تعاون إقليمي بين سوريا و تركيا
تم أمس الأول التوقيع على الاتفاق والدليل التنفيذي لبرنامج التعاون الإقليمي السوري التركي في مدينة غازي عينتاب التركية
وقع الاتفاقية الدكتور تامر الحجة وزير الإدارة المحلية والدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة تخطيط الدولة ومحافظاً الرقة والحسكة ومن الجانب التركي جودت يلماز وزير الدولة التركية ومحافظا ولايات ماردين وشانلي أورفا وممثل هيئة تخطيط الدولة التركية.
وأشار الوزير الحجة إلى أهمية الاتفاقية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وتطويرها خلال المراحل المقبلة لافتاً إلى أن الاتفاقية هي استمرار لبرنامج التعاون السوري التركي الذي انطلق عام 2007 وتكريس للنجاح الذي أثمره خلال السنوات الماضية من خلال ضم أربع محافظات جديدة للبرنامج هي الحسكة والرقة وشانلي أورفه وماردين بقيمة إجمالية للمشروعات فيها تبلغ 25 مليون دولار منها 10 ملايين دولار من الجانب السوري و 15 مليون دولار من الجانب التركي.
وأوضح وزير الإدارة المحلية أن المشاريع التي يتضمنها البرنامج تستهدف جعل المنطقة الحدودية رائدة في التنمية وبيئة جاذبة للاستثمارات ومثالاً للتعاون الإقليمي بين الدول مؤكداً حرص الجانب السوري على تنفيذ مشروعات البرنامج وتوسيعه ليشمل أوسع نطاق ممكن من الجانبين ويسهم في الارتقاء بالواقع الخدمي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في المحافظات المشمولة.
من جهته لفت الدكتور لطفي إلى إن العلاقة السورية التركية ذات بعد استراتيجي وتشمل جميع المجالات وان برنامج التعاون يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التوسع الإقليمي لتكون المناطق الحدودية إحد محركات النمو في جنوب وشرق تركيا وشمال شرق سورية الغنية بمواردها الطبيعية.
وأوضح رئيس هيئة تخطيط الدولة أهمية توسيع البرنامج وزيادة المبالغ المخصصة له من الجانبين السوري والتركي مؤكداً أن الحكومة السورية تدعم أي مشروع ذي بعد اقتصادي واجتماعي وثقافي يكون له برنامج محدد ويخدم مصالح الشعبين في الدولتين.
بدوره أشار يلماز إلى أن الاتفاق يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة في كلا البلدين لتعزيز التعاون القائم في الميادين كافة وتنفيذ تطلعات الشعبين بجعل الحدود همزة وصل للعمل المشترك وتحقيق تنمية شاملة للمناطق الحدودية ونقل انجازات هذا التعاون إلى دول المنطقة من خلال تقديم نموذج للتعاون وتحقيق الاستقرار في العلاقات وتأسيس منطقة للتبادل الحر تستفيد منها دول المنطقة.
وقال وزير الدولة التركي إن البنك الإسلامي للتنمية اعتبر هذا البرنامج رائداً ونموذجا للتعاون الإقليمي بين الدول وقدم هبة قدرها مليون دولار مساهمة منه لتكريس هذا النموذج للتعاون بين الدول الإسلامية مشيراً إلى أن هذا التعاون الثنائي السوري التركي يرتكز على معطيات اقتصادية واجتماعية وثقافية ويستهدف خلق حالة من الالتئام والتضامن بين الشعبين في المنطقة وأن تركيا مستعدة لتقديم كافة اشكال الدعم والخبرات بما يسهم في تفعيل البرنامج ونجاحه.
وتحدث كل من معذى سلوم محافظ الحسكة والدكتور عدنان السخني محافظ الرقة عن علاقات التعاون المتبادلة بين المحافظتين وولايات ماردين وشانلي اورفا التركية في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية مؤكدين أهمية توسيع البرنامج ودعمه للمشاريع الحيوية المتعددة في الحسكة والرقة والاستفادة من التجارب والخبرات في المجالات المختلفة بما يفتح أفقاً أوسع للعلاقات المتنامية بين سورية وتركيا.
من جانبهم أكد سليمان قامجي والي غازي عنتاب وتورهان ايواز والي كلس و نوري أوكدان والي شانلي أورفه و شينلو قوجاباي نائب والي ماردين أهمية هذه المشروعات في توطيد علاقات التعاون القائمة بين البلدين الجارين بما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي وإقامة فضاء استثماري تنموي أوسع يعبر عن تطلعات المواطنين في كلا البلدين معبرين عن سعادتهم لنتائج البرنامج التي تعكس البعد التجاري والتاريخي والقيم الحضارية المشتركة وعلاقات الأخوة المتبادلة على مر العصور.
واتفق الطرفان على تحديد مهلة أربعة أشهر لتحديد المشاريع المشتركة وتنفيذها لاحقاً بناء على الهبة الممنوحة من البنك الإسلامي للتنمية.
بعدها قام الجانبان بتفقد عدد من المشاريع الهامة المنفذة والمدرجة ضمن البرنامج في المراحل السابقة في غازي عنتاب وكلس.
يذكر أن برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي تمت المباشرة بتنفيذه منتصف تموز عام 2007 بين محافظة حلب عن الجانب السوري وولايتي كلس وغازي عنتاب عن الجانب التركي بميزانية بلغت 20 مليون دولار تقاسم الطرفان تمويلها لتنفيذ مجموعة من المشاريع تحقق المنفعة المتبادلة بين الجانبين.
وبلغ عدد المشاريع المنفذة من الجانب السوري خلال مراحل المشروع الثلاث 45 مشروعاً متنوعاً ومن الجانب التركي 41 مشروعاً تركزت في معظمها على القواسم المشتركة بين البلدين للوصول إلى علاقات قوية ومتينة.
شام نيوز- سانا