تسريبات الجزيرة والغارديان : اقتراحات فلسطينية بعودة رمزية للاجئين الفلسطينيين

قالت تقارير وثائق مسربة ان مفاوضين فلسطينيين قالوا سرا انهم مستعدون لقبول عودة عدد محدود من اللاجئين في إطار اتفاق سلام مع اسرائيل.
وقالت قناة الجزيرة وصحيفة الغارديان البريطانية ان اسرائيل اقترحت مبادلة قرى يعيش فيها موطنوها العرب بمستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة خلال محادثات السلام غير الحاسمة التي جرت قبل عامين.
وكانت الوثائق المذكورة جزءا من 1600 وثيقة بدأت المؤسستان نشرها يوم الاحد وتشير إلى ان المفاوضين الفلسطينيين كانوا مستعدين أن يقدموا لاسرائيل تنازلات في قضايا الصراع الجوهرية أكبر مما ذكر من قبل.
ويقول مسؤلون فلسطينيون ان التسريبات تتضمن معلومات سبق نشرها وادانوا نشرها في الوقت الحالي بوصفه تخريبا هدفه تضليل الرأي العام.
وتركزت الوثائق على مناقشات جرت في محادثات سلام سابقة بشأن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني.
وتقول احدى الوثائق المسربة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عارض في احد الاجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين في آذار 2009 اقتراح عودة واسعة النطاق للاجئين قائلا "من غير المنطقي ان نطلب من اسرائيل ان تستوعب خمسة ملايين او حتى مليونا فذلك ايذان بنهاية اسرائيل".
واشار عباس الى ان اسرائيل وافقت على استقبال 5000 لاجئ على مدى خمسة اعوام.
وتقول وثائق اخرى ان اسرائيل زادت عرضها فيما بعد قريبا من 25 الفا.
وكانت اسرائيل اشارت الى أنها سترفض اي عودة واسعة النطاق للاجئين الى اي مكان الا الدولة الفلسطنية المتصور قيامها في الضفة الغربية خشية ان يتسبب تدفق هائل من اللاجئين الى اسرائيل الى تقويض الاغلببة اليهودية.
ونقلت الجزيرة عن كبير المفاوضيين الفلسطينيين صائب عريقات قوله للمبعوث الامريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل في شباط 2009 "فيما يتعلق باللاجئين فإن الاتفاق موجود".
ونسب الى عريقات قوله في كانون الثاني 2010 ان الفلسطينيين عرضوا على اسرائيل اعادة "عدد رمزي" من اللاجئين وألا يكون للاجئين المنتشرين في شتى أنحاء العالم كلمة في استفتاء مقترح بشأن أي اتفاق سلام.
وكانت تقارير سابقة اشارت الى انه جرت مناقشات في محادثات سلام سابقة لمبادلات للأراضي بين الفلسطينيين واسرائيل الأمر الذي أثار غضب بعض عرب اسرائيل الذي يتمتعون على خلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة بوضع مواطني اسرائيل.
ولم تقدم احدث الوثائق تفاصيل جديدة بشأن القرى الاسرائيلية التي كان مقترحا ان تشملها مثل هذه المبادلة مثل الاجتماع الذي عقد في حزيران 2008 والذي ذكرت فيه قريتا بقاع الغربية المتاخمة للضفة الغربية وبيت صفافا وهي من ضواحي القدس بوصفهما مرشحتين لاتمام مبادلة.
ورفض المسؤولون الاسرائيليون بوجه عام التعقيب لكن مسؤولا في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يفصح عن هويته نقلت عنه اجهزة الاعلام على نطاق واسع سخريته من التسريبات التي تقول ان الفلسطينيين مستعدون للتخلي عن بعض السيطرة على اجزاء من القدس الشرقية من اجل ابرام معاهدة سلام.
وقال المسؤول ان هذا يظهر "انه مما يبعث على السخرية المطالبة بتجميد "الاستيطان"." وهي قضية انهارت بسببها محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة في ايلول حينما رفضت اسرائيل تجديد العمل بتجميد جزئي على البناء في المستوطنات في الضفة الغربية.