تركيا تشن عملية واسعة النطاق ضد حزب العمال الكردستاني في العراق

اعلن الجيش التركي الخميس انه بدأ عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال العراق وعلى اراضيه المتاخمة للحدود العراقية، ضد المتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني الذين قتلوا 24 جنديا الثلاثاء في جنوب شرق تركيا.
وقالت هيئة الاركان التركية في بيان ان "عمليات برية واسعة النطاق بدأت في خمس نقاط في شمال العراق من قبل 22 فوجا بدعم من الطيران".
ولم يوضح البيان عدد القوات التي ارسلت الى الاراضي العراقية. واشار محللون عسكريون الى ان عديد الوحدات المشاركة في هذا الهجوم الذي يتركز في محافظة حكاري التركية (اقصى الجنوب الشرقي) ومناطق كردستان العراقية، يتراوح بين عشرة آلاف و15 الف عنصر.
وتشكل العملية البرية ردا على الهجمات التي نفذها اكثر من مئتي متمرد كردي في وقت متأخر الثلاثاء ضد مراكز عسكرية على الحدود العراقية، واسفرت عن مقتل 24 جنديا وجرح 18 آخرين.
واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تصريح صحافي ان "الهدف من الهجوم هو تحقيق نتائج" ضد حزب العمال الكردستاني الذي يقود قوة من الفي رجل في العراق. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.وقال ان "العمليات البرية والجوية مستمرة".
وتعود آخر عملية توغل تركية كثيفة في العراق الى شباط/فبراير 2008 واستمرت ثمانية ايام.وكانت مصادر امنية تركية في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق الاناضول الذي تسكنه اكثرية كردية، اوضحت في وقت سابق ان المقاتلات التركية تواصل قصف معسكرات حزب العمال الكردستاني في الجبال العراقية.
وسارع الطيران الى الرد على هجمات الثلاثاء. وانطلقت وحدات من قوات النخبة لتعقب المهاجمين ونقلت وحدات خاصة على متن مروحيات بضعة كيلومترات داخل الاراضي العراقية.
ودان العراق الخميس هجوم حزب العمال الكردستاني ووعد بالتعاون مع انقرة على الصعيد الامني، كما ذكرت وزارة الخارجية في بيان.
ويصل وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الجمعة الى انقرة لمناقشة موضوع التصدي للارهاب، كما ذكر مصدر دبلوماسي تركي.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ان صالحي سيلتقي نظيره التركي احمد داود اوغلو لاجراء محادثات حول مسائل اقليمية وموضوع الارهاب.
وتأتي هذه الزيارة المفاجئة للوزير الايراني فيما اعلنت تركيا الخميس انها شنت عملية برية واسعة النطاق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني على اراضيها وفي جبال شمال العراق التي يقيم الحزب فيها قواعد خلفية.
ويأتي الهجوم اثر سلسلة من الهجمات شنها حزب العمال الكردستاني على قواعد عسكرية تركية اسفرت عن مقتل 24 جنديا واصابة 18 آخرين.
كذلك تضم ايران المجاورة لتركيا والعراق اقلية كردية كبيرة، وهي تحارب حزب بيجاك ابرز الحركات الكردية المسلحة ضد النظام في طهران، والذي تعتبر انقرة انه منبثق من حزب العمال الكردستاني.
واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الشهر الماضي ان هناك تعاونا مطروحا مع ايران لمحاربة المتمردين الاكراد.
وهذا الهجوم هو الاكثر دموية منذ عشرين عاما تقريبا واثار صدمة في تركيا حيث من المقرر ان تقام مراسم الدفن الخميس.
واقيمت مراسم عسكرية صباح الخميس في مدينة فان التي تبعد 150 كلم شمال مناطق المعارك لتكريم الجنود "الشهداء".
وتم تحميل النعوش التي لفت بالعلم التركي على متن طائرات عسكرية من المفترض ان تنقلها الى مساقط راس الجنود حيث سيوارون الثرى.
وشهدت مختلف انحاء تركيا تظاهرات عفوية الاربعاء للتنديد بالهجمات وعلق الكثير من المواطنين العلم التركي على شرفاتهم او منازلهم حدادا.
والغيت حفلات موسيقية كانت مقررة مسبقا.
واعرب الاف الاشخاص من بينهم عدد كبير من طلاب الثانويات عن حزنهم الخميس بتوجههم الى ضريح مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك في انقرة. وردد المتظاهرون "الشهداء لا يموتون والامة لا تنقسم"، بحسب مصور لوكالة فرانس برس.
ومن المقرر ان يناقش البرلمان التركي في جلسة مغلقة بعد ظهر الخميس اجراءات الرد المحتملة على الهجوم.
وتوعد الرئيس عبد الله غول الذي عاد من جولة على الحدود بين بلاده والعراق لرفع معنويات الجنود بأن "انتقام تركيا سيكون رهيبا".
ومع ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تعهد بمحاربة حزب العمال الكردستاني، الا انه لم يدخل في مزايدة يمكن ان تنذر بان هجوما بريا على نطاق واسع في كردستان العراق قد اصبح وشيكا كما تطالب به المعارضة القومية.
واكد اردوغان ان الهجوم الذي نددت به الاسرة الدولية لا يغير في عزم الحكومة على وضع حد للازمة الكردية.
والتقى اردوغان الخميس رؤساء تحرير عدد من الصحف لتناول موضوع الهجمات ومن المفترض ان يلقي كلمة امام الصحافيين.
وتوجه اليه محمد يلماظ احد محرري صحيفة "حريات" بالقول "من حقنا ان نتوقع اكثر من رد خطابي فارغ. لا نريد اقوالا بل حلا".
واثير احتمال تدخل بري منذ الصيف عندما استانف حزب العمال، الذي تعتبره دول عدة تنظيما ارهابيا، المواجهة المسلحة بعد فترة هدوء.
وشنت السلطات التركية حملة قمع ضد الحركة الكردية واعتقلت مئات الناشطين.
واسفر النزاع المسلح الذي بدأ في العام 1984 عن سقوط اكثر من 45 الف ضحية، ولا يلوح في الافق اي حل رغم اطلاق اصلاحات والتعهد باعداد دستور جديد يكون اكثر ليبرالية لصالح الاكراد الذين يقدر عددهم ب15 مليونا من اصل 75 مليونا هم عدد سكان تركيا.
شام نيوز. AFP