بوم الخراب ينعق فوق دور السينما السورية ... فمن المسؤول ..؟!
خدمات سيئة، مقاعد مكسرة وجدران متسخة، وأفلام تتراوح بين القديمة والقديمة جدا
ملخص بسيط للمشهد الذي ستراه أمامك إن اتخذت قرارا شجاعا للابتعاد عن شاشة التلفاز أو المحمول ودفع ثمن تذكرة لحضور فيلم سينمائي في إحدى صالات السينما السورية التي لا تزال صامدة حتى اليوم بفعل قوة خفية واحدة تتمثل في القرار الصادر عام 1982 والذي يجعل رخصة السينما رخصة مدى الحياة، لا يحق لصاحبها ان يقوم بتغييرها تحت أي ظرف من الظروف، وإن تجرأ وفعل ذلك تتم مصادرتها من قبل الدولة بدافع "حماية الفن السابع!!".
هذه الحماية –بحسب جورج فرح صاحب سينما الزهراء- تحمل أصحاب تلك الصالات عبئا لا طاقة لهم على تحمله "فكيف يمكن أن يجبر المواطن العامل بملكه الخاص على العمل بمهنة خاسرة، لا يغطي دخلها فواتير الماء والكهرباء ورواتب الموظفين"
ويضيف فرح "أن محاولة تجديد السينما وإعادة صيانتها هي مغامرة خطيرة غير مضمونة النتائج فقد تكون مغامرة ناجحة كما هو الحال بالنسبة لتجربة نادر الأتاسي في سينما سيتي الذي قام بتحديثها ورغم نجاحه في ذلك فإن ربحه من السينما أقل بكثير مما أنفقه على تجديدها، أو أن تكون مغامرة فاشلة كليا كتلك التي قام بها صاحب سينما حلب، الذي أنفق من أجل صيانتها وتجديدها حوالي 50 مليون ليرة سورية وكانت النتيجة خلال فترة قصيرة هي الخسارة والإفلاس"
كثيرة هي الأسباب التي ساهمت في خراب السينما وفي وصولها إلى وضعها الحالي، وأهمها حسب رأي المختصين القرارات الصادرة بهذا الشأن إضافة إلى أسباب أخرى وحول هذا يوضح أسامة سويد "أن تراجع صالات السينما ووصولها إلى ماهي عليه سببه بالدرجة الأولى وجود قرار منع استيراد الأفلام وحصر استيرادها بالمؤسسة العامة للسينما، إضافة إلى العوامل الأخرى الناتجة عن تطور التكنولوجيا التي مكنت المشاهد من متابعة الأفلام السينمائية بسعر زهيد جداً دون الحاجة للذهاب إلى صالات السينما لمشاهدته سواء عن طريق أفلام الفيديو أو عن طريق القنوات الفضائية المخصصة لعرض أفلام السينما، إضافة إلى عمليات القرصنة التي تقوم بسرقة أحدث الأفلام عبر الانترنت وبيعها في الأسواق بسعر زهيد دون وجود أي قرار يمنعها من ذلك
وبالمقابل اذا أردنا النظر إلى النصف المملوء من الكأس سنجد حالات استثنائية من صالات السينما التي نجحت لاسباب قد لايمكن أن تتوافر لدى بعض الصالات كما هو الحال بالنسبة لتجربة المنتج السوري نادر الأتاسي فهو بعيداً عن الخوف من الفشل والخسارة، وبرغبته الكبيرة لإعادة رفع مستوى السينما في سورية، وإعادة الطقس الاجتماعي الذي بدأ أبناء مجتمعنا السوري بنسيانه ، فحال صالات هذه السينما مختلف تماما عن باقي الصالات سواء من الشكل والنظافة أو بالنسبة للمعدات المتطورة والمتقدمة
ولذلك لاقت سينما سيتي نجاحا كبيراً وأخد عدد زوارها بالازدياد يوما بعد يوم كما أوضح شادي دبور مدير السينما الذي عبر عن سعادته بنجاح هذا المشروع، و رغم الصعوبة الكبيرة التي واجهتهم بداية إلا أنهم تمكنوا من الوصول إلى المستوى المطلوب الذي أعاد المستوى الصحيح للسينما السورية، سيما وأن الأفلام المعروضة تواكب تلك التي تتصدر شبابيك التذاكر في صالات السينما العالمية حتى أن بعض أفلامها تعرض قبل عرضها بصالات الولايات المتحدة الأمريكية بيوم أو يومين
شام نيوز- رهام محمد