بين السرقة والبيع.. رصيف الموبايلات بلا رقيب أو حسيب

علي خزنه - شام إف إم
على الرصيف المجاور لجسر فيكتوريا مقابل برج دمشق "برج الموبايلات" تنتشر بسطات لبيع الموبايلات مجهولة المصدر والمسروقة بلا رقيب ولاحسيب، حيث لا تقتصر البسطات في العاصمة السورية على بيع الألبسة والأحذية والعصرونية، بل باتت تباع عليها الموبايلات.
فما أن تصل إلى هذا الرصيف حتى يبدأ الباعة بالمناداة "بدك موبايل يا أستاذ، مكفول ما تاكل هم، بدل موبايلك بواحد تاني"، لتشاهد كافة الأنواع على بسطات صغيرة عبارة عن "كرتونة" أو صندوق زجاجي، ومعظم الزبائن من الباحثين عن أرخص الأسعار.
كيف يتم البيع؟
اقتربنا متسائلين عن أحد أنواع الأجهزة وكفالته من السرقة، أجاب البائع أن الموبايل يتم بيعه بموجب صورة "هوية" من قام ببيع الموبايل للبسطة، لنضمن ألّا يكون الموبايل مسروقاً، وبدورنا نبيعه لمن يرغب.
يروي أحد البائعين في محل يقابل البسطات لـ"شام إف إم" أن كل الموبايلات الموجودة على هذه البسطات مجهولة المصدر ومسروقة بالتأكيد، ويتم شراؤها بأقل قيمة مالية وبيعها بربح جيد بعد أن يتم إجراء كسر "آيمي" الجهاز، وبالتالي لايمكن العثور على الموبايل في حال كان مسروقاً إلا إذا قام الشاري بعملية "سوفت وير" ويعود الهاتف إلى "الآيمي" الأساسي.
صادف وجودنا على رصيف الموبايلات شخص عثر على هاتفه الجوال يباع أمامه على البسطات، ولكن لم يعده البائع إليه كونه قام بشرائه من شخص آخر بصورة هوية وتبين أنها مزورة.
يروي حسن لـ"شام إف إم" عن تعرضه للنشل ضمن أحد حافلات النقل الداخلي، حيث تعرض العام الفائت لنشل الموبايل بحافلة نقل داخلي في شارع الثورة وبعد اكتشافه السرقة قام بالاتصال عدة مرات، حتى أصبح الموبايل خارج التغطية، ومنذ ذلك الوقت يتجول حسن بين الحين والآخر عله يجد هاتفه على أحد البسطات.
بدوره هيثم -شخص اشترى هاتفاً جوالاً من أحد البسطات- تحدث لـ"شام إف إم" أنه وقع في مشكلة قضائية جراء شرائه الهاتف ليكتشف في وقت لاحق أنه مسروق وقام صاحبه الأساسي بالإبلاغ عن سرقته واستدعته بالشرطة كونه استخدم الموبايل المسروق.
أسعار رخيصة وتعاون بين المحال والبسطات
خلال جولتنا في رصيف الموبايلات لرصد الأسعار، يبدأ سعر الموبايل على هذه البسطات من 300 ألف ويصل إلى مليوني ليرة، وذلك بحسب نوعه ونظافته والإكسسوارات المرفقة معه.
يقول أحد العاملين في مجال بيع وشراء الموبايلات لـشام إف إم أنه من المؤكد وجود علاقة تجارية بين أصحاب البسطات والمحال التي تبيع الموبايلات، لأنه لو لم يكن هناك تعاون فيما بينهم لتضررت المحال من وجود البسطات أمامها.
بسطات الموبايلات ضمن حملات المحافظة
قالت مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق المهندسة ريما جورية لـ"شام إف إم" إنه تتم إزالة البسطات بشكل يومي، وبلغ عدد الضبوط المنظمة منذ بداية العام الجاري ألفي ضبط إشغال أملاك عامة وتتم مصادرتها.
ولفتت جورية إلى أن حملات إزالة البسطات تشمل أيضاً الأرصفة جانب جسر فكتوريا، ولكن أصبحت العملية "كر و فر"، فما أن تنتهي الحملة حتى تعود البسطات إلى ما كانت عليه.