تصريحات استفزازية - الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

تصريحات استفزازية

اقتصادية

الخميس,٢٨ تموز ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم


سلامات

لم تعدْ تصريحاتُ بعضِ المسؤولينَ الحكوميينَ تُحتمل. فهي ليست زلةَ لسانٍ كما كنا نعتقد، وإلا لما كانت قد تكررت.

هذه التصريحاتُ ببساطةٍ أصبحت جزءاً من سياسةٍ باتت مقصودةً للهروبِ من تحملِ المسؤولياتِ، والاعترافِ بالتقصير أو بالأحرى بالفشل.

وما دامتِ المحاسبةُ غائبةً، فإننا سوف نسمعُ المزيدَ من التصريحاتِ المثيرةِ للسخريةِ والألمِ معاً، والتي قد تصلُ في نهاية المطاف إلى تحميلنا كمواطنين مسؤوليةَ البقاءِ في هذا البلد.

على المستوى الشخصي، أنا لستُ مستغرباً من مثل هذه التصريحات، فبعضُ المسؤولينَ لدينا يفتقدون إلى أبسطِ مقوماتِ المعرفةِ الاقتصادية والإدارية، ولا أكونُ مبالغاً إذا قلت إن البعضَ منهم لم يقرأ في حياته كتاباً واحداً. ولن أثقلَ هنا على هؤلاء وأطالبهم بإبراز دراسةٍ بحثية ومرجعية أعدوها في مجال معين.

دعونا هنا نسأل أنفسنا: هل هناك تصريحاتٌ مشابهةٌ صدرت أو تصدرُ عن مسؤولين في دول عربية أو أجنبية تمر بأوضاعٍ اقتصادية واجتماعية مشابهة لتلك التي نمر بها في بلدنا.

حسب معلوماتي وقراءاتي المتواضعة ليس هناك. وإن حدثَ فالاعتذار أو الإعفاء يكون الإجراءَ التالي سريعاً.

طبعاً ذلك الاعتذار يختلفُ عن اعتذارات مسؤولينا، والتي تكررت خلال الفترة الماضية، وكانت أشبهَ بمن يضعُ الملحَ على الجرح. فيما الاعتذار الصادق هو الذي يعمل على منع تكرار الخطأ، ويحمل في طياته احترامَ الآخرِ.

إذ كيف نعتذرُ للمواطنينَ عن سوءِ خدمةٍ، وهناك من يحصلُ عليها بأفضلِ مواصفاتٍ؟

وكيف نعتذر للمواطنين عن معاناتهم أثناء محاولتهم الحصول على أبسط احتياجات الحياة، وهناك من يجني أرباحاً طائلة من استمرار تلك المعاناةِ؟


سورية
حكومة
زياد غصن