ادلة مقنعة نفهم من ذلك أنكم ليست لديكم معلومات دقيقة حول طبيعة الأسلحة التي ستزود بها واشنطن المعارضة، ولكن لنفترض أن هذه المعلومات توفرت، وبلا شك هي ستكون أسلحة فتاكة كما أعلن الرئيس أوباما مرارا.
هل تعتقدون بأن هذا سيغبر قواعد اللعبة عموما ولا يسمح بعقد مؤتمر جنيف؟ منذ البداية قلنا ولا نزال نؤكد بان تزويد الجماعات غير المشروعة بالسلاح امر مثير للقلق، ولاسيما أن بين الجماعات التي تقاتل في الاراضي السورية تنظيماتٍ ارهابية مثل جبهة النُصرة والقاعدة ومن لف لفها. إن تصدير السلاح في وضع منفلت خطوة غاية في الخطورة، ويهيئ تربة خصبة للمزيد من العمليات والنشاطات الارهابية في سوريا وخارجها. ولا ريب في أن ضخ الاسلحة للمعارضة لن يساعد على التسوية السياسية ووضع حد للحرب الاهلية والجلوس الى طاولة المفاوضات. أفهم من ذلك أنكم ستذهبون في 25 من هذا الشهر إلى جنيف للقاء؟ نعم نحن عازمون على مواصلة المشاورات مع الشركاء الاميركان ومع ممثلي الامم المتحدة؛ نائب الامين العام و المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي. ولا يوجد تغيير في جدول عملنا الا اذا صدر موقف جديد عقب قمة الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك اوباما على هامش اجتماع الثماني في إيرلندا الشمالية الاسبوع المقبل. هل يوجد جدول أعمال لهذا المؤتمر؟ نسمع من الجانب الرسمي السوري ومن بعض أطراف المعارضة السورية كثيرا أنهم لم يتلقوا جدولا لأعمال هذا المؤتمر. جرى تحديد هدف جنيف اثنان خلال زيارة الوزير الاميركي جون كيري الى موسكو مطلَعَ الشهر الماضي، وفي ختام مباحثاته مع الوزير سيرغي لافروف، تم التشديد على أن هدفَ المؤتمر هو التطبيقُ الكامل والحرفي لقرارا ت مجموعة العمل، التي التقت في جنيف في الثلاثينَ من حَـزِيرانَ يونيو من العام الماضي، والبيانِ الصادر عنها الذي نص على قرارات غيرِ قابلة للتاويل او الشك، وعلى راسها وقفُ المواجهة المسلحة، وكذلك العمليةُ الانتقالية وتشكيلُ جهاز تنفيذي يتمتع بصلاحياتٍ كاملة ويتولى التحضيرَ لانتخابات حرة ونزيهة في سوريا باشراف دولي بما فيها الانتخابات الرئاسية . وعند التحضير لجنيف اثنان اتفقنا على دعوة جميع الفرقاء السوريين واللاعبين الخارجيين. الدعوة يوجهها الامين العام للامم المتحدة، ولأن موعد المؤتمر لم يحدد بعد فمن السابق لاوانه توجيهُ الدعوات. نحن نسعى للتقريب بين الاطراف السورية والمساعدةِ في التوصل الى حل سياسي يضع حدا لنزيف الدم. وقلنا مرارا إن وضع شروط مسْبقة من اي طرف سيُحبط الجهود لعقد المؤتمر الذي يجب ان يخرج بصيغة توافقية بين الفرقاء المعنيين ويُطلق عمليةً سياسية تلبي مصالح الجميع. كانت المعارضة وخاصة الجيش السوري الحر يطرح أننا لن نذهب إلى مؤتمر جنيف إلا بعد أن يحصل توازن على الأرض بمعنى أن نتلقى الأسلحة من الأميركيين. هل تعتقدون بأن الخطوة الأمريكية تأتي في سياق دفع الجيش الحر والمعارضة؟ منطق كهذا غير مثمر بل مؤذٍ، لانه اذا جرى التعامل وَفقَ مبدا الغالب والمغلوب، فإنه من المستحيل الخروج من المأزق. الوقائع تتغير كل يوم بل ربما كل ساعة على الارض. والامر المحزن أنه كلما طال أمد الاقتتال الأهلي فقدت سورية المزيد من ابنائها على الجبهتين. منطق الغالب والمغلوب لا يُفضي الى نتيجة ولن يصل بالسوريين الى طاولة المفاوضات. أعلنتم في وقت سابق أن من يمثل القيادة السورية سيكون السيد وليد المعلم وزير الخارجية، هل لا يزال؟ اتفقنا مع الاميركان على عقد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "جنيف -2" بحضور وزراء الخارجية، وبما أن المعلم وزير خارجية الدولة السورية وهو سياسي ودبلوماسي معروف اقليميا ودوليا، فمن الطبيعي ان يكون حاضرا في مؤتمر جنيف، وحسب معلوماتنا، فإن القيادة السورية موافقة على هذا الترتيب. وهل سيكون هو الذي يفاوض نيابة عن القيادة السورية؟ هذا السؤال يوجه الى القيادة السورية اعتقد نعم . لماذا أسأل هذا السؤال؟ لأن المعارضة تقول إن السيد وليد المعلم شخص غير مؤثر في الحياة الداخلية السورية؟ مرة اخرى نواجه منطقا معْوَجَّا لن يؤدي الى نتيجة لانه في تلك الحال ستطرح دمشق سؤالا معاكسا: من سيمثل المعارضة؟ وهل سيملك ممثلو المعارضة نفوذا على الارض وتأثيرا في اتخاذ القرارات؟ وسندخل في دوامة لا فَكاكَ منها . لكل طرف الحق في تسمية ممثليه في مؤتمر جنيف وليس من الحَصافة أن يشترط على الاخر من ينتدب ممثلا عنه . المهم العملية السياسية وصدق النوايا . نفهم من ذلك أن الجانب الروسي مستعد للجلوس مع جميع أطراف المعارضة السورية باستثناء. بالطبع إن ممثلي منظمات ارهابية مثل جبهة النُصرة والقاعدة هم انفسُهم غيرُ مستعدين وغيرُ مؤهلين اصلا لحضور مؤتمر هدفه الاساس الوصولُ الى تسوية سياسية. لكن من يرغب بالحضور الى المؤتمر ضمن الاهداف المعلنة فاننا على استعداد لاجراء حوار معه. ونحن في الواقع العملي على اتصال منتظِـم مع مختلِف فصائلِ المعارضة السورية. ولكن حسب معلوماتنا المتواضعة أنكم ليست لديكم صلات مع الفصائل المسلحة. اننا ننطلق من مبدأ ان من يحمل السلاح عليه ان يطرح رؤية سياسية وان يُفهِم الاخرين لماذا يقاتل ولأي غاية . حينها سيكون الامر طبيعيا وسنتفاهم معه. نحن نسال ما هو الهدف الذي يضعه الجيش الحر نُصبَ عينيه؟ اذا كان الهدف اقامة نظام ديمقراطي بتعددية حزبية يضمن حقوق جميع فئات المجتمع وإثنياته واعراقه ويصون حقوق الرجال والنساء على اساس توافقي فاننا لا نجدُ ما يحول دون الحوار معه. اللواء سليم إدريس أعلن مرة أنه مستعد للذهاب إلى موسكو للقاء السيد لافروف. نعم نحن على استعداد للقائه ومناقشة كل القضايا وليس سرا أننا قبل بضعة أشهر استقبلنا في موسكو اللواء مُناف اطلاس وليست لدينا تحفظات علي اية شخصية تطرح رؤية سياسية. وشرطنا الاساسُ والوحيد هو الجِـدية والحرص على وَحدة وسلامة سوريا وشعبها. أفهم من ذلك أنكم لا تعترضون على مشاركة تحديدا اللواء سليم إدريس في مؤتمر جنيف. نحن لسنا بصدد الاعتراض، بل نقول للجميع اهلا وسهلا بكم في مؤتمر جنيف سواء في عِداد وفد موحد للمعارضة، او على اساس الجماعات بعدة وفود. وما يهمنا هو أن يعكِسَ التنفيذ في المؤتمر التنوع السوري من دونَ تجاهلِ احد. وكما تعرفون فإن المجتمع السوري متعدد الإثنيات والاعراق والديانات والمذاهب ولا ينبغي اغفال هذه الحقيقة. قبل أيام إحدى فصائل المعارضة السورية في الداخل، لا أريد أن أذكر اسمها ربما لا أتذكر بالضبط، لأن فصائل المعارضة كثيرة، أعتقد جبهة التغيير والبناء ربما، طرحت مشروعا مرحليا: إجراء انتخابات، إقامة حكومة مؤقتة يكون وزير الداخلية من المعارضة ووزير الدفاع ووزير الخارجية من النظام الحالي، يتنحى الرئيس بشار عن السلطة وتجري الانتخابات ببقاء طبعا مؤسسات الدولة وحزب "البعث" العربي الاشتراكي شريطة ألا يشارك الرئيس بشار في الانتخابات. منذ بداية الازمة في سورية طرح الكثير من المقترحات والبرامج لحلها سواء من داخل سورية او من قبل اللاعبين الخارجيين مثلَ المشروع الايراني او المِصري وغيرِهما، وفي كل هذه المشاريع كانت هناك عناصرُ مهمة. وبالمقابل كانت هناك خُططٌ ومشاريعُ من الجانب الحكومي السوري تتضمن مقترحاتٍ وحلولا مفيدة ومن بين الاطراف التي أدْلت دَلْوَها فصائلُ في المعارضة، من بينها التي تحدثتم عنها الان. ولهذا نحن نقول إنَّ في كل مشروع او خُطة توجد بعض العناصر التي قد تصلح اساسا للحوار الذي يُفضي الى حل بنَّاء، اما وضع شروط مسْبقة فانه يفسد الحوار ولا يغني ولن يؤديَ الى نتيجة . كل هذه الافكار والمقترحات يمكن ان تطرحَ في المفاوضات ويتم مناقشتها بين السوريين انفسهم. إذا جرى الحديث في نطاق توافق دولي أن الأسد لن يكون في سدة الحكم، موسكو ستوافق على ذلك؟ نحن نوافق على كل حل يُرضي السوريين والكلمةُ الفصْل هي التوافق بين ابناء سورية واعتقد ان اساسَ هذا التوافق يكمن في وثيقة جنيف التي حددت وبوضوح طبيعةَ المرحلة الانتقالية والتي يحق للسوريين وحدَهم مناقشة تفاصيلها واذا توصل السوريون الى وفاق فاننا لن نتأخر عن دعم خِيارهم . أنتم في روسيا والأميركان في واشنطن يفسرون هذه الوثيقة كل على هواه بمعنى أن الوثيقة لا تنص على مصير بشار الأسد. هذا ما اريد قولَه. في بيان جنيف الذي توافق عليه ممثلو ستَ عشْرةَ دولةً من وزراء الخارجية، وبمشاركة الوزيرين لافروف وكلينتون، التي كانت تتولى انذاك حقيبةَ وزارة الخارجية الامريكية، ووزراءِ خارجية البلدان دائمة العضوية في مجلس الامن، اضافة الى وزراء الخارجية العرب ووزير خارجية تركيا وممثلة الاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة. هذه الوثيقة التي صيغت على اساس التوافق والحلول الوسط تمنح السوريين امكانية التفاهم على التفاصيل وحين نسمع بعض الاعتراضات بان لدى الروس تفسيراتٍ ولدى الامريكان تفسيراتِهم لوثيقة جنيف، فاننا نقولها صرلحة ليست لدينا اية تاويلات خارج السياق، وإن الوثيقة واضحة الحروف والمعاني، وقد اقترحنا تثبيت مضمون ونص الوثيقة في مجلس الامن الدولي، وأن تشرعن بقرار من المجلس لقطع الطريق على كل التاويلات التي لا لزومَ لها ونحن كلاعبين خارجيين ليس من حقنا التدخل في كيفية تقريرِ السوريين مصيرَ بلادهم، ومن يحكمهم لان هذا امر يخص السوريين وحدَهم، اخذين بعين الاعتبار أن لكل فريق من الفرقاء السوريين تصورَه الخاص، ومهمةُ الاطراف الخارجية تنحصر في المساعدة على التوصل على حل توافقي وضمان التنفيذ. يعني حسب المعلومات المتوفرة ربما تكون هي في حدود الإشاعات وكأن الجانب الروسي أصر في الوثيقة ألا يتضمن البند المتعلق بالحكومة الانتقالية أية إشارة للرئيس بشار الأسد، وبالتالي، أصبحت القضية عائمة. نحن نرى أن مصيرَ القيادة السورية يقرره سكان سورية وليس مواطنو دولة اخرى . سورية بلد مستقل ويتمتع بالسيادة وعلى الجميع ان يحترموا سيادة واستقلال هذا البلد. ومن خلال العملية الديمقراطية يمكنهم اختيار الحاكم. كما تعلمون السيد الأخضر الإبراهيمي أصبح ربما شخصا غير مرغوب فيه لدى القيادة السورية بعد تصريحات اعتبرتها دمشق منحازة إلى المعارضة، والمعارضة حين تحدث السيد الإبراهيمي عن مصير الرئيس بشار، كما تتحدثون الآن أن هذا الأمر يخص الشعب السوري، أصبح أيضا غير مرغوب فيه لدى فصائل المعارضة. إذن أي دور سيقوم به هذا الوسيط؟ نحن وشركاؤنا الامريكان اكدنا تمسكنا بمهمة الاخضر الابراهيمي وأنه دبلوماسي محنك ومحايد يسعى لخير السوريين ولا يريد ان تتفككَ الدولة السورية وان تفقد سيادتها. الابراهيمي يعارض ايَ تدخل خارجي في الشؤون السورية ويدعو الى تنفيذ بنود بيان جنيف . ومنذ البداية كان يقول إنه لا حلَ في سورية غيرُ الحل السياسي ونحن نعول كثيرا على حكمة وقدرة الابراهيمي، ونعتقد أن مُهمتَه ضرورية ومطلوبة . راينا بالابراهيمي معروف لدى السلطات السورية ولدى معارضيها. بعد زيارتكم إلى لبنان ظهرت في بعض وسائل الإعلام الكثير من الروايات بودنا التحقق من مدى صحتها. الرواية الأولى تقول وكأنكم قلتم إلى عدد من المسؤولين اللبنانيين إننا مستعدون الآن لمناقشة مصير الرئيس بشار الأسد مع الولايات المتحدة. هذا امر عار من الصحة تماما وانا اعيد امامكم مرة اخرى ما قلته قبل قليل: مصير الرئيس السوري بشار الاسد ليس موضع نقاش بيننا وبين اي طرف لانه موضوع سوري بحت. والرواية الثانية أنكم أعطيتم الضوء الأخضر للسيد حسن نصر الله في أن يشارك "حزب الله" في المعارك داخل سورية. وهذا عارٍ عن الصحة ايضا. حين كان الرئيس ميشيل سليمان في موسكو مطلَعَ هذا العام شرح للقيادة الروسية مضمون اتفاق بعبدا الذي توافقت عليها جميع القُوى اللبنانية دون استثناء و يؤكد على سياسة الناي بالنفس فيما يتعلق بالشان السوري وقد ايدنا هذا الموقف . حقا إن تدفق اللاجئين من سورية الى لبنان والى بلدان الجوار الاخرى كان موضع اهتمامنا مع ممثلي هذه البلدان، وقد ساهمنا بقسط في مساعدة اللاجئين ولا نعتزم التوقف عن ذلك. واكدنا مرارا عدمَ جواز استخدام الاراضي اللبنانية جسرا لعبور السلاح او المسلحين نحو سورية وقد عبرنا اثناء اللقاءات مع ممثلي مختلف القوُى اللبنانية عن القلق من التعامل وَفق معاييرَ مزدوَجة مع تدفق السلاح والمسلحين الى سورية. ونبهنا الى خطورة الوضع لكن للاسف فان الاحداث تطورت بشكل مغاير ونسمع من ممثلي مختلف القُوى التي لها امتدادات في سورية بانها تقوم بهذا العمل او ذاك ردا على ما يقوم به فريق لبناني اخر واقد ابلغنا حزب الله بان تدخل الحزب في سورية جاء ردا على تدخل اطراف لبنانية اخرى في الشأن السوري. وعلى ذكر حزب الله وإيران، يلاحظ أنكم تصرون على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سورية، ولكن ليس لديكم نفس الإصرار على مشاركة تركيا، مشاركة السعودية، قطر مثلا. هذا ليس صحيحا نحن نصر منذ البداية على مشاركة جميع اللاعبين الخارجيين ومن بينهم قطر والعراق والكويت والمملكة العربية السُعودية وتركيا. وإضافة إلى ذلك، فان المقترح الروسي بعقد مؤتمر دولي حول سورية في صيغته الاولى كان يتضمن دعوة القوى الاقليمية المؤثرة، لانها لاعب من المستحيل تجاهلُ دوره. وحين عقد مؤتمر جنيف واحد أعربنا عن الاسف لغياب ممثلي ايرانَ والسُعودية، وحينها قلنا إنه لا يجوز العمل وَفق مبدأ المبادلة، اذا غابت ايران فيجب ان لا تُدعى السُعودية والعكس بالعكس. نحن نريد مشاركة فعالة لجميع الاطراف الخارجية المعنية. وهذه المرة ينبغي ان تحضر قطر لانها تتراس الدورة الحالية للقمة العربية وقبلها كان العراق . ولا يجوز ان تغيب مِصر كما لا تغيب كل دول الجوار السوري وتركيا جار ولاعب مهم في المنطقة وبغض النظر عن مواقف الاطراف الاقليمية فاننا نامل ان تلعب جميع هذه الاطراف دورا ايجابيا في التسوية السياسية، اما فيما يتعلق