"بين مندس.. موتور.. وشاهد عيان.." مصطلحات تفرزها الأزمة في سوريا!!

الأزمة الأخيرة في سوريا فرزت مجموعة من الآراء والمواقف.. وربما كان هناك خلاف في الرأي.. ومن المؤكد التباس في التعامل مع الوضع.. ليس فقط من قبل الأفراد بل من قبل وسائل الإعلام المحلية والعربية...
لكن الجديد الذي ظهر على الساحة كان المصطلحات التي بدأ يتداولها السوريون والتي أخذت تستخدم في الحياة اليومية للتعبير عن معانٍ أخرى أو صفات معينة.. لتتربع كلمات مثل "مندس.. موتور... شاهد عيان.. سلمية.. سلفية.." وغيرها من الكلمات على عرش الألفاظ المتداولة....
فاليوم ان يقول لك شخص أنك "مندس" أي أنك تخالفه بالرأي.. أو أنك تقوم بعمل لا يتوافق مع الجماعة أيا كان.. أي بمجرد الاختلاف على الفريق المفضل الذي يتم تشجيعه.. وفيما إذا بدرت بعض دلالات العصبية فأنت "موتور"، نسبة إلى بيان وزارة الداخلية الذي استخدم هذه الكلمة، مع ان المعنى الصحيح للكلمة بالعربية هي "من يلعب على وتر الطائفية".. لكن الشارع السوري قرر استخدامها بغير معناها لتعبر عن توتر وتصاعد موقف بأي شيء في الحياة وحتى بعيداً عن السياسة..
عندما تبدأ بالكذب فأنت "شاهد عيان" وفي حال أخرى يطلق عليك "عبد الله أبا زيد.. أو أيمن الأسود" نسبة لشهود العيان على قناة الجزيرة.. في حين عندما تريد ان تتغاضى عن أمر ما يتم الاستعانة بـ"حبيب السوريين" القرضاوي ليظهر مصطلح "ومالو؟!!" نسبة إلى خطبته التي أفتى فيها بعدم أهمية موت عدد من الناس في سوريا في سبيل إحداث الانقلاب!!؟ أما في حال كنت تقترف خطأ وتعرف تقول "ربي يسر".. نسبة لاعترفات شاهد عيان على الفضائية السورية الذي اعترف بأنه كان يذبح المدنيين قائلاً: "ذبحناهم وربي يسر!!؟"...
ولن ننسى تشبيه احدهم بـ"القنوات المغرضة".. في حال كان يقول شيء يشك بأنه ليس صحيح.. أو وصف ما يقول بـ"التضليل الإعلامي"... ليتطور التشبيه أكثر ويقول احدهم: "كأنك صاير بتشبه الجزيرة؟؟!".. أي أنت تهول الأمور وتكذب.. وكلمة الجزيرة قد تبدل بـ"بندر.. أو معارضة" أو غيرها من الألفاظ التي فرزتها المرحلة وفرضها الإعلام بجميع توجهاته...
كما أن السوريين لم يوفروا النداءات والبيانات التي تصدر على الانترنت ليصنفوا ما يحصل.. ولتكون طلب المساعدة من أحدهم كـ"نداء الحليب".. أو "بيان الفنانين"..
فيما تصدر استبدال كلمة قانون "أبو طارق" بدلاً من قانون "الطوارئ" قائمة المصطلحات.. واحتل قانون التظاهر مع سيناريوهات عدة لشكل المظاهرات التي يريدون الترخيص لها حول مواضيع عديدة كالمطالبة بأزواج وزوجات.. أو جعل العلاج النفسي مجاني للسوريين، احتل أكبر اهتمامات السوريين...
الأزمة التي نمر بها لم تفرز مصطلحاتٍ جديدة فقط بل خلقت "نكت" جديدة كسؤال الكاهن في زواج الأمير وليم وكيت ميديلتون عن شهود الزواج فصرخ جميع الحضور "عبد الله أبا زيد من درعا".. "وأن الرئيس أوباما عندما سئل عن اليمن أجاب بأنه لا يعرفها.. وحين سئل عن ليبيا قال لا يعرف أين تقع.. وعندما سئل عن درعا أجاب: درعا البلد أو المحطة؟؟؟"
وكلما قضينا يوما.. زدنا مفردة جديدة.. لتصبح جعبتنا اللغوية مليئة بألفاظ وتعريفات.. لأمور كثيرة تعبر عن حالة التخبط الإعلامي الذي تشهده سوريا بين قنوات تهول الأمور وبين إعلام ينثر لنا فتات قليلة من المعلومات.. نقف حائرين أمامها..
شام نيوز