تشيّع الفنان الكبير نضال سيجري

شيعت محافظة اللاذقية ظهر اليوم ابنها البار الفنان الكبير نضال سيجري الذي غيبه الموت ظهر الخميس بعد معاناة طويلة مع مرض عضال بمشاركة فعاليات رسمية وشعبية وفنية وأهلية.
وتوقف موكب الفنان الراحل في المسرح القومي في اللاذقية حيث أقيمت له وقفة وداعية اجتمع خلالها محبوه وأصدقاوءه في لحظة وداع أخيرة قبل التوجه إلى جامع ياسين بحي مشروع الأوقاف بالمدينة للصلاة على روحه ليوارى بعدها الثرى في مقبرة الروضة.
وبتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد قدم محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبد القادر أحر التعازي لأسرة الفنان الكبير سيجري الذي قدم الكثير للفن السوري من خلال عطائه التلفزيوني والمسرحي والسينمائي.
وعبر ذوو الراحل عن شكرهم وامتنانهم للرئيس الأسد على هذه اللفتة الكريمة.
وأشار محافظ اللاذقية إلى أن الفنان الراحل استطاع أن يزرع البسمة على وجوه السوريين صغارا وكبارا ونرجو من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه.
وأوضح وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر أن الفنان الكبير باق ببقاء سورية ومستمر باستمرارها لأن من خلف أثرا طيبا في الأرض ليس له أن يغادر الوجدان والذاكرة حيث نقل في اعماله رسالة الإنسان السوري البسيط تماما كما في شخصية أسعد في مسلسل ضيعة ضايعة الذي دافع فيه عن قريته وأرضه وصديق عمره وكان في جميع مواقفه يوجه رسائل تدعو لحب الوطن والذود عنه.
واعتبر مدير الثقافة في محافظة اللاذقية اسكندر ميا أن رحيل الفنان سيجري خسارة كبرى للفن السوري والعربي حيث استطاع خلال مسيرته الفنية أن يقدم الكثير من الابداعات والانجازات الفنية التي لم يستطع فنانون كثر أن يقدموا مثيلا لها ولاسيما في حقل الدراما.
وأضاف ميا.. في هذه اللحظات الحزينة لا بد أن نحيي مواقف نضال سيجري الوطنية والتي شدد من خلالها على ضرورة نبذ العنف والقتل والتدمير والالتفاف حول سورية الأم والوطن وهي مواقف سيسجلها التاريخ متمنيا أن يقتدي جميع الفنانين بمواقفه.
من جهته قال نقيب الفنانين في اللاذقية حسين عباس .." نضال باق بيننا دوما وإن رحل اليوم جسدا فالقامات المبدعة ليس لها أن ترحل أو تغيب". وبين الإعلامي والكاتب حسن م يوسف أن الكلمات تقصر اليوم عن الحديث عن هذه القامة التي كانت جزءا من روح سورية بكل ما يتعشق فيها من ألوان وأطياف قزحية فهو تشخيص لحضارة سورية وعراقتها على مدى عشرة آلاف عام من التاريخ والأصالة والعراقة مضيفا .. في روح نضال تتجسد رسالة بعل القائلة ازرع سلاما في الأرض فهو روح سورية المحاورة والمحبة وفيه يتجسد الأمل الذي لا ينكسر أبدا.
وقال الفنان هاشم غزال "إن نضال يستحق لقب فارس برتبة شرف لأنه فعلا فارس الكلمة وشهيدها فهو ابن سورية البار وطالما ردد عبارة نحن أبناء أمنا سورية العظيمة مشيرا إلى أن المرض ليس من قهر نضال لكنه الوطن النازف فقد ظل حتى لحظاته الأخيرة يقول "إن من يحب سورية يتوجب عليه العمل لأجلها وليس الاكتفاء بالكلام".