بالموقف الروسي فاننا لسنا مع المعارضة ضد النظام ولا نحابي النظام على حساب المعارضة. اما ايران فان من يقول إنها جزءٌ من المشكلة فهو لا يجيب على السؤال التالي: اذا كنتم تعتقدون هكذا فلماذا اذا لا تدعوها الى المشاركة لكي يتم حلُ هذا الاشكال معها مباشرة. واذا توافقت ايران معنا على دفع السوريين الى طاولة المفاوضات وان يتوافق السوريون على الحل وان تضمن الاطراف الاقليمية والدولية تنفيذَ ما يتوافق عليه السوريون فاننا نرحب بالدور الايراني كباقي الادوار . استطراداً لما يتعلق بإيران، نفهم من ذلك أن إيران يجب أن تحضر مؤتمر جنيف. نعم نعتقد ان مشاركة ايران مهمة ونامل ان تتم. وإذا رفض الأميركان ذلك. نتطلع لان يتفهم الامريكان حقيقة ان المشاركة الايرانية ضرورية والتعامل الامريكي مع ايران يحمل ابعاد ايدولوجية اكثرَ من كونها عمليةً. وما نهدُف اليه من مشاركة ايران هو ايجاد حل للازمة السورية، ونعتقد ان طهران يمكن ان تساهم في هذا الطريق فالدور الايراني مطلوب والغياب عن مؤتمر جنيف لايخدم اهداف المؤتمر وقد قلنا للامريكيين إنكم تُجرون اتصالاتٍ منتظمة مع الايرانيين بخاصةٍ فيما يتعلق بالشان العراقي، بل اكثرُ مما نقوم به من اتصالات مع ايران كما أن الفرنسيين يتشاورون مع الايرانيين ولا توجد موانعُ بينهم وبين طهران لماذا اذا ترفضون مشاركة طهران في مؤتمر جنيف اثنان؟ أكثر من مرة السيد لافروف قال إن لدينا مخاوف حين ستنتهي الولايات المتحدة من الملف السوري، ستتحول لإيران وكأنه موسكو لديها تصورات أو معلومات بأن الضربة القادمة ستكون على إيران. لا اريد المبالغة في مثل هذه الاحتمالات لانها افتراضية. يعني حسب معلوماتكم الولايات المتحدة لن تضرب لن تقوم بعمل عسكري ضد إيران؟ في العام الماضي شاركت في منتدى رودوس للحوار بين الحضارات حيث يوفر هذا المحفل فرصة للحوار السياسي المفتوح غير الرسمي لان المتداخلين في حلَقاته الحوارية يمثلون المنظماتِ الاجتماعية والعلمية ومراكزَ الابحاث وغيرها. شارك في هذا المنتدى استاذ امريكي معروف بخبرته وحكمته، وقال حين اسمع أن كل الخِيارات مفتوحة فيما يتعلق بايران اتعجب. ذلك لانه فيما يتعلق بالعلاقات الدولية يوجد خِيار واحد هو تطبيق مبادئ ميثاق الامم المتحدة الذي يشمل كل شيء بما في ذلك العقوبات واستخدام القوة والاجراءات الرادعة الى اخره واذا جرى احترام القانون الدولي فلا حاجة بعد الى الخِيارات المفتوحة. كما تعلمون الولايات المتحدة لا تحترم حتى ميثاق الأمم المتحدة، احتلت العراق حتى بدون قرارا مجلس الأمن وما قامت به في بلدان أخرى معروف جدا. نعم هذا امر محزن واذا نظرنا الى ما جرى للعراق فانا اعتقد أن الكثيرين من الامريكيين والاوربيين ياسفون على الخديعة التي جرت وتلويح كولن باول بقنينة زجاجية صغيرة على أنها اسلحة جُرثومية قال إنها كافيةٌ لتدمير العالم وإن صدام حسين يمتلك مثلها تبدو ذكرى مآساوية. هل تعتقدون أن الدرس العراقي لن يسمح للإدارة الأمريكية أن تعربد ثانية في سورية؟ نحن نامل بعد الانسحاب من العراق واستعدادهم للانسحاب من افغانستان بأنهم باتوا اكثر حرصا على اموال دافعي الضرائب وحياة الجنود الامريكيين . وواضح أن الاوهام بزرع انظمة ديمقراطية عن طريق الدبابات او الحديث عن الاقليات والاغلبيات في الحكم افضت الى كوارث. السيد ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، شكرا جزيلا لكم على هذه الإيضاحات.