بيدرسون يطالب الجهات الدولية الفاعلة في سورية بلعب دورٍ وتقديم تنازلات لحل أزمتها

أعرب الأممي إلى سورية غير بيدرسون عن القلق إزاء مسار الأحداث في سورية وعدم إحراز أي تقدم، وذلك خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي.
وأشار بيدرسون خلال إفادته حول الوضع في سورية إلى أنه بعد 13 عاماً من الصراع، فإن الواقع المأساوي هو أن التطورات كلها تسير في الاتجاه الخاطئ بما في ذلك المجالات الأمنية والإنسانية والاقتصادية والسياسية وحقوق الإنسان.
أكد بيدرسون أنه لا يوجد طريق عسكري لإيجاد حلول للتحديات "التي لا تعد ولا تحصى، ولن يتمكن من تحقيق هذه الغاية سوى الحل السياسي الشامل".
ودعا المبعوث الأممي إلى البناء على ترتيبات وقف إطلاق النار الحالية، والسعي إلى مثلها على الصعيد الوطني بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وقال بيدرسون إن: "السوريين ينقسمون عبر مناطق السيطرة حيث تنشط ستة جيوش أجنبية علاوة على عدد كبير من الجهات المسلحة، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن".
وأضاف أنه "كلما طال أمد هذا الوضع الراهن، كلما أخشى أن تنجرف المناطق المختلفة إلى مزيد من التباعد، مما يؤدي إلى تعميق التحديات التي تواجه استعادة سيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها".
وأشار بيدرسون إلى أن "المستقبل السياسي لسورية يقرره السوريون، لكن الخروج من الأزمة يحتاج أيضاً إلى مساهمات الجهات الدولية الفاعلة التي تلعب دوراً كبيراً اليوم، وتنازلات من جميع اللاعبين السوريين والدوليين".
وأضاف "كلما سارع جميع اللاعبين إلى قبول ذلك، وأصبحوا مستعدين للجلوس إلى الطاولة، كان ذلك أفضل للشعب السوري المتعب الذي طالت معاناته، وكلما اقتربنا من تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254".
بدورها، قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا إنه: "بعد مرور 13 عاماً على الصراع في سورية تتزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، ولا يزال أكثر من 7 ملايين شخص نازحين من منازلهم، ويحتاج أكثر من نصف السكان أو قرابة 13 مليون شخص، إلى المساعدات الغذائية".
وأشارت مسوريا إلى ازيداد عدد السوريين الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية أكثر من أي وقت مضى خلال الأزمة، لكن رغم ذلك تراجع تمويل النداء الإنساني لسورية عام 2023 إلى مستوى قياسي منخفض.
وذكرت أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى خفض مساعداته الغذائية الطارئة ليُقدمها إلى مليون شخص فقط شهرياً بدلا من 3 ملايين، وأن البرنامج لا يستطيع الآن سوى الوصول إلى ثلث الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وتطرقت مسويا كذلك إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة في سورية، فضلاً عن تخفيض الخدمات الصحية الحيوية وارتفاع أسعار الأدوية بنسبة 200% في غضون عامين.
وختمت إحاطتها بالقول: "مجدداً، ندعو إلى التزام متجدد وحقيقي بحل سياسي لإنهاء الصراع، على أمل أن ينعم الشعب السوري في العام المقبل بشهر رمضان يعمه السلام".