تشييع جثامين شهداء تفجيري حلب الإرهابيين

بأكاليل الورد والغار وعلى وقع موسيقا لحني الشهيد ووداعه شيعت من جامع الإيمان بحلب في موكب شعبي ورسمي مهيب إلى مثاويهم الأخيرة جثامين شهداء التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا حلب الجمعة.
وبعد أداء الصلاة على جثامينهم الطاهرة جرت للشهداء مراسم تشييع رسمية حيث حملت الجثامين الطاهرة ملفوفة بعلم الوطن وسط هتافات المواطنين الذين توافدوا للمشاركة في التشييع، والتي عبرت عن استنكارهم للأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة وعن تمسكهم بالوحدة الوطنية وتصميمهم على الصمود لإفشال المؤامرة التي تتعرض لها سورية.
وفي كلمة له خلال مراسم التشييع من جامع الإيمان في حلب أشار الدكتور احمد بدر الدين حسون مفتي عام الجمهورية الى أن الربيع الذي يدعونه نثر على أمتنا العربية والإسلامية نارا بدل النور وظلاما دامسا وجهلا بدل العلم والضياء وقال.. هنالك في بلادهم التي أرادوا أن يشرقوا فيها ربيعا اقتصاد منهار ولا أقول عشرات الآلاف من القتلى والشهداء سيثبت لكم الزمان أنه في ليبيا وحدها ومن شعبنا العربي الليبي الشهم لم يقتل جندي أوروبي واحد إنما استشهد أكثر من 100 ألف ليبي، مضيفا ان ربيعنا الذي أردناه حياة يريدونه هم موتا لنا.
وقال المفتي حسون .. يا من تذهبون إلى الحج وتطوفون في البيت إن قطرة من دم مؤمن أعظم عند الله من الكعبة المشرفة فكيف وصلنا إلى هذا الحال في فتاوينا لنفتي على بعضنا, مضيفا يا أصحاب الفضيلة هل سمعتم منا في سورية يوما أننا كفرنا أحدكم لتكفرونا, هل شتمنا أحدكم لتشتمونا, هل أسأنا لأحدكم لتسيئوا إلينا, أما كفاكم.. داعيا إياهم أن يرحموا سورية التي لن تسقط ولن تركع لأنها لم تضع جبهتها على الأرض إلا لله رب العالمين.
وخاطب المفتي حسون آباء وأمهات وأبناء وزوجات الشهداء قائلا.. يوم كنت أرى إخوتنا في فلسطين وإخوتنا في جنوب لبنان يستشهد أبناؤهم فتدمع العين وأقول أعطاهم الله الصبر والرضا والرضوان مضيفا.. ماذا أقول لكم.. أأعزيكم وأبناءكم دخلوا إلى الخلود أم نعزي بعضنا ببعض، أبناء وطننا الذين فقدوا هذا الحب الذي في قلوبنا, أحببناهم فكرهونا, وحافظنا عليهم فهاجمونا, والتزمنا الأدب معهم فشتمونا, وقلنا إن إيمانهم بيد الله فكفرونا.
وأردف المفتي حسون ..يا أحبتي في الوطن مهما استطعتم تقاربوا وتوحدوا وتماسكوا ولا تخافوا من تفجير هنا وتفجير هناك فإن كان في حلب ودمشق حدث ما حدث ففي العراق في كل يوم هناك خمسة أو عشرة تفجيرات يوميا, سلوا شعب العراق الحبيب ماذا يعاني منذ سنوات, فسنصبر حتى نعيد بعض أولادنا إلى الصواب ونربي بعض أولادنا الذين لم يعرفوا الحق فينا.
وقال حسون إن هذه الدماء أجمعها تقول لك يا سيادة الرئيس بشار الأسد سر في طريق الإصلاح فالشعب معك, داعيا الى الضرب على يد الفاسدين والمفسدين في هذا الوطن حتى لا تبقى حجة لمن يريدون تدميره وخرابه.
وختم المفتي حسون بالدعاء للشهداء والرحمة على أرواحهم الطاهرة وبالصبر لآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم ، وقال.. إلى جنان الخلد يا شهداء سورية من مدنيين وعسكريين نرجو الله ولا نتألى عليه, إنما من كرمه وجوده أن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه رضاه.
بدوره قال موفق خلوف محافظ حلب.. بوركتم أيها الشهداء وبوركت دماؤكم الطاهرة والوطن الذي ضحيتم من أجله ورويتم بدمكم ترابه الحر وأرضه العصية على التآمر والخيانة مضيفا ان شهداء حلب أثبتوا بهذه الشهادة العظيمة ايمانهم بالله والوطن وقدموا برهانا ناصعا على وطنيتهم الصادقة.
وأشار خلوف إلى ان دماء الشهداء كانت ضريبة الصمود في وجه العابثين بأمن الوطن والمسخرين من قبل الصهيونية الخبيثة وأعوانها للنيل من كرامة سورية ومقاومتها وعزتها مبينا أن الإرهابيين بعملهم وفعلهم الأثيم هذا قدموا الدليل على غدرهم ولؤمهم وجبنهم وأنهم أدوات رخيصة بأيدي حماة ورعاة الكيان الإسرائيلي البغيض.
وقال خلوف يا شهداءنا الأبرار وإذ نقف هذه الساعة أمامكم بخشوع وإجلال نعاهد الله ثم الوطن ثم دماءكم الزكية على متابعة مسيرة الإصلاح مستمدين الدلالات من تراثنا العظيم وتاريخنا المجيد والفكر الإصلاحي لقيادتنا الحكيمة مؤكدا أن حلب الشهباء ستبقى المدينة الأبية الوفية والنموذج الذي يحتذى في التصدي للمجرمين أعداء الإنسان والدين.
وأضاف خلوف مخاطبا أهالي الشهداء.. يا أصحاب النخوة والشهامة مصابكم مصابنا وشهداؤكم شهداؤنا داعيا إلى العمل معاً ومع كل مواطن شريف إلى حماية الوطن وصونه وتطويره.
وفي تصريحات لوكالة سانا أكد الشيخ عبد القادر الشامي إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب بحلب أن الإرهاب ومحاولات زرع الفتن والانقسامات التي يتعرض لها أبناء سورية لن تثني الشعب السوري عن المضي في الدفاع عن وطنه ومقومات وجود أمته وثوابتها، مبينا أن هذه المخططات والمؤامرات لم تعد خافية على احد من أبناء الشعب السوري الذي أدرك حقيقة المخطط الذي يستهدف بنيانه ومستقبله.