تطبيق نظام الإحالة بين المشافي

يجري العمل حالياً لتطبيق نظام الإحالة بين المشافي بالتعاون بين وزارتي التعليم العالي والصحة ونقابة الأطباء من خلال منظومة متكاملة ومترابطة لغرفة تحكم الكترونية تحدد الأماكن الشاغرة في أي مشفى لقبول المرضى بحيث تخفف الضغط القائم على المشافي المركزية .
وقامت اللجنة المكلفة بهذا الموضوع والمؤلفة من ممثلين عن هذه الجهات بتقديم مقترحات لإحداث هذه الغرفة الى جانب إجراءات أخرى لتسهيل استقبال المرضى سواء لحالات الإسعاف أو العناية المشددة على ان يتم في خطوة لاحقة ربط المشافي الخاصة بهذه المنظومة في حال عدم وجود الخدمة الطبية المطلوبة في المشافي الحكومية .
وسيؤمن هذا النظام ربط كل المشافي فيما بينها من خلال شبكة الكترونية تشير إلى الأماكن المتوفرة وإعلام الكادر الطبي في المشفى بقدوم مريض ليتم حجز سرير له في القسم المعني خاصة ممن يحتاج لاجهزة التنفس الاصطناعي كونها الحالات الاكثر حرجاً والتي تتطلب طاقماً طبياً يضم طبيباً و4 ممرضات على الأقل على مدار 24 ساعة .
كما يوفر عدداً كبيراً من الأماكن لاستقبال نوعيات محددة ومعقدة من المرضى خلافا لما يجري حاليا حيث يرسل المريض إلى المشافي التعليمية كالمواساة أو الأطفال دون أي احالة أو تدبير وفي اغلب الأحيان يحتاج الى عملية بسيطة كان من الممكن تدبيرها في أي مشفى أو مستوصف أو عيادة أو مركز دون تحميل المريض عناء السفر من محافظته الى دمشق .
وحول هذا الموضوع قال الدكتور نزار الضاهر معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية ان المشافي التعليمية تتحمل فوق طاقتها بكثير وتضطر في معظم الأحيان الى قبول أعداد إضافية من المرضى ما يؤثر على آلية العمل وتوزع الكوادر الطبية وحجم الرعاية المقدمة مشيراً إلى إنه بموجب نظام الإحالة فإن مشافي المحافظات ستقوم باستقبال المريض وتقديم الخدمات الطبية اللازمة له ومن ثم تحويله إذا لزم الأمر الى المشافي المتواجدة بدمشق سواء كانت تابعة للتعليم العالي أو للصحة وذلك من خلال تقرير طبي واضح تتم الإشارة فيه الى نوعية الخدمات الطبية التي قدمت له والتشخيص لحالته وتوصيفها وتوضيح النقاط غير الواضحة في قصته المرضية وتامين العلاج اللازم له.
وقال بالتزامن مع تطبيق هذا النظام هناك ضرورة لتنظيم مسالة الاسعاف والعناية المشددة على مستوى سورية لتكون تحت مظلة واحدة تربط كل جهات ومراكز الإسعاف مع بعضها بحيث نتمكن من خلال هذه المنظومة من معرفة المشافي التي يمكن أن تستقبل المريض وتلبي حاجته بشكل فعلي عند استدعائه لسيارة الإسعاف .
وأوضح إنه في إطار توسيع منظومة عمل الاسعاف فقد تم الانتهاء من أعمال البناء للمجمع الإسعافي الجديد بمشفى المواساة ويجري التحضير حالياً لعقود الإكساء والتجهيزات لاستقبال حالات الإسعاف بدءا من الحرجة إلى حالات العناية المشددة إلى العمليات الجراحية الاسعافية وهو مرتبط مباشرة مع المواساة إضافة إلى ما يتم العمل عليه حالياً في مشروع التوسع في مشفى الأسد الجامعي الذي سيكون فيه مبنى متكامل للإسعاف.
