تراجع دور القارة الاوروبية في الشرق الاوسط

حثت شخصيات أوروبية الاتحاد الاوروبي على تبني منهج أكثر حزما في التعامل مع اسرائيل في عملية السلام في الشرق الاوسط قائلين ان الوقت يهدر.
وفي رسالة قالت جماعة السياسيين التي تضم خمسة وعشرين فردا من بينهم وزراء خارجية سابقون والرئيس السابق للشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي ان على الاتحاد ان يصدر بيانا قويا يدعو فيه الى "خطوة سريعة ومؤثرة" لوقف البناء الاستيطاني الاسرائيلي على الاراضي المحتلة وفيما يتعلق بموضوعات أخرى.
وتقول الرسالة - حسب ميدل ايست اونلاين - "من الواضح تماما أنه دون خطوة سريعة ومؤثرة لوقف التدهور الجاري في الموقف على الارض فإن حل اقامة دولتين وهو الخيار الوحيد المتاح من أجل حل سلمي لهذا الصراع سيكون صعب التحقق".
وفي اشارة الى قمة زعماء الاتحاد الاوروبي يومي 16 و17 كانون الاول الجاري قالت الرسالة "نعتقد أن الاتحاد الاوروبي ينبغي ان يحدد في الاجتماع موعدا يتخذ فيه الخطوة التالية".
وفي اشارة الى الامم المتحدة قالت الرسالة "من الممكن على سبيل المثال أن تقول انه اذا لم يحدث تقدم بحلول الاجتماع القادم المقرر في نيسان 2011 فسوف يترك ذلك المجلس دون خيار سوى احالة الامر الى المجتمع الدولي".
وتعكس الرسالة خيبة الامل العميقة التي يشعر بها البعض في أنحاء أوروبا تجاه عدم قدرة القارة على لعب دور أكثر تأثيرا في مسألة الشرق الاوسط حيث تقود الولايات المتحدة أغلب مجريات العملية منذ عقود.
وقال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني انه يشعر هو الاخر بخيبة الامل وان واشنطن واوروبا تركتاه في مهب الريح.
وقال فياض الاقتصادي السابق في البنك الدولي لصحيفة دي برس النمساوية انه يعترف انه يشعر بالتعب والاحباط وان المجتمع الدولي يؤيد النهج الفلسطيني لبناء مؤسسات الدولة المستقبلية.
لكنه أضاف ان الولايات المتحدة واوروبا تركتا القضية في مهب الريح في المفاوضات مع اسرائيل وانهما لا تفعلان شيئا فيما يخص البناء على أراضي الدولة المستقبلية وان المستوطنين المتشددين يدمرون الحقول ويقتلعون أشجار الزيتون.
وتركز رسالة بروكسل التي أشرف عليها كريس باتن الوزير البريطاني السابق والمفوض الاوروبي السابق واوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي السابق على بيان أصدره زعماء الاتحاد الاوروبي في قمة العام الماضي دعا اسرائيل والفلسطينيين الى استئناف المفاوضات على "قضايا الوضع النهائي" بما في ذلك الحدود ووقف الاستيطان.
كما أنها تتعرض للنقطة التي أثارها فياض.
وتقول الرسالة "تواصل حكومة اسرائيل اتخاذ خطوات احادية على الارض من شأنها أن تحكم مسبقا على النتائج ان لم تحل دون امكانية اجراء مفاوضات موضوعية بشأن العديد من قضايا الوضع النهائي".
وردت كاثرين أشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي على الرسالة الجمعة مدافعة عن العمل الذي يقوم به الاتحاد الاوروبي في سبيل اعاد الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات وفي سبيل اقناع كل طرف بالوفاء بالتزاماته.
وكتبت تقول لباتن وفيدرين "سيواصل الاتحاد الاوروبي صدارته للجهود الرامية الى تحقيق تقدم في عملية السلام والصلات مع كل من الفلسطينيين والاسرائيليين من أجل التوصل الى سبيل لحل النزاع.
"ما زالت قضية المستوطنات مصدرا كبيرا للقلق. لقد التقيت ممثلي المجتمع المدني في القدس الشرقية وأكدت بثبات على موقف الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق بالمستوطنات بما في ذلك المستوطنات في القدس الشرقية. وتجدر الاشارة أيضا الى أن الاتحاد الاوروبي لا يوافق على معاملة تتضمن تمييزا للبضائع التي تنتجها المستوطنات".
وتراجعت جهود استئناف عملية السلام بشكل كبير خلال العام الماضي فيما يرجع بشكل كبير الى عدم رغبة اسرائيل في مد تجميد كانت قد فرضته على بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال مسؤولون أمريكيون هذا الاسبوع انهم توقفوا عن محاولات اقناع اسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات على الاراضي المحتلة في اشارة الى أن عملية السلام ستتوقف تماما.
ويلتقي وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم الاثنين لمناقشة رسالة باتن وجهود الاتحاد الاوروبي الرامية الى توسيع فتح المعابر والسماح للبضائع التي ينتجها قطاع غزة بمغادرة القطاع لتصديرها بما يدعم الاقتصاد الفلسطيني.
وقالت مصادر بالاتحاد الاوروبي ان رسالة باتن على الارجح لن توضع على جدول أعمال قمة قادة الاتحاد الاوروبي في 16 و17 كانون الاول رغم انها ستناقش في اجتماع وزراء الخارجية يوم الاثنين.