بين الحب و الحالة و الحلم

بين الحب و الحالة و الحلم
ساهرة صالح. شام نيوز
قبل أن أبدأ بكتابة ما داهمني من أفكار مؤخراً , لا بدَّ أن أقدّم اعتذار حقيقيّ لكلّ عاشق جهبذ , سينصّب نفسه فارساً محارباً و مدافعاً عن حقوق الحبّ و معانيه السامية على وجه الأرض...
ورغم أنني لا أتوقع أن يقبل اعتذاري , إلاّ أنّها الأفكار يا صديقي ليس عليها سلطان , هي كالنار في الهشيم , وقودها أنا و أنت وما يجري بيننا من أحداث..
إنه الحب ...هذه الحالة الغريبة التي طالما أصابتنا في المقتل , و كأنّه أقرب للحلم منه إلى الحقيقة
ولطالما آمّنا به إيماناً خالصاً من كلّ الشوائب, و دعمناه بالفكر والكتب و القصائد وحتّى الحروب
يقيناّ منّا أنّ هذه المرة هي الأصدق و هي الأجمل....
ولكن لحظة... هل قلت هذه المرة ؟
هل يعني هذا أن هناك ... مرات ؟
بالطبع هناك مرات .. فمن منّا لم يذق طعم الحب أكثر من مرة ؟
ولكي نكون منصفين في هذا الحديث , وجب أن نخصص للحب مقياس كمقياس ريختر للزلازل. و هكذا يمكنك أن تقول على سبيل المثال:
في سنة كذا أصبت بحالة حب تقدر على مقياس ريختر ب 2,3 درجة , أي أنّها كانت خفيفة و لم تكن مدمرة ...
ولا بدّ عندها لمن حولك من أن يضحكوا و تضحك معهم , متمنين لك أن تصاب بحالة حب تقدر على مقياس ريختر ب 7,8 درجة ,أي أنها لا تُبقي ولا تذر .
هكذا وعودة على ذي بدء, نجد أنّ كلمة (مرة) مرتبطة بظرف زمان و مكان , و كلمة حب ارتبطت بكلمة (مرة ) , أي أن الحب نفسه يرتبط بظرف زمان و مكان ...
واستناداً إلى ما جاء , وبما أن الأماكن و الأزمنة تتغير و الظروف تنتفي فكان لا بدّ إذاً لهذا الحب من أن يتغير و ينتفي أيضاً معهم , لنجد أنفسنا وحيدين من جديد , وفي حالة بحث عن حبٍّ جديد ....
إنها الحياة إذاً, تستمر و تستمر, و تتغير الظروف , و تتقلب القلوب ,و تكبر العقول و تصغر ,ومع كل هذا نجد دائما التبرير اللازم لخروجنا في كلّ مرّة كالشعرة من العجين ...
ياللهول ... ربما من الأفضل أن أمحو كل ما كتبت , و أتذكر جيداً مقولة " إن لكلّ قاعدة استثناء " , لأننا إذا أردنا أن نستمر في هذه الحياة , وجب أن يعتبر كلّ منا نفسه " ذلك الاستثناء" فإذا مرّ يوما ما السيد فالانتاين واحتفل بالعاشقين و لم تكن أنت حاضر , لا تغضب , و تذكر فقط أنه عندما ستقع في الحب المرة القادمة , لن يكون هو حاضراً "أي السيد فلانتاين" و ستحتفل أنت من جديد , وبشكل استثنائي