تثبيت فورد سفيراً لواشنطن في سورية مستخدما رحلته إلى حماة في الإقناع

 

بعد سنوات من الانقسام السياسي حول جدوى اعادة السفير الاميركي الى دمشق، من المقرر ان تحسم لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ امرها الاربعاء بالمصادقة على تثبيت روبرت فورد، الذي تم تعيينه سفيرا نهاية العام الماضي بموجب مرسوم اصدره الرئيس باراك اوباما متجاوزا الكونغرس اثناء عطلته.

وتم تعيين فورد بموجب مرسوم رئاسي ينتهي مع نهاية هذا العام، حيث كان من المتوقع ان ينجح مجلس الشيوخ في عرقلة تثبيته في منصبه نظرا للمعارضة الجمهورية الشرسة لفكرة اعادة السفير الاميركي الى دمشق. ويزعم الجمهوريون ان الرئيس السوري بشار الاسد ينظر الى عودة السفير بمثابة جائزة لسلوكه او كهزيمة اميركية، فيما يعتقد الديموقراطيون ان وجود السفير في دمشق ضرورة استراتيجية لمصالح اميركا اذ بامكانه مراقبة الوضع السوري عن كثب والاتصال بالقيادة السورية لايصال الرسائل الاميركية اليها شخصيا.

وكانت مارغريت سكوبي، التي استدعتها واشنطن من دمشق على اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، آخر السفراء الاميركيين المعينين بقانون من مجلس الشيوخ في سورية.

ورغم سيطرة غالبية من الحزب الديموقراطي على مجلس الشيوخ، وتاليا على لجنة الشؤون الخارجية، فان الاقلية الجمهورية نجحت في وضع «حظر» على تثبيت فورد، مما اضطر اوباما الى تجاوز المجلس بمرسوم صالح لعام واحد.

ومنذ وصول فورد الى دمشق مطلع هذا العام، حاول رئيس لجنة الشؤون الخارجية جون كيري، السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس والمتحمس الاكبر للانفتاح الاميركي على الاسد، ثم المساند في وقت لاحق لفكرة قيام الرئيس السوري بقيادة الاصلاح، اقناع اقرانه الجمهوريين بضرورة تثبيت فورد، ولكن من دون جدوى.

وقالت مصادر في مجلس الشيوخ لـ «الراي» ان كيري عمل شخصيا الاسبوع الماضي على الاتصال بأعضاء اللجنة الجمهوريين لاقناعهم بأن وجود فورد اليوم في سورية اصبح ضرورة اكثر من اي وقت مضى، خصوصا بعد رحلة فورد الى مدينة حماة يوم «جمعة لا حوار» واستقبال السوريين له بالورود.

واضافت المصادر ان كيري نجح في تذليل آخر العقبات في وجه تثبيت فورد، وقام على اثر ذلك ببرمجة جلسة استماع مخصصة لثبيته صباح الاربعاء، ليصار بعدها على التصويت على التثبيت.

ومع ان عودة فورد مثلت في مرحلة سابقة مطلبا عملت عليه دمشق مطولا وعدته بمثابة المكسب السياسي لها، الا ان تغير الظروف على اثر اندلاع الثورة السورية حمل الكونغرس على تغيير رأيه من عودة السفير الاميركي الى سورية، وصار ينظر الى هذه العودة اليوم بمثابة سند للثورة السورية ضد الاسد بدلا من كونها انتصارا للاسد في وجه خصومه في الداخل وفي عموم المنطقة.