تركيا ضيف شرف على مهرجان دمشق السينمائي

محمد الأحمد

تنطلق يوم الأحد المقبل في دار الأسد للثقافة والفنون فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان دمشق السينمائي الدولي بمشاركة 45 دولة عربية وأجنبية وبحضور مجموعة من أبرز المشتغلين العرب والأجانب في قطاع الفن السابع.

ويتم خلال المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى الثالث عشر من الشهر الجاري عرض باقة جيدة ومهمة من الأفلام التي حاز أغلبها على جوائز في مهرجانات كبيرة إضافة إلى تنافس 24 فيلماً في المسابقة الرسمية للمهرجان فضلاً عن فعاليات ونشاطات مرافقة أهمها طاولة مستديرة حول أثر المهرجانات السينمائية العربية في تنشيط الإنتاج المحلي.

ونقلت سانا عن محمد الأحمد مدير المهرجان: إن أي مهرجان سينمائي يقوم على مجموعة من العوامل الأساسية كالصالات المجهزة بشكل جيد وأفلام المسابقة الرسمية الحديثة واستعادة تظاهرات سينمائية مهمة تنتمي إلى أرشيف وتاريخ السينما إضافة إلى أعضاء لجان تحكيم جيدين وضيوف لهم قيمتهم وكل هذا تم توفيره بما في ذلك فيلما الافتتاح والختام وهذا ما يتفرد به مهرجان دمشق منذ سنوات من خلال عرض الفيلم الحائز على الجائزة الذهبية في مهرجان برلين في الافتتاح والحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان في الختام أو العكس وتكون هي العروض العربية الأولى للفيلمين.

أما الجديد في الدورة الحالية فأوضح الأحمد أن المهرجان لم يكن يعتمد سابقاً ضيف شرف وفي هذه الدورة تقرر استضافة السينما التركية كضيف شرف نظراً لعراقتها وحصولها على جوائز عديدة ومهمة في مهرجانات عالمية كبرى مثل كان وبرلين إضافة إلى اعتماد صالتين جديدتين لعرض أفلام المهرجان هما صالة كندي دمر التي تم افتتاحها منذ فترة وصالة سينما سيتي من القطاع الخاص وقال: حاولنا توفير أفضل تقنية عرض بالصوت والصورة لتكون حاضرة في كل صالات المهرجان.

وتسعى مؤسسة السينما من خلال هذا الحدث لتحقيق ثلاث معادلات أولاها أن يشاهد عشاق السينما أفلاماً مهمة واستضافة شخصيات ثقافية مهمة تنقل بأمانة سمعة الفيلم السوري وسمعة المهرجان بشكل جيد إلى بلادها إضافة إلى تقديم هوية سورية في المهرجان وقال الأحمد: إن أهمية المهرجان لا تأتي فقط من عرض الأفلام وإنما من تقديم صورة سورية بشكل صحيح ولاسيما مع وجود إعلام غربي يسيء أو يتغافل عما تتمتع به سورية من حضارة وتاريخ.

وكشف الأحمد عن الأفلام الأربعة والعشرين التي ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان وهي "إذا أردت أن أصفر فسأفعل" من رومانيا و"مصففة الشعر" من ألمانيا و"على الممر" من البوسنة و"كوزموس" من تركيا و"كونفوشيوس" من الصين و"كيف أمضيت هذا الصيف" من روسيا و"لا تدعني أرحل" من بريطانيا و"سعادتي" وهو إنتاج ألماني هولندي روسي أوكراني و"ما يخص شقيقة" من اليابان و"حياتنا" من إيطاليا و"ثعالب" من سلوفينيا و"الغواصة" من الدانمارك و"يرجى عدم الإزعاج" من إيران و"فينيزيا" من فنزويلا و"أميرة مونبونسييه" من فرنسا و"الزنزانة 211" من إسبانيا و"الخارجون عن القانون" من الجزائر و"آخر ديسمبر" من تونس و"الجامع" من المغرب و"الوتر" من مصر و"ثوب الشمس" من الإمارات و"عقارب الساعة" من قطر إضافة إلى "مطر أيلول" و"حراس الصمت" من سورية.

وأكد الأحمد أن الدورة الحالية للمهرجان ستحفل بالكثير من النشاطات والفعاليات المهمة من بينها مائدة مستديرة تحت عنوان "أثر المهرجانات السينمائية العربية في تنشيط الإنتاج المحلي لبلدانها وتسويقه" وتشارك فيها مجموعة مهمة من النقاد والسينمائيين والمهتمين مثل سمير فريد من مصر والناقد سمير الجمل ونديم جرجورة من لبنان وشخصيات عربية كبيرة في مجال السينما.

وفيما يتعلق بحفلي الافتتاح والختام أشار الأحمد إلى أن الفنان ماهر صليبي كان أنجزها خلال الدورات الأربع السابقة إلا أنه اعتذر عن هذه الدورة فقامت مجموعة بكتابة سيناريو وصياغة رؤية بصرية لحفل الافتتاح الذي سينفذه المخرج جهاد مفلح مع فرقته إنانا وكذلك سيكون الختام عبر حفل بسيط يعبر عن المناسبة.

