تجدد الاشتباكات وسط القاهرة والأمن المصري يطلق غازات مسيلة للدموع على المتظاهرين

شهد محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المصرية التي قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين من ميدان التحرير وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين.
وعمد سلاح المهندسين العسكريين الى اقامة جدار خرساني أمام مقر مجلس الشورى وسط القاهرة لتخفيف حدة الاشتباكات حول المنشآت الحيوية الموجودة هناك والتى تتضمن مقرات مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء.
وعلى الصعيد نفسه نشرت قوات الأمن وحدتين من الأمن المركزي أمام المجمع العلمي لحين الانتهاء من إقامة الجدار وذلك لصد المتظاهرين وإبعادهم عنه حتى يتم الانتهاء منه وهو ما جعل القوات تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة حيث وصل بعضها الى ميدان التحرير.
وفي ميدان التحرير واصل المعتصمون اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس محمد مرسي يوم الخميس الماضي حيث كان لافتا الزيادة في اعداد الخيام داخل الميدان بعد قيام عدد من أعضاء الاحزاب المصرية المعتصمين بنصب المزيد منها.
كما واصل المعتصمون اغلاقهم لكل المداخل المؤدية الى الميدان لليوم الثالث على التوالي حيث استمر تحويل حركة سير السيارات من أمام المتحف المصري في وقت قام فيه المتظاهرون بحملة لتنظيف كل أرجاء الميدان وقسموا أنفسهم الى مجموعات تعمل على جمع المخلفات الموجودة بالميدان ووضعها على جوانبه ثم حرقها.
من جهته أكد تحالف الكيان المصري "مستمرون" رفضه التام للاعلان الدستوري المكمل الجديد وطالب بتطبيق الديمقراطية والحرية في مصر.
وقال التحالف في بيان له اليوم إن هذا الإعلان الدستوري معاد للديمقراطية وللشعب وان تحصين الرئيس مرسي لقراراته مخالف لكل مبادئ الشرعية.
وشدد الكيان المصري على أن الإصرار على التمسك بهذا الإعلان لم يترك للقوى الديمقراطية الثورية أي خيار سوى استكمال مسيرة الثورة واسترداد الشعب لسيادته وثورته عبر الانتفاضة بالميادين وإعلاء رايات الثورة بكل وسائل العمل الجماهيري السلمي.
ويضم التحالف حزب المساواة والتنمية وحزب مصر المستقبل وحزب حراس الثورة وحزب مصر الثورة وحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب التكافل وحزب مصر 2000 وحزب الأمة.
وأصدر 18 من الاحزاب والقوى السياسية بمصر بيانا يوم الجمعة الماضي بعد انتهاء فعاليات ما اطلق عليه "جمعة الغضب والانذار" أعلنوا فيه اعتصامهم داخل الميدان احتجاجا على الاعلان الدستوري الجديد ودعوا الى تنظيم مسيرات حاشدة تنطلق بعد غد الثلاثاء من مختلف المواقع بالقاهرة والجيزة صوب ميدان التحرير لإسقاط الاعلان الدستوري.
وردد المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مبنى الجامعة الامريكية العديد من الهتافات خلال اشتباكهم مع قوات الامن من بينها "إعلان دستوري باطل.
ويطالب المعتصمون بالميدان بإسقاط الإعلان الدستوري الجديد وحل الجمعية التأسيسية للدستور والدعوة إلى حوار وطني للتوافق على معايير واليات وطنية لبناء جمعية تأسيسية جديدة تضم كل التيارات والقوى الاجتماعية وإصدار تشريع للعدالة وإقالة الحكومة الحالية.
وكانت الاشتباكات تجددت صباحا لليوم السابع على التوالى بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد المتظاهرين من امام مبنى المجمع العلمي نحو ميدان التحرير.
وواصل المستشفى الميداني الذي اقيم في بداية شارع طلعت حرب استقبال المصابين جراء الاشتباكات وسجلت اكثر من حالة اصابة بنوبات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع خاصة مع وصول بعض القنابل الى الميدان.
البورصة المصرية تتراجع أكثر من 9 بالمئة
إلى ذلك تراجعت الأسهم المصرية بشكل حاد في مستهل تعاملات اليوم وخسر المؤشر الرئيسي أكثر من تسعة بالمئة في أول جلسة تداول عقب الاعلان الدستوري وأثار أزمة سياسية.
وكان المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية تراجع ستة بالمئة عند فتح التعاملات ما دفع السوق الى وقف التداول لمدة نصف ساعة لكن الخسائر تفاقمت عند عودة التداول وبلغت خسائر المؤشر الرئيسي 9ر8 بالمئة وخسر المؤشر الثانوي 8ر6 بالمئة.
وتكبدت الأسهم القيادية خسائر حادة وصلت إلى عشرة بالمئة لأسهم اوراسكوم للإنشاء وبالم هيلز وعامر غروب.
وقال محسن عادل العضو المنتدب لإدارة صناديق الاستثمار في شركة بايونيرز إنه "من الطبيعي أن تشهد البورصة تقلبات حادة في ظل عدم الاستقرار الذي تشهده البلاد مشيرا إلى أنه لا يوجد استثمار دون استقرار والنزول الحاد يعكس مخاوف المتعاملين من حدوث انهيارات في التداول".
فنانون مصريون يستنكرون بشدة قرارات مرسي الأخيرة
واستنكر فنانون مصريون بشدة الإعلان الدستوري الذي أعلنه مرسي وأعطى نفسه فيه صلاحيات واسعة محصنة.
وأعرب الممثل المصري حسين فهمي عن استيائه الشديد من قرارات مرسي محذرا من أن مصر تمر الآن بأصعب الظروف على الإطلاق لافتا إلى استحالة أن يمتلك أي رئيس مثل هذه السلطات في القرن الحادي والعشرين وانتقد سيطرة جماعة الأخوان المسلمين على المؤسسات المصرية بما فيها التلفزيون المصري الذي كان تابعا للشعب.
وقال فهمي في حديث لمحطة سكاي نيوز البريطانية إن ما تعيشه مصر الآن هو أسوأ بكثير مما مرت به خلال حكم العهد السابق ومن سبقوه معربا عن تخوفه على الاقتصاد المصري.
من جهتها أكدت الفنانة إلهام شاهين أن الشعب المصري لن يقبل أن يفرض عليه أيا كان قرارات سلطوية كهذه وأن قرارات مرسي مرفوضة لأنها تتعالى على القضاء وتلزم الجميع باتباع قراراته أيا كانت وهذا ليس في مصلحة مصر.
أما الممثل خالد النبوي الذي شارك في التظاهرات الحاشدة التي شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة للتعبير عن رفضه لهذه القرارات ووصف القرارات التي اصدرها مرسي بأنها "خطرة" لأنها ستثير الفتنة في الشارع المصري وتقسم الشعب المصري متهما مرسي بتقسيم الناس في مصر وقال نزلنا إلى الشارع للتعبير عن رفضنا للإعلان الدستوري.
فيما اعتبر الفنان عمرو واكد أن مرسي خان قسمه عند استلامه مهام الرئيس وهدم البلاد بجرة من قلمه لقد أهان القضاء المصري الذي أتى به رئيسا لو كان النهج الذي يسير عليه مرسي صحيحا كما قال لما حصن نفسه ضد القضاء".
بدوره قال الفنان أحمد عز إنه ينبغي وضع مصلحة مصر أولا وأن يتوحد المصريون جميعا رافضا تقسيم المصريين وقال إن على صناع القرار في مصر أن يعملوا لمصلحة الشعب لا أن يسعوا لتقسيمه"