بين كرامة مبارك الشخصية وكرامة المصريين!!

تيسير أحمد- شام نيوز

يحلو لبعض المدافعين عن الرئيس المصري حسني مبارك الحديث عن كرامة الرئيس التي لا يجوز المساس بها كونه خدم مصر في منصبة أكثر من ثلاثين عاماً وكان المسألة تحسب بعدد السنوات أو ما يسمى القدم العسكري، وليس بالمنجزات التي يحققها القادة لشعوبهم مهما قصرت مدد حكمهم أو طالت.
لم يخبرنا أحد من هؤلاء المدافعين عن كرامة مبارك عن منجز واحد حققه لمصر خلال السنوات الثلاثين من حكمه، ولكنهم يصرون على ضرورة تأمين خروج يحفظ ماء وجه الرئيس بأن يكمل ولايته، دون اي ضمانة بأن مطالب ثورة الشعب العربي في مصر سوف لن يلتف أحد عليها أو أن ينتقم في وقت لاحق من الشباب الثائر على كرامة بلده.

والغريب الغريب أن دبابات حرس مبارك الخاص وبعد أن صدر قرار بحل وزارة الداخلية المصرية توجهت هذه الدبابات فوراً إلى السفارتين البريطانية والأميركية لتأمينهما بينما كانت نذر الحريق والنهب تحاصر المتحف المصري، لولاهبة شباب مصر الذي أنقذوه بأظافرهم ولحمهم. فعن اي كرامة يتحدث المتحدثون.
 
وإذا أمعنا النظر حقاً في السنوات الثلاثين الماضية من حكم مبارك سوف نرى أنها سنوات فرطت بكرامة المصريين بشكل منهجي ومنظم بحيث يصعب على المرء اعتبار ما جرى مجرد صدفة.. ولنلق نظرة سريعة على بعض محطات انتهاك كرامة المصريين القومية التي وقعت في ظلال حكم مبارك خلال السنوات الثلاثين الماضية:
 
1- التفريط في سيادة مصر على كامل تراب سيناء: وأوضح دليل على ذلك أن المواطنين المصريين لا يستطيعون الدخول إلى سيناء إلا بعد الحصول على موافقات خاصة تشبه الحصول على فيزا لدولة أخرى في حين أن دخول الاسرائيليين إلى سيناء يتم تماماً مثل دخولهم إلى أي منطقة في فلسطين المحتلة بدون أي أوراق أو فيزا او حتى المرور عبر حواجز مصرية.
 
 2- التفريط فى حقوق الاسرى المصريين : وهذا الملف الذي كشفته الصحافة العالمية قبل الصحافة المصرية بقي جرحاً غائراً في قلوب المصريين فقد تمت تصفية المئات منهم على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي عام 1973 بدم بارد ودون أن يكلف مبارك ونظامه نفسه عناء السؤال أو مجرد الاحتجاج اللفظي لدى دولة العدو.
 
3- بيع الغاز المصري لاسرائيل:غني التعريف فضيحة  بيع الغاز المصرى لاسرائيل بأبخس الأسعار ويذكر للاستاذ عادل حمودة انه من اوائل الصحفيين الذين كشفوا هذه القضية  و كان مقال الاستاذ عادل حمودة هو المفجر الاول للقضية وهذا جزء من هذا المقال أو بالأحرى ختام المقال كما جاء بقلم عادل حمودة :-
"ويختتم الاستاذ عادل حمودة حديثة عن هذه الصفقة بقولة : "الأمن القومي المصري.. وبعد... هذه الدعوى القضائية، وغيرها من ردود الفعل الشعبية مهمة ولاشك، ولكن الأكثر أهمية هو أن يدرك النظام الحاكم في مصر أن استمرار العمل بمثل هذه الاتفاقية رغماً عن الإرادة الشعبية وفي مقدمتها البرلمان والأحزاب وقوى ومنظمات المجتمع المدني، سوف يضر ضرراً بالغاً بالأمن القومي المصري، بل وبأمن النظام الحاكم ذاته، ولن يستفيد من مثل هذه الاتفاقيات، سوى العدو، الذي بمنحه (الغاز) و(الكويز) والتبادل التجاري والسياحي، نقدم له دماء جديدة لحياة رغدة مريحة في الوقت الذي يموت فيه أهلنا في غزة من الحصار والجوع وغياب الوقود والكهرباء الذي يتحكم فيها العدو، بل إن هذا الجوع والغلاء بدأ يطال أهل مصر، الذين هم أولى بغازهم وبنفطهم من الإسرائيليين مغتصبي حقوق الفلسطينيين، وتلك أبسط قواعد حماية الاستقرار والأمن القومي المصري.
والله أعلم،،،،".
 
4- ملف التجسس على مصر والعفو عن منتهكى الكرامة المصرية: من يبحث في تاريخ عمليات التجسس الإسرائيلي في مصر تذهله الأرقام والحقائق في هذا المجال، فقد كشفت المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام المصرية عبر السنوات الماضية إلى ضبط (52) شبكة تجسس إسرائيلية في مصر خلال السنوات العشر الماضية،( 9 ) منها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والغريب في الأمر أن (52%) من الجواسيس الإسرائيليين الذين تم ضبطتهم هم مصريون جندتهم المخابرات الإسرائيلية، هذا ناهيك عن عمليات تهريب المخدرات وتزوير العملة التي تورط في قسم كبير منها إسرائيليون. 