ودافع الأحمد عن فكرة إقامة مهرجان دمشق السينمائي رغم قلة الإنتاج السينمائي وقال: إن الإنتاج السينمائي هو نتيجة طبيعية وحتمية لأي مهرجان سينمائي لكنها تحتاج للزمن مستشهداً بمهرجانات قرطاج والدوحة وأبوظبي السينمائية مضيفاً إنه بعد أن أصبح المهرجان سنوياً بدأت وزارة المالية ترصد إمكانات أكبر للإنتاج لافتاً إلى أهمية إقامة المهرجانات السينمائية العربية لتمرير الفيلم العربي الذي يعاني على أبواب المهرجانات السينمائية العالمية والذي لا يدخلها إن لم يكن إنتاجاً مشتركاً.

وأوضح الأحمد أن المهرجانات العربية توفر للفيلم العربي فرصة كبيرة للمشاهدة ولاسيما من قبل السينمائيين الغربيين فيتعرفون على درجة تطوره والمستوى الذي وصل إليه وبالتالي يتم طلبه إلى المهرجانات الكبرى وقال: إن الأفلام السورية استطاعت عبر مهرجان دمشق السينمائي المشاركة في مهرجانات لم تكن تشارك فيها سابقاً وهذا نتيجة حضور موزعين ومنتجين ومخرجين ومديري مهرجانات كبيرة وشخصيات فاعلة لدوراته مضيفاً إن الكثيرين دهشوا بسبب جهلهم للسينما العربية ونتيجة التعتيم على الثقافة العربية بشكل عام على اعتبار أن حربنا حرب ثقافية حالياً.

وتابع الأحمد: إن المهرجانات والملتقيات الثقافية الدولية تشكل وسيلة مهمة لإظهار تراثنا وثقافتنا مستشهداً بما قالته الفنانة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف لأكثر من 150 وسيلة إعلامية إن سورية بلد إشعاع حضاري وكذلك كوستاريتسا وكلوديا كاردينالي وسواهم.

وأكد الأحمد أن ما يساعد مهرجان دمشق السينمائي على الثبات وإبقاء القيمة مستمرة وفاعلة مقارنة بمهرجانات عربية وعالمية جديدة يتم ضح الكثير من الأموال فيها هو تاريخ سورية وعراقتها ولاسيما دمشق التي هي أقدم مدينة مأهولة في العالم.

وفيما يتعلق بشعار المهرجان أوضح الأحمد إلى أن الدورة الحالية لا تحمل أي شعار لهذا العام وتم الاكتفاء بهوية بصرية تمثل السيف الدمشقي من تصميم الفنانة مايا السيد أما الجوائز فقام بإنجازها الفنان رامي وقاف مشيراً إلى أنه يتم حالياً البحث في العام المقبل عن فكرة تصميم جديد للجائزة ينتمي إلى المكان أكثر ويحمل هوية دمشق.

وأشار الأحمد إلى صعوبة الحصول على شرائط 34 ملم لكل الأفلام وخاصة النادرة بسبب التكلفة المادية العالية لذا بدأت المؤسسة منذ العام الماضي بعروض ديجيتال وقال: إنه يتم توفير تظاهرات الديجيتال والشرائط عبر العلاقات الشخصية وشركات السينما العالمية والسفارات.

وفيما يتعلق بإنتاج القطاع الخاص قال الأحمد إننا نتقاسم مع القطاع الخاص حضورنا في المهرجان فهناك فيلمان سوريان أحدهما من إنتاج المؤسسة والآخر من الإنتاج الخاص مشيراً إلى أن المؤسسة لا يمكن لها أن تنهض بالمشروع السينمائي الوطني لوحدها مثلما هو الحال في كل دول العالم.

أما الأفلام التي سيتم عرضها خلال المهرجان فأكد الأحمد أن عرضها سيكون كاملاً ودون أي قطع لأن اللجنة التنظيمية العليا للمهرجان اتخذت قراراً منذ سنوات عدة بعدم الحذف بهدف المصداقية لأن هذا العرض ليس تجارياً لأسبوعين أو خمس حفلات يومياً وإنما هو عرض مهرجان لمرة واحدة وضمن توقيت محدد.

وحول الجو المناسب للإعلاميين الذي سيتابعون فعالياته أوضح الأحمد أن المهرجان سيستقطب إعلاميين من كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية ممن سيجدون تسهيلات لأداء عملهم من قبل مكتب صحفي يوفر لهم كل ما يحتاجونه مشيراً إلى أن فعاليات المهرجان ستترافق مع توزيع نشرات يومية وبرنامج عروض وتوزيع كتب مجانية كما يمكن تتبع أخبار المهرجان والضيوف والتظاهرات من خلال الموقع الإلكتروني للمهرجان.