تسرب من مدرسة باللاذقية والجهاز الإداري يلقي باللوم على بعضه البعض

لما كانت مشكلة التسرب من المدارس من أعقد المشكلات التي تواجه الجهات التربوية إذ تزداد نسب تسرب الطلاب, وخاصة في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي واللتعليم الثانوي ولكن هذا الموضوع لا يعني كثيراً بالنسبة لأعضاء الجهاز الإداري في مدرسة الشهيد علي خضور باللاذقية فلو كان يعنيهم لما وصلت نسبة الطلاب المتسربين إلى أكثر من النصف في حين ينحصر همهم في كيل الاتهامات لبعضهم البعض حول التقصير والخلل الحاصلين في المدرسة. 

والمشكلة أن المدرسة مختلطة للذكور والإناث على اعتبار أنها مدرسة للتعليم الفني والمهني ما ينعكس سلباً حتى على الطالبات اللواتي يبقين في المدرسة إذ لايبقى من كل صف أكثر من خمس طلاب أو طالبات في بعض الأحيان حيث وبعض الطالبات يتسربن من المدرسة أسوة بزملائهن على مبدأ " ما حدا أحسن من حدا" حيث تقول الطالبة هدى شعبان لا أستطيع البقاء في صف لا يحتوي على أكثر من خمسة أو ستة طلاب أشعر وكأنني أجلس في العراء وكأن الأستاذ يشرح للهواء وما ينقصني من دروس أعوضه عن طريق الدروس الخصوصية لذلك لا أبقى في المدرسة أكثر من ساعتين أو ثلاثة.

في حين يقول الطالب جابر عيد إن البقاء في المدرسة أصبح هماً كبيراً يثقل كاهله فلا مدرسين جيدين ولا كادر إداري يستطيع التعامل بشكل جيد مع الطلاب وكيف سيتعامل معهم إذا كان غير موجود وبالأخص رئيس الدروس الفنية في المدرسة حيث يعمل سائق تكسي وإذا وجد فيكون لأخذ المعلوم من الطلاب لمساعدتهم على التسرب من المدرسة حيث يؤكد جابر أنه بمجرد أن يدفع الطالب ثمن باكيت الدخان من نوع "حمراء طويلة" يستطيع بعدها على حد قوله "أن يتيسر إلى بيته".

ويؤكد الأستاذ حسن محمد مدرس الرياضيات في المدرسة في أكثر الأحيان أدخل إلى الصف فلا أرى أحداً إذ يكون أغلب الطلاب قد ذهب إلى البيت وعندما تقدمت بشكوى إلى الإدارة كان الجواب بأن الطلاب لا يأبهون بمصالحهم فكيف نأبه نحن و"الكلام للإدارة طبعاً" .

 وبالتوجه إلى الإدارة وسؤالها عن أسباب تسرب الطلاب من المدرسة قال المهندس نزار سليمان مدير المدرسة إن الأهل يتحملون مسؤولية التسرب بعض الشيء فعندما نواجههم بمشكلة أولادهم يتذرعون بحاجتهم للأولاد للعمل في الأرض على اعتبار أن المدرسة تقع في منطقة ريفية ولم ينف المدير مسؤولية الإدارة في الخلل الواقع في المدرسة ملقياً اللوم على رئيس الدروس الفنية الذي يساعد الطلاب على التسرب من المدرسة بعد أخذه المعلوم منهم في حين ينفي رئيس الدروس الفنية الأستاذ فيصل محمد هذه الاتهامات متذرعاً بأن المدير لا يملك شخصية حازمة تجاه الطلاب كما أنه شخصية غير قيادية ولا يستحق بأن يكون مديراً.

ومابين اتهامات الأساتذة لبعضهم البعض يبقى الطلاب المتسربون هم الحلقة الأضعف في هذه المشكلة التي يتصورها البعض على أنها بسيطة في حين أن مجانية التعليم وإلزاميته يكلفتن الدولة أموالاً طائلة في الوقت الذي تزداد فيه أعداد الطلاب المتسربين من المدارس ما يعني هدراً للأموال وللجهود المبذولة في القضاء على الأمية قدر الإمكان.

اللاذقية ـ شام نيوز ـ سامي زرقة