ويتألف المجمع الجديد في حرم المواساة من 9 طوابق وقبوين وسيقوم بكل الخدمات الطبية والاستقصاءات اللازمة بطاقة استيعابية تبلغ 175 سريراً وقد تم تنفيذ المشروع على الهيكل واستلامه وبلغت كلفته 150 مليون ليرة سورية فيما يتم إعداد دراسة اكساء المبنى وبعض الأقسام لاستيعاب أكبر عدد من المرضى وفق أنظمة أبنية الطوارئ الحديثة اضافة الى إعداد دراسة كاملة لجسر يصل بين المبنى الاسعافي القديم والمبنى الجديد وسيتم إنجاز هذه التعديلات في نهاية هذا العام وتبلغ التكلفة التقديرية لأعمال الإكساء ستمئة مليون ليرة على أن يتم أثناء تنفيذ الإكساء إعداد دراسة التجهيزات والمفروشات والمقدر قيمتها ب 500 مليون ليرة سورية .
من جهتها قالت الدكتورة شادية الخضري معاون مدير مشفى المواساة الجامعي للشؤون الطبية أن اللجنة المكلفة بإعداد نظام الإحالة رفعت مقترحاتها للجهات المعنية لاعتمادها متضمنة وجود لجان للكشف الدوري على مدى تنفيذ الإجراءات المتخذة ومصداقية المعلومات المقدمة لغرفة التحكم بخصوص توفر الشواغر والإعلام عنها إلى جانب توصية لإنشاء مشاف للطوارئ تخصصية كالمجمعات الإسعافية التي تقبل الحالات الاسعافية على مدار 24 ساعة وتحيلها عند الضرورة إلى الأقسام والشعب المعنية في المشفى.
وأضافت أن أهم التوصيات التي خرجت بها اللجنة هي ضرورة إرفاق الملف الخاص بالمريض الذي يتضمن تحاليله ونسخا من الصور الشعاعية عن طريق فيلم شعاعي أو ملف الكتروني ليتم معرفة الحالة الصحية الدقيقة له وتحويله الى القسم المختص لإكمال برنامجه العلاجي خلافاً لما يجري عادة عند تحويل المريض بإرفاقه بورقة صغيرة تبين فقط نتائج التحاليل حيث يضطر المشفى غالباً إلى إعادة التحاليل والصور الشعاعية ما يشكل عبئا عليها ويعرض المريض لخطر الأشعة مرة ثانية .
ودعت إلى إيجاد صيغة تتيح قبول المرضى الذين قد يتعرضون إلى حوادث أو هم في حالات إسعافية حرجة في المشافي الخاصة لتتحمل جزءاً من المعالجة إلى حين النظر في حالة المريض وتأمين سرير شاغر له في المشفى الحكومي لانه عادة ما يتم عمله هو نقله إلى اقرب مشفى حكومي.
ودعت معاون مدير مشفى المواساة إلى إيجاد خارطة صحية تغطي كل منطقة معينة من خلال مشفى متكامل أو مجمع طبي يضم جميع الاختصاصات بحيث لا يضطر المريض إلى القدوم من شمال سورية إلى مشفى المواساة بسبب عدم وجود اختصاص معين وبالتالي يخف الضغط عن مشافي المدن الرئيسية والتي يقبل فيها المريض عادة لحالات بسيطة ويتكبد عناء السفر والأعباء المالية.
وأكدت أن تطبيق نظام الإحالة يحتاج إلى توسيع في بنية المشافي لاستقبال الحالات والتخصصات كافة وإعادة التوزيع في مشافي التعليم العالي بحيث لا يأتي المريض من دير الزور في حال حاجته لتغذية وريدية كان من الممكن ان يؤمنها المشفى الحكومي بدير الزور مبينة أن عدد أسرة القبول في المشافي الحكومية لا يتناسب مع عدد الأسرة الكلي ففي مشفى المواساة يبلغ عدد الأسرة الكلي 820 سريراً منها 200 سرير للإسعاف والعناية بينما يتراوح العدد في مشاف أخرى بين 600 إلى 30 سريراً وهذا يشكل فجوة لجهة أعداد الاسرة المخصصة للقبول .
ومن المنتظر أن تتولى وزارة الصحة تنفيذ غرفة التحكم المكون الأساسي لهذا النظام بحيث تربط بمقسم المشفى المقرر إحداثها فيه عبر خط خاص وموظف تتوفر لديه كافة المعلومات اللازمة للقبول والأماكن المتوفرة في المشافي لاتخاذ التدابير الملائمة اختصاراً للوقت وحفاظاً على صحة وسلامة المرضى .
سانا