تجارة الكتب المستعملة مهنة صيفية بانتظار التنظيم

شام نيوز- تيسير أحمد
تجارة الكتب المستعملة مهنة صيفية لدى الكثيرين، وخصوصاً الذين يبعون على الأرصفة، بانتظار الحلول، فما إن تهطل زخة مطر حتى يملأ الباعة "كراتينهم" ماضين بها إلى المستودعات المؤقته التي ارتجلوها، وهي عادة علب وصناديق معدنية لها أقفال خلف سور التكلية السليمانية أو في الأقبية المجاورة.
تجار الكتب المستعملة مستويات وطبقات، وهي تجارة لها زبائنها وقوانينها الناظمة، فالتجار الذين يملكون مكتبات في الحلبوني سيمر الشتاء عليهم هذه السنة كما يمر عادة دون أي خسائر تذكر، أما تجار الأرصفة وخصوصاً سور رئاسة جامعة دمشق وسور التكية السليمانية، فالأيام القليلة الماضية دفعتهم للانتقال إلى أمكنة أكثر أماناً في ظل عدم تنظيم هذه المهنة الموجودة في جميع مدن العالم المتقدم.
في أيام الصحو يمكن للمرء أن يرى الكتب منتشرة على أرصفة وأسوار التكية والجامعة، ولكن في الأيام الممطرة فالتزاحم يشتد تحت جسر السيد الرئيس وعلى جانبي الدرج الذي يقود إلى أعلى الجسر، وهو ما يعيق حركة الناس، ويتسبب بازدحام غير مبرر.
يلجأ الكثير من المثقفين السوريين وهواة الثقافة إلى تجار الكتب المستعملة بحثاً عن عناوين نادرة وطبعات قديمة، والغريب أن هؤلاء الباعة يعرفون أي عنوان يمكن أن يسأل عنه المرء، كأن عقولهم أجهزة كومبيوتر تستحضر أي معلومة بمجرد إلقاء السؤال.
في مصر وجد المعنيون حلاً لهذه الظاهرة الثقافية التي لاغنى عنها، فخصصوا أكشاك وقاموا بتأجيرها للباعة قرب سور الأزبكية في القاهرة، والحق أن هذا السور كان وما يزال واحداً من أهم معارض الكتب القديمة في الوطن العربي، وكثير من السياح يقصدونه لشراء طبعات قديمة من العناوين النافدة.
ثمة أكثر من ةمكان في دمشق يمكن أن تكون مثل سور الأزبكية في القاهرة، وما على المسؤولين في محافظة دمشق إلا اتخاذ القرار لتنظيم هذه المهنة وتحويلها من "ظاهرة خارجة على القانون" إلى مظهر حضاري وثقافي يفيد الناس.