تراجع معدل الهطول المطري، وزيادة مساحات الجفاف في سورية نتيجة التغير المناخي

جفاف

شاميرام درويش - شام إف إم

تأثر العالم خلال الأونة الأخيرة بالتغييرات المناخية، والتي كان لها تأثير واضح على واقع المناخ في سورية، حيث شهدنا ارتفاعاً بدرجات الحرارة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب الجفاف ببعض المناطق.

وتشارك سورية خلال الفترة الحالية بالقمة العالمية للعمل المناخي، وكان أكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية زادت معاناتها من آثار التغير المناخي.

بدورها كلية العلوم في جامعة دمشق كان لها العديد من الإجراءات للبحث في هذا السياق، منها إنشاء قسم العلوم البيئية الوحيد في البلاد، وقسم لتنشئة وتقديم الكوادر الأكاديمية بالتعاون بين الجامعة والأرصاد الجوية، إلى جانب خلق مركز معني برصد التغيرات المناخية في الأرصاد الجوية.

2023 هو العام الأدفأ

بدوره أكد عميد كلية العلوم في جامعة دمشق د. حمود العرابي لبرنامج "حديث النهار على "شام إف إم" أنه خلال السنوات الأخيرة لاحظ العلماء تغييرات على المناخ نتيجة عوامل طبيعية كالبراكين، الزلازل، وتغير محور الكرة الأرضية، وعوامل بشرية ناتجة عن تطور وازدهار الصناعة، والتقدم التكنولوجي لما له من تأثيرات سلبية على الأرض.

وأوضح د. العرابي أن سورية ودول العالم النامية متأثرة بالتغير المناخي، ومساهتمها في زيادة البصمة الكربونية قليلة جداً، إنما 80% من انبعاث الغازات ناجمة عن الدول المتقدمة، ولأميركا النصيب الأكبر منها بربع القيمة، وقسم منها للصين والهند وغيرها.

ولفت د. العرابي إلى أنه وفقاً لدراسات سنوية تجرى لتبيان وضع المناخ على مستوى العالم ظهر أن عام 2023 هو الأدفأ خلال الأعوام السابقة.

زيادة مناطق الجفاف في سورية

وأوضح د.العرابي أن تأثر سورية بالتغير المناخي لوحظ في تراجع بمعدل هطول الأمطار عن العقود السابقة، وازدياد الجفاف ببعض المناطق خاصة في البادية، وازدياد البرود في الشمال، وهنا يمكن تسميته بالتطرف المناخي.

وذكر د.العرابي أن هناك أبحاثاً مستمرة تعمل عليها الجامعات السورية بشأن المناخ، ولكن الحصار الاقتصادي والعقوبات لها تأثيرات كبيرة على الاستمرارية بها.

جهود دولية للتخلص من الانبعاثات مع عام 2050

وحول الإجراءات التي يمكن القيام بها للحد من التغير المناخي، قال د.العرابي إنه على الدول المتقدمة التخفيف من الانبعاثات الناتجة عنها، بإيجاد بدائل كاستخدام الطاقات المتجدد (الرياح، الشمس، المياه، والمد الجزر)، بطريقة هادفة، لافتاً إلى أننا قادرون على تغيير السلوك وتضافر الجهود للوصول إلى التخلص الكلي من هذه الانبعاثات عام 2050

وأشار د.العرابي أنه بحال عدم الالتزام بهذه التوصيات سيتضرر العالم بأكمله، حيث ستزداد الحرارة بمعدل 3 – 6 درجات، وارتفاع منسوب مياه البحر الذي يمكن أن يؤدي إلى غمر بعض المدن الساحلية، وفناء الجزر، وتغير نمط النباتات في العالم.