تركيا تنتقد وسائل إعلامها المحلية لتشكيكها بالرواية الرسمية التركية لحادثة الطائرة

انتقدت الحكومة التركية وسائل اعلام محلية لتشكيكها في الرواية الرسمية لحادثة طائرة الاستطلاع التركية التي اسقطتها سوريا ودعت الى انتظار نتائج الفحص التي تجريها على حطام الطائرة.
وأشار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاعلامية بولند ارينج للصحافيين الى أن الروايات التي تسردها وسائل اعلام تركية عن ظروف اسقاط طائرة الاستطلاع التركية بنيران الدفاعات الارضية السورية "هي عبارة عن تكهنات".
واعتبر "هذه التكهنات محاولة من جانب بعض الاطراف لادانة الجانب التركي ومسعى لرفع حدة التوتر بين تركيا وسوريا"، مناشدا وسائل الاعلام المحلية الالتزام بالمواقف الرسمية بشأن الحادثة وعدم اطلاق تهكنات وافتراضات غير واقعية.
ولفا ارينج الى أن "الدولة متأكدة تماما من دقة مصادرها بشأن ظروف اسقاط طائرة "اف-4" في الـ22 من الشهر الماضي وانها تحتفظ بسجل موثق لهذه المعلومات الواردة من هذه المصادر"، مؤكّداً أن "بيانات الرادارات التركية تظهر بدقة مسار طيران الطائرة بدءا من اقلاعها من القاعدة الجوية بجنوبي تركيا وحتى لحظة اسقاطها في المياه الاقليمية السورية".

 

 

وكان  زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو قد تحدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن يكشف عن نتائج تشريح جثتي الطيارين التركيين اللذين أسقطت طائرتهما في المياه الاقليمية السورية موجها من جديد انتقادا لاذعا لسياسات حكومة الأخير.

وقال كيليتشدار أوغلو في تصريحات جديدة اوردها الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين في صحيفة السفير اللبنانية إن على حكومة اردوغان أن تكشف عن تقرير تشريح جثتي الطيارين لأن هناك العديد من النقاط غير الواضحة في مسألة سقوط الطائرة داعيا أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو إلى أن يطلبا من روسيا وبريطانيا وأمريكا ما بحوزتهم من معلومات خاصة بعد ان قالت صحيفة اميركية إن الطائرة التركية أسقطت في الأجواء السورية.

كما دعا كيليتشدار أوغلو وزير الخارجية التركي الذي سخر منه وشبهه بـ أنور باشا الصغير أحد قادة الاتحاد والترقي الذين انتهت الدولة العثمانية على أيديهم إلى الحصول على المعلومات التي تملكها روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا حول إسقاط الطائرة التركية.

وقال كيليتشدار اوغلو إن تركيا لم تشهد أي باديشاه عثماني ولا رئيس حكومة في العهد الجمهوري يخاطب المشرق باسم القوى المهيمنة في العالم لا اتاتورك ولا اينونو ولا أجاويد ولا ديميريل ولا أوزال كما فعل شخص وحيد اسمه رجب طيب أردوغان مؤكدا عدم رغبة اي أحد في تركيا او في العالم لشن الحرب ولكننا مضطرون لفهم ما يجري.

وسخر كيليتشدار اوغلو من ادعاءات أردوغان عن الديمقراطية في سورية سائلا اياه هل توجد ديمقراطية في تركيا وهل الديمقراطية تعني أن تسجن 750 طالباً جامعياً تركيا وهل توجد في قطر وفي السعودية أو في مصر ديمقراطية.

كما شن الكتاب والصحفيون الاتراك هجوما على مواقف وزير الخارجية التركي وسياساته حيث تحدى الكاتب التركي محمد يلماز في مقال بصحيفة حرييت التركية داود اوغلو أن يكشف عن محاضر لقاءاته الستين مع المسؤولين السوريين.

وفي صحيفة راديكال تحدث اوزغور مومجو عن "النوم العميق لداود اوغلو" وقال :لقد طمأننا الوزير انه ينام عميقاً ونحن مسرورون له.. لقد قال.. إذا كان الظالم مسلماً فهل نبرئه.. انه يتكلم بقوة عن المبادىء".

وانتقد الكاتب مومجو اتفاقية التدريب العسكري التي وقعتها حكومة اردوغان مع السودان لافتا الى ان الرئيس السوداني يواجه اتهامات وقال ساخرا هل سينام سعادة الوزير عميقاً بعد أن وقع هذا الاتفاق.

وكان داود اوغلو اتهم الصحفيين الأتراك بأنهم مثل دوار الشمس يبدلون مواقفهم ولا يرون ما يجري في سورية وتساءل كيف لهم أن يناموا قريري العين مع كل ما يجري هناك.