وأضاف غزال.. كنت وإياه قد بدأنا في أيامه الأخيرة بالعمل على عرض مسرحي جديد وانطلقنا فعلا بخطواته الأولى فاشتغلنا على النص ودراسة الشخصيات المسرحية والموسيقا والديكور فكان القلم والدفتر هما صديقا نضال اللذان لم يفارقاه حتى النفس الأخير واليوم قد رحل لكن أؤكد أن العمل سيكتمل بروح نضال وإن كان سيغيب عن البروفات الحركية التي كانت مقررة بداية شهر رمضان إلا أن القدر لم يمهله لإكمال ما بدأه.
ولفت المخرج الياس الحاج إلى أن الألم كبير في هذا الفقدان الجليل فقد عشت ونضال سوية وتقاسمنا الهموم واللآمال منذ بداية مشواره الفني فكان رمزا للإبداع والمحبة اللامتناهية والعطاء المتواصل وان الرائعين لا يرحلون فهم باقون في وجدان السوريين بكلماتهم المنقوشة في الذاكرة أبدا.
وقال الشاعر مالك الرفاعي.. "إن نضال الانسان والفنان هو اكبر من كل الكلمات والقصائد وسيذكره الجميع دائما مهما اشتد به الرحيل" مضيفا .. رحل نضال ليبقى خالدا في فنه وانسانيته لأن السماء اشتاقت لنجمة مثله فطالما كانت رسالته هي رسالة الفن الحضاري.
وقال الفنان فايق عرقسوسي .. إن نضال بقي بين اهله ومحبيه وجماهيره بقلبه وفكره وعلينا كفنانين ان نكمل المشوار الذي بدأه بذات الطاقة والحماسة والابداع فهذا العمل والاستمرار هو حياة وخلود نضال وتأكيد على بقائه بيننا في كل حقل فني ولا سيما في المسرح الذي كان عشقه الدائم.
من جهته اعتبر الفنان جرجس جبارة ان نضال الذي دخل قلوب الجميع لن يغادرها حتى لو رحل جسدا وانه بصمة السوري الأصيل التي لم ولن تمحى مهما بلغ به الرحيل عتيا فقد عاش ليرسم البسمة على وجوهنا وعمل على هذا الفرح في داخلنا رغم الامه ومعاناته فقام بتمثيل الجزء الثاني من ضيعة ضايعة رغم مرضه ليبقى صانعا للحب والبسمة والامل.
من ناحيته قال المخرج المسرحي لؤي شانا.. لا أستطيع أن اقر بغياب نضال سيجري حتى وانا اودع في هذه اللحظات جثمانه الطاهر فلا زلت اسمع هنا في فضاءات المسرح القومي صدى ضحكاته وكلماته ترن في اجواء المكان وما زالت روحه تطوف حولنا.. انه مقيم بيننا وان كنا سنقتقد اليوم رؤية هذا الانسان الكبير الذي كان دوما سباقا في كل شيء وكذلك اليوم سباق في رحيله.
وقال الكاتب والباحث سجيع قرقماز.."نعم ترجل الفارس النبيل اليوم لكنه باق في هذه الارض لينبثق منها متجددا كطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد لأن نضال جزء لا يتجزأ من تراب سورية وثقافتها وفنها وأدبها وأغانيها وانسانها العريق الذي ابدع دائما فكان اصيلا في كل لحظة وكان مناضلا دوما ولاسيما عقب اندلاع هذه الاحداث فأثبت من خلال نضاله عمقه الوطني والانساني والاخلاقي".
يذكر أن الفنان نضال سيجري من مواليد اللاذقية 18 حزيران 1965 وقد تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق واصبح عضوا في نقابة الفنانين في العام 1991 وشارك في عدد كبير من الاعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية أهمها مسلسل ضيعة ضايعة و بقعة ضوء و الخوالي و العبابيد و هوى بحري كما اخرج فيلم طعم الليمون وهو متزوج وله ولدان.