 أ- ثورة الجاسوس العاري فارس صبحي مصراتي :

 هل تتذكرون فارس مصراتى .. اليكم هذا التقرير الذى نشرته العديد من الجرائد المصرية والعربية اثناء تغطية ملف قضية الجاسوس "مصراتى" :
 
"و في أول ظهور علني للجاسوس فارس صبحي مصراتي وابنته فائقة بعد انتهاء التحقيق وبحضور بعض المحامين والصحفيين وقليل من الذين حصلوا على تصاريح خاصة من وزارة الداخلية لحضور هذه الجلسة ، وقد خصصت هذه الجلسة لعرض المتهمين على الجمهور والصحافة وأيضاً لاستصدار أمر استمرار حبسهم على ذمة التحقيق لمدة 45 يوماً حتى تبدأ محاكمتهم في ذلك الوقت" .

 وكانت جلسة المحكمة ، التي عقدت في إحدى الدور القضائية ، شرق القاهرة ، وسط إجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل ، شهدت وقائع مثيرة ، بدأت فور دخول الجاسوس مصراتي وسط عدد كبير من أفراد الأمن المصريين إلى قاعة المحكمة ، فبعد أن تم فك القيود عن يديه ، ليمثل أمام المحكمة ، انتابته حالة من الهياج الشديد ، ثم قام بخلع ملابسه تماماً . وهو يردد باللغة العربية سيلا من العبارات والشتائم البذيئة في حق أفراد الأمن المصريين ، ومصر نفسها ، قام الجاسوس بالاعتداء بالضرب على الضابط المصري ، الذي لم يكن يتوقع ما حصل ، فأصيب بنزيف نقل على أثره إلى أحد المستشفيات القريبة للعلاج .
 وقد قيل وقتها أيضاً أن ( فارس المصراتي ) قد تحدى رئيس المحكمة أثناء الحكم عليه وقال له إنه سوف يذهب إلى بيته خلال أيام بل وقام بالتبول داخل قفص الإتهام في غرفة المحكمة !!! مستهزئاً بكل قضاة ومحاكم المحروسة ولم يستطيع أحد من ضباط المحكمة أن يفعل له شيئاً.. وقررت النيابة تقديمه إلى محاكمة عاجلة مثل أمامها بالفعل يوم الخميس في حينه بهذه التهم الأخيرة .
وقد حولت القضية الجنحية التي ارتكبها فارس مصراتي لتعديه وضربه رجال الأمن إلى محكمة خاصة حيث تم الحكم عليه بالسجن (3) سنوات فقط لجهة تعديه على رجال الأمن ومتابعة محاكمته عن أعمال التجسس . وقيل يومها أيضاً أن ( فائقة المصراتي ) كانت مريضة بمرض الإيدز وكانت تنشره بين الشباب المصري عن طريق بعض الفتيات الإسرائيليات اللاتي يعملن معها ولحساب الموساد أيضاً !!! ومع ذلك تم الإفراج عنها !!!.
والغريب أن مصراتي لم يكمل فى سجنه غير شهور قليلة وتم نقلة الى اسرائيل عبر طائرة خاصة فى ظروف غامضة وبإشراف الادارة المصرية ؟!!!
 
ب - عزام عزام والافراج عن 31 جاسوس
 
عقب إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي »عزام عزام« في عام ،1996 وما صاحبه من حملات صحفية شنتها الصحف الإسرائيلية علي مصر.. جاء إلي القاهرة الرئيس الإسرائيلي »عزرا فايتسمان« وبصحبته عدد من الصحفيين الإسرائيليين لإجراء حوار مع الرئيس مبارك، أذاعه التليفزيونين الإسرائيلي والمصري في وقت واحد عام 1997..
 وأثناء الحوار سأل أحد الصحفيين الإسرائيليين الرئيس مبارك قائلاً: ومتي سيتم الإفراج عن »عزام«؟!..
 
وكان رد الرئيس مبارك يحمل مفاجآت مهمة حول تبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب.
 
قال الرئيس مبارك للصحفي الإسرائيلي: »لماذا كل هذه الضجة التي تثيرونها في إسرائيل على جاسوس تم إلقاء القبض عليه، ويحاكم الآن أمام القضاء المصري.. والقضاء سيقول كلمته، ولا يملك أحد التأثير عليه«.. إلا أن المفاجأة التي فجرها الرئيس مبارك جاءت في كلماته التالية.. قال الرئيس وهو يواصل رده علي الصحفي الإسرائيلي: »إن السلطات المصرية أفرجت عن 31 إسرائيلياً من السجون المصرية خلال الفترة الأخيرة«!.
وبالطبع كانت المفاجأة الأكبر هى خروج عزام من السجن بعد قضاء نصف المدة وذلك بعفو رئاسي مصري؟!!
 
 5- التفريط بدماء  المصريين ضحايا طائرة البيونج " الرحلة 990 "

  تفاصيل القضية كاملة وبشهادة المتخصصين والفنيين ومن عاصر الحدث كلها توضح بما لايدع مجالاً للشك بأن النظام الحاكم فى مصر قد فرط بدماء أبنائه بل تآمر مع الحكومة الأمريكية من أجل أخفاء حقيقة ماحدث.