تراجع شعبية شواطئ اللاذقية بسبب التلوث البيئي الذي تشهده

ربما تحولت شواطئ اللاذقية من مكان مريح للأعصاب إلى مرتع للمخلفات والنفايات حيث أن الجهات المعنية لا تتحرك بسرعة لمنع هذا التلوث وردع كل من يتسبب فيه إضافة إلى تحديد أساليب وجهات هذا التلوث الذي يهدد الثروة البحرية ويُفسد الشواطئ ويتسبب في العديد من الأمراض.
حرمة الشواطئ :
من خلال إلقاء نظرة سريعة على البحر نجد أنه قد تحول من اللون الأزرق إلى الرمادي وهذا مؤشر على ارتفاع نسبة التلوث حيث كان الذهاب إلى البحر بالنسبة لبعض المواطنين وكما يؤكد السيد مهند علي يغمرهم بالسعادة والفرحة، فالأجواء الطبيعية تملأ النفوس بالراحة والفرحة وكسر الروتين الممل بصحبة الأهل، لكن الشواطئ الآن أصبحت مليئة بالمخلفات والنفايات ، والناس لم يعودوا يحترموا هذا المكان كالسابق، فمعظم العائلات تأتي وترمي بالنفايات على الشاطئ وتقذف بعلب المياه والعصير داخل البحر، وعندما يرحلون يخلفون وراءهم العديد من أشكال القاذورات داخل البحر.
وأشار مهند أن الشواطئ فقدت رونقها الخاص بها، فبعدما كان الناس يلقون على البحر همومهم وأحزانهم ويستبدلونها بالراحة والأمل، أصبح مظهر البحر يزيد همهم كآبة وحزنا وألماً على هذه المظاهر المتعددة للتلوث البحري.
مسؤولية جماعية :
من الملاحظ أن الجميع أصبحوا يشاركون في تلوث الشواطئ بشكل لا يمكن السكوت عنه حيث طالب بعض المواطنين الذين التقيناهم بإعداد حملات للتوعية بأضرار التلوث على الحياة البحرية وإعطاء الناس صورة واضحة ودقيقة عن الآثار السلبية الناتجة عن التخلص الخاطئ لمثل هذه النفايات على شواطئ البحر، فمثل هذه الأعمال الفردية التي لا تمت للوعي بصلة تفتك بالثروة البحرية لبلادنا وتسبب نفوقاً للأسماك.
أسباب مختلفة :
بدوره أشار المهندس حبيب ديرعطاني نائب مدير البيئة بمحافظة اللاذقية أن التلوث الذي تشهده شواطئ اللاذقية مشكلة كبيرة وخطيرة وهذا عائد إلى النفايات السائلة والمخلفات الصلبة الناتجة عن أنشطة المواطنين وكلها تتسرب إلى البحر، إضافة إلى العديد من المنشآت الملوثة ومصبات الصرف الصحي وكذلك مخلفات الصرف الصناعي لبعض المنشآت والمخلفات الزراعية ومخلفات السفن و أشار السيد حبيب إلى أن المديرية بصدد إعداد خطط وبرامج للحد من التلوث الذي تشهده شواطئ المحافظة من خلال إقامة محطات معالجة لمياه الصرف الصحي باللاذقية ومحطات معالجة للتجمعات الريفية والسياحية، إضافة إلى إقامة ندوات ومحاضرات بهدف التعريف بالتلوث وكيفية معالجته والتخلص منه
لكنه في الوقت ذاته أكد فكرة أن مشكلة التلوث حلها الأول والأخير بيد المواطنين أنفسهم، حينما يلتزمون بالنظافة وعدم إلقاء المهملات سنجد شواطئنا نظيفة وجميلة وستقل نسبة التلوث البحري الذي نعاني منه.
شام نيوز- اللاذقية- سامي زرقة