"تأثير قطع الدومينو".. ماذا يفعل «كورونا» في العالم؟

"تأثير قطع الدومينو".. ماذا يفعل «كورونا» في العالم؟

شام إف إم - هند الشيخ علي

يمكن تشبيه فايروس «كورونا» المستجد بلعبة قطع الدومينو. ذلك أنك حينما تضع عدداً من قطع الدومينو بجوار بعضها البعض ثم تدفع القطعة الأولى فقط، تبدأ سلسلة من الاصطدامات بين قطع الدومينو وتستمر في صورة متسلسلة حتى تقع آخر قطعة على الأرض.

ومنذ ظهور الفايروس في مقاطعة «ووهان» بالصين أواخر كانون الأول 2019، وإعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ لمواجهة الفايروس، سقطت أولى قطع دومينو «الكورونا» ليليها سقوط قطع أخرى متمثلاً بتفشي الفايروس في مناطق أخرى، أو بتأثيره على قطاعات الحياة كافة.

وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أفادت الاثنين الفائت أن النمو الاقتصادي قد ينخفض إلى النصف في حال استمرار انتشار فيروس كورونا، ما قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى أسوأ حالاته منذ الأزمة المالية العالمية.

وقالت المنظمة إن إجمالي الناتج المحلي العالمي سينمو بنسبة 1.5% فقط في العام 2020، إذا انتشر فيروس كورونا على نطاق أوسع في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، أي ما يقرب حوالي نصف معدل النمو البالغ 2.9% الذي كانت قد توقعته المجموعة لعام 2020 قبل اندلاع الفيروس، الأمر الذي قد يدفع باليابان وأوروبا إلى ركود اقتصادي.

من جانبها، أشارت منظمة السياحة العالمية إلى أن التقديرات تشير إلى خسائر في قطاع السياحة العالمى نتيجة انتشار فيروس «كورونا» إلى حوالي 80 مليار دولار، وأن أكثر الوجهات السياحية المتضررة هي الوجهات السياحية في منطقة آسيا والباسيفيك والتي تقدر خسائرها بحوالي 7 مليار دولار أمريكي حتى الآن فقط.

ونوهت المنظمة إلى أن صناعة السياحة الآن مثل باقي القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم تعيش وقتاً عصيباً بسبب هذا الفيروس، فإجمالي خسائر قطاع السياحة منذ بدأ ظهور الفيروس حتى الآن بلغت 12 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى خسائر قطاع الطيران والتي قدرتها المنظمة الدولية للطيران المدني بحوالي 5 مليار يورو.

ومع انتشار الفيروس شمال إيطاليا، لم تجد الحكومة وسيلة لإكمال مسابقة الدوري بعد تأجيل بعض المباريات سوى اللعب خلف أبواب مغلقة (بدون جماهير) وذلك حتى 3 نيسان، في محاولة لمواجهة انتشار الفايروس، في حين كشفت تقارير صحفية إنجليزية، أن رابطة أندية الدوري الإنجليزي، تدرس لعب مباريات البريميرليج في المرحلة المقبلة، بدون حضور جماهيري، الأمر الذي يدعم بعض النظريات التي تقول إن كرة القدم الأوروبية "كصناعة" لن تصمد إن استمر انتشار «كورونا» حتى منتصف نيسان، إذ سيتسبب لعب المباريات بدون جمهور بخسائر قياسية ستؤثر لاحقاً على سوق الانتقالات وخطط اللعب.

الاقتصاد، السياحة، الترفيه، قطع دومينو تقف خلف القطعة الأولى متمثلةً بفايروس «كورونا» فهل يخالف الفايروس ما تقوله نظرية الدومينو ويكتفي بفعل تأثير "هز" لا "إسقاط"؟